ربما تكون هي بداية النهاية لفريق لطالما أثبت على مدى أكثر من عقد من الزمن انه الأقوى والأمتع والأفضل ليس في اسبانيا فحسب إنما في أوروبا كذلك، هي أيضاً بداية لموسم لا يمكن التنبؤ بمساره في ظل النتائج السيئة التي يحققها برشلونة بطل الليغا هذا الموسم والتي كان آخرها السقوط أمام غرناطة بهدفين دون رد يوم السبت الماضي، والتي سيكون لها تداعيات دون أدنى شك على امكانية احتفاظه بلقبه على الرغم من ان المشوار ما يزال طويلاً.

من الواضح ان النقاط السبع التي حصدها الفريق الكاتالوني في المباريات الخمس الماضية في الليغا تعبّر عن البداية الكارثية لرجال المدرب أرنستو ​فالفيردي​ والتي لم يشهد النادي مثيلاً لها منذ نحو ربع قرن، مما يعني انه بات بالإمكان التأكيد على ان البارشا يعاني هذا الموسم ويحتاج لعلاج حاسم وسريع قد لا يتوقف على عودة نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى صفوف الفريق بعد غيابه في المباريات الأربع الأولى في الدوري الإسباني، إنما على قرارت أخرى مؤلمة وصعبة.

لم يشاهد مشجعو برشلونة ممن هم تحت سن الخامسة والثلاثين تلك الصورة لفريقهم، فهم تعودوا على الألقاب والبطولات وعلى الانتصارات الساحقة داخل وخارج الكامب نو، لكن الفريق الكاتالوني بدا عاجزاً هذا الموسم عن تحقيق أي انتصار خارج ملعبه خلال أربع مباريات، ثلاث في الليغا وواحدة أمام بوروسيا دورتموند الألماني انتهت بالتعادل السلبي في بدايه مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ولعل ما هو أسوأ من كل ذلك يكمن في تراجع مستوى الجبهة الدفاعية بشكل مخيف للغاية، بعدما بات برشلونة عقب خمس مباريات واحدا من أسوأ الفرق دفاعاً اثر تلقيه تسعة أهداف وضعته في مركز لا يليق باسم وعراقة وانجازات النادي الأفضل في اوروبا على مدى سنوات طويلة.

لم يتمكن برشلونة حتى الآن من إظهار شخصيته المعهودة على الرغم من ان صفوفه تزخر بالعديد من النجوم والذين كان آخرهم الفرنسي انطوان غريزمان القادم من اتلتيكو مدريد، اضف الى ذلك ان الحالة الدفاعية تتطور من سيئ لأسوأ وهو ما يبشر بأن القادم لن يكون سهلاً بالنسبة للمدرب فالفيردي والذي تنتظره مباريات معقدة خلال الأيام المقبلة لعل اولها امام فياريال يوم الثلاثاء المقبل ثم خيتافي وبعدها انتر ميلان في دوري أبطال أوروبا و​اشبيلية​ القوي في السادس من تشرين الاول المقبل.

ربما تكون تلك الفترة حاسمة بالنسبة لمصير فالفيردي مع برشلونة، لأن استمرار النتائج السيئة سيزيد من الضغط على ادارة النادي الكاتالوني من أجل البحث عن حل ناجع يعيد قطار البارشا الى السكة الصحيحة قبل فوات الأوان، ولا شك ان هذا الحل سيكون من أدنى شك اتخاذ القرار الذي لطالما تهربت منه ادارة برشلونة ألا وهو اقالة فالفيردي والبحث عن اسم جديد يقود الفريق في الفترة المتبقية من الموسم وابعاد عدد من لاعبي الفريق الذين اثبتوا عدم أهليتهم هذا الموسم.