ستكون الأعين شاخصة على منافسات اليوم الرابع من ​بطولة العالم لألعاب القوى​ في الدوحة، نظرا لاحتمال تحطيم رقميين قياسيين عالمين صمدا طويلا، وتحديدا في سباقي 400 م حواجز عند الرجال ومسابقة ​الوثب العالي​ عند السيدات.

ويشهد السباق الأول مشاركة العدائين الثلاثة الذين نزلوا تحت حاجز الـ47 ثانية، وهم النروجي ​كارستن وارهولم​ (47,92 ثانية) والقطري ​عبد الرحمن صمبا​ والاميركي ​راي بنجامين​ (كلاهما 46.98 ث). اما الرابع الذي نجح في ذلك، فليس سوى الأميركي كيفن يانغ حامل الرقم القياسي ومقداره (46,78 ثانية) وسجله في أولمبياد برشلونة الإسبانية 1992.

ويسعى وارهولم تحديدا الى الالتحاق بناد نخبوي من العدائين في هذه المسافة يضم الأميركي الشهير اد موزيس ومواطنه كيرون كليمنت وفيليكس سانشيز ("سوبرمان") من جمهورية الدومينيكان، الذين نجحوا في إحراز لقبين متتاليين في هذا الاختصاص في بطولة العالم.

لكن وارهولم الذي سجل أفضل توقيت في تصفيات نصف نهائي السباق، أقر بأنه متوتر قبل خوض النهائي غدا بقوله "بصراحة، أنا متوتر جدا والسبب معروف، ذلك لأنه نهائي تكلم عنه كثيرون. المستوى عالٍ، عالٍ جدا ويتعين علي أن أكافح لكي أحصل على فرصة الفوز".

وأضاف "لا أتطلع الى هذه التجربة الصعبة والشاقة الاثنين لكني جاهز لها".

وخلافا لوارهولم، بدا بنجامين هادئ الأعصاب، مؤكدا أنه "هادئ ومرتاح (...) نقوم بذلك كل مرة، ليست المرة الأولى التي نتواجه فيها. انا اتطلع قدما لخوض سباق الاثنين وهادئ كما كنت دائما منذ تواجدي هنا".

لكن الأميركي حذّر من أن أي خطأ قد يكلف غاليا بقوله "في سباق الحواجز لا يمكن تعويض أي خطأ. في لقاء زوريخ دفعت الثمن وبالتالي لا يمكن ان أفقد تركيزي ولو لثانيتين"، محذرا منافسه من أنه أتى الى العاصمة القطرية "من أجل الفوز وليس احتلال المركز الثاني أو الثالث".

وعن امكانية تحطيم الرقم العالمي نظرا للمنافسة القوية مع وارهولم وصمبا، قال بنجامين "أعتقد ذلك، الأمر ممكن. الكل يركض بطريقة جيدة لكني لا اعير الرقم القياسي أهمية (في البطولة)، يكفيني الذهب".

وسبق لصمبا أن كشف نواياه في بطولة العالم 2019، مؤكدا أن هدفه نيل الميدالية الذهبية و"شيء آخر"، في إشارة الى الرقم القياسي العالمي.

ولدى سؤاله عما إذا كان احراز الذهبية في الدوحة طموحا مشروعا بالنسبة اليه، أجاب العداء البالغ من العمر 24 عاما، بلهجة الواثق من نفسه "الذهب وربما شيء آخر"، في إشارة مرجحة الى رقم يانغ.

وشارك صمبا في سباقين لـ400 م حواجز هذا العام، وتحديدا في بطولة آسيا في الدوحة في 22 نيسان/أبريل الماضي حيث حقق المركز الأول بزمن 47,51 ثانية، ثم في لقاء شنغهاي ضمن الدوري الماسي في أيار/مايو، حيث فاز محققا زمن 47,27 ثانية. كما شارك في سباق 400 م (بلا حواجز) في موناكو وسجل 45,00 ثانية في 12 تموز/يوليو.

وفي الوثب العالي، تبدو الروسية ماريا لاسيتسكيني التي تخوض التي تخوض غمار بطولة العالم تحت علم محايد نظرا لاستمرار إيقاف روسيا على خلفية فضيحة المنشطات، مرشحة فوق العادة ليس فقط لتطويق عنقها بالمعدن الأصفر لكن ايضا تحطيم الرقم القياسي الصامد منذ اب/اغسطس عام 1987 باسم البلغارية ستيفكا كوستاديونفا (2,09 م).

وأثبتت لاسيتسكيني استقرارا كبيرا في المستوى وأبرز دليل على ذلك فوزها 42 مرة في آخر 43 مشاركة لها منذ عام 2017 بينها 11 مرة في 12 لقاء هذا العام. أما أفضل رقم شخصي لها فهو 2,06 م سجلته في أوسترافا في حزيران/يونيو الماضي، وحاولت مرات عدة الارتقاء إلى 2,10 م مؤخرا، لكنها فشلت في محاولاتها لكسر الرقم القياسي.

كما انها تسعى الى احراز لقبها الثالث تواليا بعدما قفزت 2.01 في بكين في طريقها الى الذهب عام 2015، و2.03 في لندن 2017.

وقتويع أن تواجه الروسية منافسة من الأوكرانية يوليا ليفتشنكو صاحبة الفضية في لندن قبل عامين والتي سجلت 2,02 عام 2019.

- احتكار اثيوبي؟ -

وفي ظل غياب العداء البريطاني الشهير محمد فرح الفائز بذهبية سباق 5 آلاف م في أعوام 2011 و2013 و2015 وفضية 2017 والذي بات يركز على سباقات الطرق، يرجح أن تشهد هذه المنافسة احتكارا اثيوبيا.

ولطالما شهد هذا السباق سيطرة اثيوبية كان بطلها في التسعينات الأسطورة هايلي جبريسيسلاسي قبل ان يحمل المشعل بعده كينينيسا بيكيلي. أما حاليا فيخلفهما تيلاهون هايله بيكيلي صاحب افضل رقم هذا العام (12:5,98 دقيقة) في سباق مثير في لقاء روما بعدما تفوق على مواطنه سيليمون بيريغا بطل العالم في فئتي الناشئين والشباب.

كما يشارك مواطنهما مختار ادريس الذي هزم فرح قبل سنتين في لندن في طريقه الى إحراز الذهبية.

ويقام الاثنين أيضا سباقا 800 م سيدات و3 م موانع سيدات ومسابقة رمي القرص للرجال.