لطالما حظيت جائزة أفضل لاعب والتي يمنحها الإتحاد الدولي لكرة القدم كل عام لنجم الموسم، بالتشكيك في نتائجها النهائية على الرغم من أن الفيفا تقوم بنشر اختيارات مدربي وقادة المنتخبات بعد الإعلان عن الجائزة، كما حصل هذا العام أيضاً بعد فوز نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي باللقب متفوقا على الهولندي فيرجيل فان دايك مدافع ليفربول الإنكليزي والبرتغالي كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الإيطالي.

لكن المعني الأول بحملات التشكيك أوما يسمى بنظرية "المؤامرة" هذه المرة لم يكن الفائز بالجائزة، إنما كان اللاعب المصري ​محمد صلاح​ مهاجم ليفربول الإنكليزي والذي حل رابعاً بعد نهاية التصويت، خاصة وان الكثير من المعطيات أثبتت ان اللاعب العربي تعرض لنوع من "الظلم" في عملية احتساب الأصوات خاصة بعد استبعاد الأصوات القادمة من بلده الأم بسبب خطأ تقني يتعلق بالتوقيع على الاستمارات.

أضف إلى ذلك ما كشف عنه الكرواتي زدرافكو لوغاروشيتش المدير الفني للمنتخب السوداني، أنه اختار محمد صلاح للمركز الأول وساديو ماني للثاني وكيليان مبابي للثالث، لكنه فوجئ بأن الاتحاد الدولي لكرة القدم وضع ميسي في مقدمة اختياراته ثم فيرجيل فان دايك ثانيا والسنغالي ساديو ماني لاعب ليفربول الإنكليزي في المركز الثالث.

ربما لم تكن تلك الأصوات المفقودة كافية لفوز محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب في العالم، لكن من المحزن ألا يجد نجماً بحجم صلاح والذي سبق له التواجد ضمن قائمة أفضل ثلاثة لاعبين في الموسم الماضي، الدعم الكافي من اتحاد بلاده في الوقت الذي نرى فيه مثلاً جمال بلماضي مدرب منتخب الجزائر يختار اللاعب المصري في قائمة اولوياته على حساب لاعب آخر من منتخب بلاده المتوج ببطولة أمم أفريقيا الأخيرة.

وعندما يشير الاتحاد الدولي لكرة القدم الى ان التوقيعات على بطاقات الاقتراع المصرية كانت بالأحرف الكبيرة، وبالتالي بدت غير صالحة (غير مطابقة للأصل الرسمي)، اضافة الى انها خلت من توقيع الأمين العام للاتحاد المصري وهو أمر إجباري، فإن هذا الأمر قد يتعدى مفهوم الخطأ التقني ليبدو وكأنه تصويت "مكره أخاك لا بطل" بمعنى أن احداً في الاتحاد الكرة المصري أراد عن سابق اصرار وتصميم توجيه رسالة واضحة إلى محمد صلاح بعد كل ما حدث في بطولة افريقيا الأخيرة التي اقيمت في مصر.

من الواضح ان نجم ليفربول الإنكليزي فهم الرسالة جيداً ورد عليها باستبعاد كلمة لاعب مصر من حسابه الشخصي على تويتر، لكن من غير المفهوم ما يحدث بين اللاعب المصري واتحاد بلاده وحتى بعض الاعلاميين، في الوقت الذي يجد فيه محمد صلاح كل الدعم من مختلف الجماهير حول العالم بعد كل الانجازات التي حققها على الصعيد الشخصي والجماعي والتي كان آخرها قيادة ليفربول للتتويج بدوري أبطال آوروبا الموسم الماضي.

يبقى القول ان صلاح قادر على تحقيق ما عجز عنه كل اللاعبين العرب اي التتويج بجائزة أفضل لاعب، بشرط الحفاظ على مستواه المتألق وقيادة ليفربول للفوز بلقب البريمييرليغ هذا العام بعد نحو 30 عاماً على الغياب عن منة التتويج الإنكليزية.