ترقى مباراة ​ريال مدريد​ و​باريس سان جيرمان​ في دوري أبطال اوروبا الى مرتبة الفضيحة بعد السقوط الكبير للميرينغي امام الفريق الباريسي بثلاثية نظيفة في افتتاح دور المجموعات، وفي مباراة أقل ما يقال عنها انها وجهت صفعة مدوية بوجه مشروع ​فلورنتينو بيريز​ ومن بعده المدرب زين الدين ​زيدان​ والذي يبدو ان عودته الثانية الى الفريق المدريدي تحمل الكثير من علامات الإستفهام.

لم يعد مقبولاً ان يظهر ريال مدريد بتلك الصورة السيئة بعد أكثر من ستة أشهر على عودة زين الدين زيدان الى سانتياغو برنابيو، واشرافه بشكل كامل على اعداد الفريق للموسم الجديد وهو ما لم يمكن فهمه حتى الآن خاصة وان الخسارة أمام باريس سان جيرمان ليست مجرد نتيجة، إنما هي نتاج طبيعي لمسار متواضع استهله الريال في ​الدوري الاسباني​ وأكمله في المباراة الأولى لدوري أبطال أوروبا.

من الواضح لا بل من المؤكد ان زين الدين زيدان لم يستطع حتى الآن رسم خارطة الطريق لفريق عانى الكثير من الخيبات في الموسم الماضي، وبدا جلياً ان النجاحات التي حققها الفرنسي مع الفريق خلال فترته الأولى كانت بسبب وجود اسلحة داخل اركان الميرينغي ومنها البرتغالي كريستيانو رونالدو اضافة للاعبين متعطشين للفوز وتحقيق الألقاب، وليس بسبب فطنته في عالم التدريب.

الهزيمة الأكبر التي تعرض لها ريال مدريد في دوري الأبطال تحت قيادة زيدان، اعادت الكثير من الاسئلة الى الواجهة حول ما اذا كانت قناعات "زيزو" قادرة على المضي قدماً في المسابقات المحلية والخارجية، لان تلك القناعات أثبتت حتى الآن فشلها في إعادة الصورة المشرقة للفريق لا سيما في مركز حراسة المرمى، ومن سوء حظ زيدان ان الحارس كايلور نافاس الذي كان يتصدى لأكثر من 50 كرة محققة في الموسم، هو من تولى حماية عرين باريس سان جيرمان لا لشيء، انما لكون المدرب الفرنسي مقتنع بالبلجيكي ​كورتوا​ والذي تلقى أهدافا أكثر من عدد مبارياته مع الريال!.

تستحق مباراة ريال مدريد وباريس سان جيرمان ان تكون درساً لجميع المدريديين من رئيس النادي الى زيدان واللاعبين، وتستحق تلك الهزيمة ان تشكّل نقطة تحول لما هو أفضل بعد أربع مباريات في الليغا وواحدة في أبطال أوروبا، ولعل من المفيد القول ان أزمة الحراسة والدفاع ليست مجرد أخطاء في مباراة أو اثنتين، انما كارثة بكل ما للكلمة من معنى.

لا يمكن للمدرب زين الدين زيدان ان يستمر على هذا النهج في القادم من المباريات، اذ ليس من المقبول ان يلعب ريال مدريد امام باريس سان جيرمان او اي فريق آخر دون ان يقوم بهجمة واحدة منسقة على مرمى الخصم، وهذا بحد ذاته يعتبر أفلاساً للمدرب أولاً ومن ثم الفريق بأكمله، ولعل ما هو أسوأ من ذلك ان زيدان لم يعط المبررات لهذا المستوى في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المباراة.

من هنا لا بد ان يدرك زيدان انه لا يتمتع بأي حصانة لدى فلورنتينو بيريز، ولن يكون أفضل من جوزيه ​مورينيو​، كارلو أنشيلوتي، رافاييل بينيتز وجولين لوبيتيغي، لذلك ان لم يتمكن من اصلاح الاوضاع بسرعة فإنه قد يقضي ليلة رأس السنة في منزله خاصة وانه يعمل تحت ادارة رئيس يقوم بتغيير المدربين أكثر مما ينظر الى ساعته!.