نطل هذا الاسبوع على استحقاق جديد يتمثل بالمواجهة الثانية للمنتخب اللبناني في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى ​مونديال 2022​ و​كأس آسيا 2023​ حيث سيستضيف تركمانستان بعد الخيبة الكبيرة التي حصدها في مباراته الأولى وخسارته أمام ​كوريا الشمالية​ بهدفين دون رد.

في الحقيقة لا يمكن لأي متابع للشأن الكروي اللبناني أن يخرج بأي انطباع إيجابي لما قد يحققه المنتخب في مباراة الخميس المقبل، لانه لطالما تسبب لنا هذا "التفاؤل الوهمي" بالمزيد من الحسرة والحزن في مناسبات واستحقاقات سابقة، ولكونها يعكس من دون ادنى شك لواقع أليم تعيشه الكرة اللبنانية بسبب سوء التخطيط والصراعات الجانبية داخل المنظومة الرياضية وغياب القدرة على مواكبة التطور الهائل لكرة القدم في القارة الصفراء.

قيل الكثير من الكلام في وقت سابق عن هذا الواقع ومسبباته، ولطالما كنا نحمل الظروف الإقتصادية والمعيشة المسؤولية لا بل لطالما أردناها "شماعة" لإخفاقات غير مبررة، في الوقت الذي أثبتت فيه الوقائع ان هذه الظروف ليست سوء جزء من خيبتنا، فيما المسؤولية الكبرى ملقاة على عاتق منظومة بأكملها أثبتت فشلها بعد سنوات طويلة من ادارتها للعبة.

صحيح اننا نعيش في أزمة اقتصادية واجتماعية، لكن لاعبي فريق العهد هم ايضا جزء لا يتجزأ من هذا الواقع ومع ذلك تمكنوا من بلوغ نهائي كأس الإتحاد الآسيوي في إنجاز ترفع له القبعة، ويؤكد اننا قادرون على التفوق على انفسنا اذا ما احسنا التعامل مع الواقع وفق امكانياتنا ورسمنا استراتيجية صحيحة نسير عليها في السنوات المقبلة.

من قال ان الكرة اللبنانية تنقصها المواهب، ومن قال ان اللاعب اللبناني غير قادر على تشريف بلده متى ما جاءه عرض للاحتراف الخارجي ولدينا امثلة كثيرة في هذا المجال منها رضا عنتر ويوسف محمد وغيرهما، ومن قال اننا لم نحقق يوما انتصارات على منتخبات تفوقنا بكثير يوم كان الألماني تيو بوكير مدرباً لمنتخب الأرز، لكن للأسف باتت كرتنا أشبه بلعبة مصالح تتقاذفها المحسوبيات من مكان لآخر.

انظروا الى حال ملاعبنا ومدرجاتنا وحكامنا وحتى مستوى الدوري لدينا، هل كل تلك الأمور تسمح لأي منتخب بالتأهل الى نهائيات كأس العالم، لماذا نرسم أحلاماً وردية للجماهير العاشقة ثم نتركها تجر أذيال الخيبة مع كل إخفاق، لماذا لا نبدأ بالتخطيط لبطولات مثل غرب آسيا وكأس آسيا قبل الشروع بالتفكير ببلوغ اهم محفل كروي يحتاج الى سنوات وسنوات من التخطيط والانضباط الفني والاداري والتنظيمي في الكرة اللبنانية.

ليست هي نظرة تشاؤمية حيال ما يمكن ان يحقق منتخبنا الوطني، بقدر ما هي صرخة تخرج يوميا من حناجر كل مشجع واعلامي وناقد، لذلك نأمل ان تكون مباراة لبنان وتركمانستان يوم الخميس ثم مباراة سريلانكا الثلاثاء في 15 من هذا الشهر فرصة لنشعر اننا في بداية طريق الألف ميل نحو كرة قدم صحيحة خالية من الفساد والمصالح الضيقة.