تتركز الأنظار الثلاثاء على مباراة ​كوريا الشمالية​ وجارتها اللدودة ​كوريا الجنوبية​ ضمن التصفيات الاسيوية المزدوجة ل​مونديال 2022​ و​كأس اسيا 2023​ في كرة القدم، لكنها لن تكون منقولة مباشرة على الهواء.

سيتواجه بلدان في حالة حرب عمليا على ملعب "كيم إيل سونغ" في مباراة غير منقولة، دون جماهير كورية جنوبية أو حضور إعلامي أجنبي.

المباراة التي وصفها الاتحاد الاسيوي لكرة القدم بـ"إحدى أكثر المباريات المنتظرة"، ستكون الطريقة الوحيدة لمتابعة مجرياتها من خلال التعليق المباشر المقتصر على مسجلي الاهداف والتبديلات على موقعي الاتحادين الدولي والاسيوي الالكترونيين.

وهذه أول مباراة تنافسية تقام في بيونغ يانغ بين الجارتين، وسينتظر الجمهور الجنوبي كثيرا حتى جهوز شريطها لمتابعة مجرياتها.

وفي بيان رسمي، قالت وزارة الوحدة الكورية الجنوبية المعالجة لشؤون الحدود "وعدت كوريا الشمالية بتأمين قرص مدمج يحتوي المشاهد الكاملة للمباراة قبل مغادرة بعثتنا".

وتعين على أفراد البعثة ترك هواتفهم المحمولة في سفارة كوريا الجنوبية في بكين (الصين) قبل مغادرتهم، والتواصل مع الفريق في بيونغ يانغ يُعدّ مهمة بالغة الصعوبة.

قال مسؤول في الاتحاد الكوري الجنوبي "لا يوجد شيء مضمون في ما يتعلق بالاتصال، لذا علينا استخدام أي شيء يعمل في هذه اللحظة"، مضيفا انهم يعتمدون حاليا على البريد الالكتروني.

عشية المباراة الاثنين، حضر المؤتمر الصحافي لمدرب كوريا الجنوبية البرتغالي باولو بنتو خمسة صحافيين من كوريا الشمالية وعضوان من البعثة الجنوبية تعيّن عليهما العودة الى الفندق حيث تتوفر خدمة الانترنت لنشر تفاصيل المؤتمر على الموقع الالكتروني للاتحاد الكوري الجنوبي.

وبحسب وزارة الوحدة، سيحضر المباراة رئيس الاتحاد الدولي جاني إنفانتينو، أحد الاجانب القلائل المسموح لهم بالحضور نظرا لرفض كوريا الشمالية السماح لجماهير الجنوبية بمتابعة اللقاء من مدرجات الملعب.

وتأتي المباراة في وقت بلغ فيه التقارب الدبلوماسي بين البلدين إلى طريق مسدود.

وشهدت شبه الجزيرة الكورية انفراجا في صيف عام 2018 دفع إليه خصوصاً الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-اين، وناقش الطرفان إمكانية الترشح سويا لاستضافة أولمبياد 2032. لكن منذ فشل القمة الثانية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في هانوي في شباط/فبراير، كثّفت بيونغ يانغ انتقاداتها لسيول.

واستبعدت كوريا الشمالية إمكان استئناف الحوار مع كوريا الجنوبية، منددةً بالمناورات العسكرية الأخيرة بين جارتها والولايات المتحدة.

وتأتي المباراة أيضاً في ظلّ تجديد كوريا الشمالية لاختباراتها الصاروخية، ومغادرتها لطاولة المفاوضات مع الأميركيين مطلع الشهر في السويد.

وتبدو الأجواء المحيطة بهذه المباراة بعيدةً عن المناخ الذي كان سائداً في عام 2018، حينما استغل مون الألعاب الأولمبية الشتوية التي استضافتها بلاده في بيونغ تشانغ لكسر الجليد مع الكوريين الشماليين، فيما كان التوتر بشأن الملف النووي الكوري الشمالي في أوجه في العام الذي سبق.

ورفضت كوريا الشمالية التواصل مباشرةً مع كوريا الجنوبية بشأن تنظيم هذه المباراة، والتواصل الوحيد بينهما تم بواسطة الاتحاد الآسيوي للعبة.

وتتصدر الكوريتان المجموعة برصيد ست نقاط لكل منهما من مباراتين مع أفضلية للجنوبية بفارق الأهداف.

واعتبر نجم المنتخب الكوري الجنوبي وتوتنهام الإنكليزي سون هيونغ-مين أن هذه المباراة الاستثنائية ليست سوى خطوة نحو كأس العالم في قطر.

وقال "لسنا سياحاً، سنركز على المباراة".

وأعرب زميله المدافع لي جاي-ايك عن "الخوف قليلاً من الذهاب إلى بيونغ يانغ"، مضيفا في حديث للصحافيين "آمل أن أعود على قيد الحياة".

وأوضح الاتحاد الدولي (فيفا) أنه على تواصل "مستمر" مع البلدين، وأكد متحدث باسمه "تملك كرة القدم قوة فريدة في جمع الناس بروح من الاحتفال واللعب النظيف ونأمل أن تكون الحال كذلك في 15 تشرين الأول/أكتوبر في بيونغ يانغ".

وعلق أحد المشجعين على مواقع التواصل الاجتماعي "مباراة غير منقولة مباشرة لا تعني شيئا"، فيما أشار آخر الى ان كوريا الشمالية "يجب ان تقصى من الاتحاد الدولي" إذا لم تنقل المباراة مباشرة.

ولعقود رفضت كوريا الشمالية استضافة جارتها الجنوبية مفضلة اقامة المواجهات بينهما في الصين.

وكانت المواجهة الاولى بينهما وديا في كوريا الشمالية عام 1990 لتعزيز إعادة التوحيد. حمل الفريقان آنذاك علما موحدا مثل شبه الجزيرة بأكملها. وأقيمت أول مباراة كرة قدم تنافسية في كوريا الشمالية عام 2017 بين تشكيلتين نسائيتين.