بات اللبنانيون أمام قناعة بدات تترسخ في الأذهان وتتلخص بأن الألعاب الرياضية البعيدة عن الضجيج الإعلامي والإهتمام الجماهيري، هي وحدها القادرة على تمثيل الوطن خير تمثيل في المحافل العالمية والقارية، وكان آخر تلك النتائج المميزة فوز ​منتخب لبنان​ للميني فوتبول على نظيره النيجيري بثمانية أهداف مقابل واحد ضمن منافسات ​بطولة العالم​ المقامة في استراليا.

صحيح ان رجال المدرب محمد سلوم تعرضوا للخسارة في مباراتهم الأولى أمام أوكرانيا، الا ان الاداء الذي قدمه رجال الأرز في مباراة الأمس اختصر كل العقبات واعاد للذاكرة انجازات سابقة حققتها رياضات بعيدة عن الإعلام ومنها تأهل منتخب الشابات الى نهائيات كأس العالم بكرة اليد العام المقبل في رومانيا، اضافة لانجازات أخرى في الألعاب الفردية عكف الرياضيون اللبنانيون على تحقيقها "في الظل".

ويُحسب لاتحاد الميني فوتبول قدرته على تحدي الصعاب ليست الفنية فحسب، انما الادارية خاصة واننا جميعاً نعرف الصراع الدائر محليا حول أحقيته في ممارسة النشاط كإتحاد مستقل او الانضمام الى الاتحاد اللبناني لكرة القدم، ومع ذلك تبقى الانتصارات والإنجازات التي تحققها الرياضات اللبنانية مصدر فخر واعتزاز للجميع بغض النظر عن أي أمور أخرى.

من البديهي القول ان كل الاهتمامات في عالم كرة القدم تنصب على المنتخب الأول، وهذا بحد ذاته أمر واضح في كل أرجاء العالم، لكن ذلك لا يمنع من ان نولي المنتخبات الأخرى الإهتمام المطلوب طالما انها قادرة على تحقيق الانتصارات، وهذا ليس انتقاص من منتخبنا الوطني الذي تنتظره مباراتين في غاية الأهمية أمام تركمانستان وسريلانكا في 10و15 تشرين الأول، انما فرصة لتعزيز الحضور الخارجي لمختلف الألعاب اللبنانية.

ولعل من المؤسف اننا مع كل انتصار او انجاز لأي من الرياضات اللبنانية لا نشاهد اي دعم او بناء على ما تحقق، وكأن تلك الانتصارات اريد لها ان تولد ميتة في مهدها وهذا ما شاهدناه في العديد من المناسبات والاستحقاقات التي جرت في السنوات الأخيرة.

ومع ذلك فإن الأمل يحذونا بأن يتمكن المنتخب اللبناني الاول من تحقيق انتصارين مطلوبين على تركمانستان وسريلانكا الاسبوع المقبل، من أجل تعزيز فرصنا ببلوغ نهائيات ​كأس آسيا 2023​ على الأقل وهو الهدف الذي يجب ان نفكر فيه من الآن وليس التأهل الى ​مونديال 2022​ في قطر، خاصة بعد الخسارة المفاجئة لمنتخب الأرز أمام كوريا الشمالية في بداية مشوار التصفيات.