بعد عدة جولات من انطلاق الدوري السعودي لكرة القدم ومع التحضيرات المكثفة التي قامت بها الأندية والمعسكرات الخارجية التي خاضتها كل بحسب إمكاناتها الفنية وطموحاتها لاحتلال المركز الذي تراه مناسبا على جدول الترتيب. دعونا الآن نتجول على أبرز تحضيرات الأندية الكبرى في ​السعودية​ وما هو أهدافها هذا الموسم خاصة بعد مرور بعض الجولات والتي يمكن أن تعطينا فكرة واضحة عن الصورة العامة لهذا الموسم.

ثنائي العاصمة ​الرياض​ وثنائي مدينة جدة من أبرز الفرق المرشحة للمنافسة على اللقب هذا الموسم

بطل الموسم الماضي ​النصر​ يطمح بالطبع إلى المحافظة على لقبه لكن الأمر لن يكون سهلا في ظل المنافسة الشرسة بين عدد من الفرق هذا الموسم. النصر لم يغير المدرب روي فيتوريا وأبقى على تشكيلته التي حققت اللقب الموسم الماضي مع أبرز المفاتيح الهجومية أي الهداف المغربي حمدالله وزميله ​نور الدين إمرابط​ والنيجيري أحمد موسى لكن الفريق لم يحقق الإنطلاقة المثالية وهذا ربما يعود إلى الإستهانة بالخصوم التي واجهها وهذا ما يتطلب من المدرب روي فيتوريا وإدارة الفريق هز العصا لكن بالمجمل فإن النصر لا يمكن استبعاده أبدا من معادلة المنافسة على اللقب نظرا إلى الأسلحة المميزة التي يمتلكها الفريق.

أما وصيف الموسم الماضي، ​الهلال​ فهو لحد الآن مع مدربه الجديد رازفان لوزيزكو يقدم بداية جيدة وأعد العدة كما يجب مع محافظته أيضا على أهم المفاتيح الهجومية للفريق لكن لوزيزكو يريد تحسين النظام التكتيكي العام للفريق وهو ما سيعطيه قوة إضافية في ظل وجود العديد من اللاعبين الجيدين في الفريق والأهم هو النفس الطويل وعدم الوقوع بنفس المشاكل التي وقع بها الفريق الموسم الماضي وكلفته إهدار العديد من النقاط الثمينة ثم خسارة اللقب فيما بعد غير أن الهلال أعطى مؤشرات خلال انطلاقة الموسم بأنه قد يكون الفريق الأفضل والذي لا يمكن منافسته.

المرشح الثالث للمنافسة على اللقب هو ​الإتحاد​ جدة والذي أبقى على مدربه ​التشيلي​ ​سييرا​ ويأمل في تجاوز ما حصل الموسم الماضي حيث كان قاب قوسين أو أدنى من الهبوط لدوري الدرجة الأولى لكن سييرا أنقذ الموقف وهو بالطبع حسن كثيرا من الفريق ونوعية اللاعبين الموجودة ويأمل في أن يكون الفريق حاضرا هذا الموسم في المشهد الأساسي للمنافسة حيث سيكون أمام سييرا وقت كافي لإعادة ترتيب أوراق الفريق الذي بكل تأكيد سيظهر بشكل أفضل من السنة الماضية لكن محبيه لا يريدون فقط مركزا متقدما في جدول الترتيب بل إن الطموح يتعدى ذلك للوصول إلى المنافسة على اللقب وهو أمر ليس بالسهل لكن لا يمكن استبعاده إطلاقا.

المرشح الرابع هو فريق الأهلي جدة، والذي على الرغم من بدايته السلبية وتغيير مدربه، لكن لا يمكن إستبعاد الفريق إطلاقا من المنافسة فالجولات الأولى هي مؤشر لكنها لا تعني إطلاقا بأن الحظوظ قد انتهت. وإذا ما نظرنا إلى تشكيلة الفريق، فإن الأسماء قادرة على تقديم الإضافة لكن الفريق سيكون أمام فرصة لتعديل الأوتار مع تعيين مدرب جديد يعيد الفريق إلى السكة الصحيحة ويضع المنظومة التكتيكية التي يمكن استغلال إمكانات اللاعبين فيها بأفضل طريقة ممكنة ويعيدهم إلى مستواهم السابق بكل تأكيد.

فرق الإتفاق، الشباب والوحدة تطمح للعب أدوار متقدمة والتعاون يأمل بعدم التراجع هذا الموسم

تبدو هذه الفرق الثلاثة جيدة وتطمح بلا شك للمنافسة على مركز يؤهل للبطولة الأسيوية الموسم المقبل. الإتفاق مع مدربه المحلي ​خالد العطوي​ يقدم كرة قدم هجومية جيدة للغاية ويمتلك الأسلحة اللازمة من أجل الذهاب بعيدا في هذا الموسم خاصة مع فكر مميز للعطوي الذي يطمح لفرض نفسه المدرب المحلي الأنجح في الدوري أما الشباب فهو مع مدربه الجديد هذا الموسم ​خورخي ألميرون​ فيريد متابعة المسيرة الناجحة من الموسم الماضي حيث فرض نفسه رقما صعبا. نقطة قوة الشباب هي خط دفاعه والقوة التكتيكية للفريق وهو أمر سيحاول ألميرون البناء عليه إنما يجب عليه الإلتفات للجزء الهجومي فالفريق بجانب أداءه الدفاعي، عليه إظهار النجاعة الهجومية من أجل حصد المزيد من النقاط خاصة عند مواجهة الفرق الكبرى في الدوري.

أما الوحدة فهو يريد بدوره أخذ خطوة للامام خاصة بعدما بدأ ببطء فأقال بشكل سريع مدربه ماريو سيتانوفيتش وعين المدرب كارينيو صاحب الخبرة الكبيرة في الدوري السعودي الذي لن يرضى بالطبع في أن يكون الفريق مجرد ضيف شرف بين الكبار بل سيحاول قدر الإمكان تطوير الفريق واستخراج الأفضل من جميع اللاعبين كي يصل الفريق وينافس على المراكز المتقدمة.

السؤال الأهم هو عن فريق التعاون والذي كان الحصان الأسود الموسم الماضي مع المدرب بيدرو إيمانويل والذي غادر الفريق هذا الموسم تاركا المهمة لباولو سيرجيو المدرب البرتغالي والذي يأمل في أن يحافظ على مكتسبات الموسم الماضي رغم أن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق في ظل رحيل عدد من نجوم الفريق وهو ما يعلمه سيرجيو الذي يأمل بتعويض ذلك عبر المزيد من العمل الجماعي والإنضباط التكتيكي.

الشكل المتوقع لمقدمة جدول الترتيب هذا الموسم

بكل موضوعية، يبدو الهلال الفريق الأكثر تكاملا ومن هنا سيكون هو المرشح الأقوى لنيل اللقب خاصة في ظل البداية المميزة له والمتعثرة نوعا ما لمنافسيه فيما ستكون هناك منافسة شديدة بين فرق الأهلي، الإتحاد والنصر على المركز الثاني إلى الرابع فيما سيكون من المفاجئ نوعا ما إن دخل أحد غير هذه الفرق الأربعة على خط المراكز الأسيوية دون الإنتقاص من الفرق التي ذكرناها وهي تحديدا الإتفاق، الشباب، الوحدة والتعاون لكن ربما المنطق سيفرض نفسه رغم أنه لا شيئ مضمون في عالم كرة القدم.