ربما تكون عودة نجم برشلونة ليونيل ميسي إلى منتخب الأرجنتين بعد ايقافه لمدة ثلاثة أشهر منذ ان طرد في مباراة المركزين الثالث والرابع في بطولة كوبا اميركا في 7 تموز الماضي واتهامه الاتحاد القاري بالفساد، هي الفصل الأخير من سعي البرغوت الأرجنتيني لتحقيق إنجاز طال انتظاره مع المنتخب الوطني.

وعلى الرغم من ان منتخب التانغو لم يخسر في المباريات الأربع التي خاضها بغياب ليونيل ميسي، الا ان المدرب ليونيل سكالوني قرر إعادة ليو إلى الحظيرة الدولية في المباراتين الوديتين أمام ​البرازيل​ و​الاوروغواي​ هذا الشهر، مستغلاً حالة التألق التي يعيشها العديد من نجوم الأرجنتين في البطولات الأوروبية ومنهم نجم مانشستر سيتي سيرجيو أغويرو ولاعب انتر ميلان لاوتارو مارتينيز ومهاجم باريس سان جيرمان إيكاردي وغيرهم.

عودة نجم برشلونة الى المنتخب الأرجنتيني تأتي بعد الاصابة التي تعرض لها مطلع الموسم الحالي وغاب بسببها عن جولة فريقه برشلونة في الولايات المتحدة في اب الماضي، ثم تعرضه لاصابة عضلية اخرى في ايلول لكنه الآن في جاهزية تخوله تقديم ما تصبو الجماهير لرؤيته سيما بعد قيادته فريقه برشلونة للفوز على فياريال بخمسة أهداف مقابل واحد وتسجيله هدفين وتقديمه لكرتين حاسمتين.

ربما يكون هذا الأمر قد شجع المدرب سكالوني على خطوة استدعائه للمنتخب من جديد في محاولة لإعادة الاعتبار لميسي خاصة بعد الانتقادات الكثيرة التي تعرض لها في الاشهر الماضية بسبب عجزه عن ترجمة تألقه مع ناديه الى نجاح مماثل مع المنتخب، لكن ميسي قال كلمته الأخيرة قبل العودة الى صفوف منتخب التانغو حين قال في تصريحات صحفية: "كنت أتمنى الفوز بكأس العالم، لكنني لا أعتقد أنني مستعد لاستبدال أي شيء حققته في مسيرتي مقابل لقب المونديال".

باختصار يعود ميسي الى أحضان المنتخب الأرجنتيني برسالة واضحة للجميع مفادها، انني عائد للمساعدة رغم الظروف غير العادلة التي نجمت عن توجيه سهام النقد له، مما يعني ان عدم تحقيق اي شيء مستقبلاً للكرة الأرجنتينية، لن يكون وصمة عار في مسيرة حافلة بالألقاب الجماعية والفردية والتي كان آخرها تتويجه بجائزة أفضل لاعب في العالم.

صحيح ان ميسي يرفض المقارنة بين ما حققه مع برشلونة او على الصعيد الشخصي مع ما قدمه طوال مسيرته مع المنتخب الأرجنتيني، لكن أي انجاز قاري يحققه في مسيرته الأخيرة "ربما" سواء في بطولة كوبا اميركا او مونديال 2002، سيخرجه تماماً من دائرة السهام الموجهة اليه من الجماهير ووسائل الإعلام الأرجنتينية، لا بل انه سيعيد الإعتبار لمكانته المرموقة على مستوى العالم بعيداً عن كل المقارنات سواء على مستوى الأرجنتين او خارجها.