يروق للاتحاد الدولي لكرة القدم بين الفينة والأخرى تقديم طروحات مستقبلية لبطولاته، الظاهر منها توسيع أفق المشاركة، لكن الباطن يكمن في البحث عن المزيد من المداخيل والاستفادة التجارية التي تعزز من المكانة المالية للفيفا كواحدة من أقوى المنظمات ليس على صعيد الرياضة فحسب انما على مستوى العالم.

واذا أردنا اعتبار قرار رفع عدد المنتخبات المشاركة في ​كأس العالم 2026​ الى 48 منتخباً يصب في مصلحة الكرة المستديرة وهذا التجمع العالمي لكونه يمنح الكثير من المنتخبات فرصة التواجد في المونديال، الا ان طرح ​الاتحاد الدولي لكرة القدم​ رفع عدد المشاركين في بطولة كأس العالم للأندية ابتداء من العام 2021 الى 24 منتخباً، قد لا يكون مؤاتياً خاصة في ظل الآلية الموضوعة للنسخة التجريبية التي ستقام بعد عامين في الصين.

الكثير من النقاط السلبية، يمكن تسجيلها على البطولة بشكلها الجديد ومنها ترك الحرية للاتحادات القارية في تحديد طريقة تأهل الفرق، وهو امر مغاير لما يحدث في تصفيات كأس العالم حيث يختلف نظام التأهل من قارة إلى أخرى، لأن الامر هنا يتعلق بمشاركة أبطال لسنوات محددة، فعلى سبيل المثال ستشارك أوروبا بثمانية فرق حيث سيتأهل الفائزون بدوري الأبطال والدوري الأوروبي بين عامي 2018 و2021، فيما ان طريقة التأهل عن افريقيا ستنحصر بتأهل طرفي نهائي نسخة 2021، مع مباراة فاصلة بين الخاسرين في نصف النهائي من نفس النسخة لتتأهل ثلاثة فرق إلى البطولة.

واذا كان ابطال أوروبا وافريقيا والكونكاكاف لعام 2021 سيشاركون في البطولة الجديدة، فإن الفائزين بالألقاب القارية في كل من آسيا واميركا الجنوبية لنفس العام، لن يتمكنوا من المشاركة لكون المتأهلين عن القارة الصفراء هما بطلا نسختي 2019 و2020 من دوري أبطال آسيا بجانب الفائز من لقاء فاصل بين وصيفي النسختين، كما ان المتأهلين الستة من قارة اميركا الجنوبية هم أبطال كوبا ليبرتادوريس وكوبا سودامريكانا لنسختي 2019 و2020، دون تحديد طريقة تأهل الناديين الأخيرين.

لا تحتاج الفيفا الى بطولة يشارك فيها الوصيف او الخاسر من دور الاربعة من أجل تقديم نموذج جديد هدفه جني المزيد من الارباح، لكنه في المقابل سيزيد من حالة الارهاق التي تعاني منها الفرق الكبيرة أصلاً، كما سيخلق نوعاً من التوتر لاسيما في القسم العربي من القارة الآسيوية في ظل غياب بطل نسخة 2021 عن المشهد العالمي.

تحتاج البطولة الجديدة الى مزيد من الدراسة، وحسنا فعل الاتحاد الدولي لكرة القدم حين اطلق على بطولة 2021 لقب النسخة التجريبية، مع العلم ان مشاركة ثمانية فرق من اوروبا يمكن ان يكون بمثابة سيناريو مكرر للكأس الدولية للأبطال والتي تقام كل عام قبل انطلاق الموسم الكروي في القارة العجوز.