يمكن اعتبار الجولة الماضية من ​التصفيات الآسيوية​ المؤهلة إلى ​كأس العالم 2022​ و​كأس آسيا 2023​ عربية بامتياز، بعدما وقعّت المنتخبات العربية على سلسلة من الإنتصارات عززت من مواقعها سواء في الصدارة أو المنافسة على بطاقة التأهل الرئيسية في مجموعاتها.

وباستثناء المنتخب اليمني الذي مني بخسارة ثقيلة امام اوزبكستان والتعادل السلبي بين الأردن و​الكويت​، فإن بعض المنتخبات العربية الأخرى نجحت في تجاوز النتائج المخيبة في الجولتين الأولى والثانية، وخرجت من المرحلة الثالثة بانتصارات بعضها صعب والآخر سهل.

ومع ذلك بدا واضحاً للعيان ان الهوة الكبيرة بين المنتخبات العربية ومنتخبات شرق ووسط آسيا والتي لطالما شكلت جسر عبور للأولى، بدأت تضيق بشكل ملحوظ وهو ما يحتم إعادة النظر في مستويات الكثير من منتخبات عرب آسيا، لأن بعضها قد لا يجد صعوبة في بلوغ المرحلة النهائية من تصفيات مونديال 2022، لكنها ستصطدم بواقع مرير حين تواجه اليابان او كوريا الجنوبية او استراليا او ايران.

هذا الأمر جسدته نتائج المرحلة الثالثة، فعندما نرى مثلاً المنتخب القطري المتوج ببطولة آسيا 2019 يتعادل مع الهند ثم يجاهد للفوز على بنغلاديش بهدفين، وحين يتعادل المنتخب السعودي مع نظيره اليمني ثم يكافح للفوز على السنغافوري بثلاثية، وعندما تفوز ​سوريا​ على المالديف بفارق هدف، و​العراق​ على هونغ كونغ بهدفين، فهذا يعني من دون أدنى شك ان المساحة بدأت تضيق فعلاً بين منتخبات الغرب والشرق والوسط.

لطالما كانت المنتخبات العربية تهلل لوقوعها في مجموعات تضم بنغلاديش، جزر المالديف، سنغافورة، هونغ كونغ، تايلاند، الهند وغيرها، لكنها اليوم تمر بلحظات صعبة في المباريات المشتركة معها من اجل تحقيق الفوز وهذا يؤشر لواقع صعب في السنوات المقبلة، وهو ايضا نتاج لتطور الكرة الآسيوية من ناحية واتساع الهوة مع منتخبات الصف الأول في شرق آسيا من ناحية ثانية.

ولعل الغياب العربي عن منصات التتويج في دوري أبطال آسيا في السنوات السبع الأخيرة هو أحد النتائج الواضحة لهذا الفارق في المستوى والذي بدا وكأنه في سباق غير متكافئ سيصيب ضرره كل العرب سواء كانوا من منتخبات الصف الأول او العادي.

ربما باتت المنتخبات العربية بحاجة جدية الى اعادة النظر في طريقة اعدادها وحتى بمستويات المسابقات المحلية لديها وان كانت تتمتع بدوري قوي على مستوى المنطقة كالدوري السعودي، فالأخير مثلا، يضم 112 لاعب أجنبي بواقع سبعة لاعبين لكل فريق وهذا ما قلل من حضور اللاعب السعودي. ويكفي القول ان قائمة اول عشرين لاعبا ممن سجلوا هدفين او اكثر لا يوجد فيها سوى لاعب سعودي واحد والمفارقة انه غير متواجد في قائمة الأخضر الحالية.!

​​​​​​​