لا يمكن التكهن بالطريقة التي سيُستقبل فيها البرازيلي ​نيمار​ حين سيلعب للمرة الأولى هذا الموسم مع الفريق الباريسي بمواجهة ستراسبورغ، بعد شهرين من الأخذ والرد بشأن عودته الى برشلونة قبل ان تقفل نافذة الانتقالات على حقيقة واحدة تقضي ببقاء اللاعب في حديقة الامراء لخوض موسمه الثالث مع رجال المدرب توماس ​توخيل​.

ومنذ أكثر من خمسة أشهر وبالتحديد في المباراة النهائية لكأس فرنسا التي خسرها ​باريس سان جيرمان​ أمام رين بركلات الترجيح، توترت العلاقة بين نيمار والجماهير بعد دخوله بمشادة كلامية مع أحد مشجعي رين ادت الى إيقافه ثلاث مباريات محليا، لتنهي موسماً سيئاً وحافلاً بالاصابات غاب خلاله عن المباريات الهامة لفريقه ومنها مواجهة مانشستر يونايتد في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا والتي شهدت نهاية أحلام الفريق الباريسي.

ومع الاتهامات التي طالته باغتصاب عارضة أزياء برازيلية في أحد فنادق باريس قبل اقفال القضية، وفي ظل المفاوضات المتعثرة بشأن احتمال عودته الى برشلونة بعد عامين في باريس، يعود نيمار الى البارك دي برانس بعد مسار طويل من محاولات قطع الطريق أمام مصير كان يتخوف منه الا وهو المواجهة مرة أخرى مع الجماهير التي لم تنس حتى الآن اساءاته المتكررة لفريقها، حين سعى البرازيلي لبناء الجسور على حسابها من أجل العودة الى الكامب نو.

غدا سيدخل نيمار الى أرض الملعب وفي باله ما قاله ان أجمل مباراة خاضها تلك التي شهدت ريمونتادا كاتالونية تسببت بإخراج باريس سان جيرمان من دوري أبطال أوروبا، في حين ان جماهير ال بي اس جي ما تزال تتذكر جيداً كلاماً آخر لنيمار حين اعتبر جماهير برشلونة أولاً ثم جماهير سانتوس هي المفضلة لديه في مسيرته الكروية.

من الواضح ان مشاركة نيمار المتوقعة أمام ستراسبورغ ستكون أشبه بمن يقدم لاعباً جديداً الى الجماهير، وهذه هي الحال مع البرازيلي الساعي لفترة "هدنة" مع الفرنسيين حتى فترة الانتقالات الشتوية ورربما الصيفية كحد أقصى قبل ان يحزم حقائب المغادرة بشكل نهائي متسلحاً بقوانين الفيفا والتي لا تقيد من بلغوا سن الثامنة والعشرين بالشرط الجزائي.

نجحت ادارة باريس سان جيرمان في مواجهة كل الضغوطات والحفاظ على كبريائها بالابقاء على نيمار في صفوف الفريق لموسم ثالث، لكن من غير المؤكد ما اذا كانت حافظت على مستوى لاعب اضطرت لدفع 222 مليون يورو من أجل ضمه أملاً بتحقيق حلم الفوز بدوري أبطال أوروبا، لكنها وجدت نفسها بعد موسمين تعاني من مشاكله أكثر من نجاحه.

ويبقى القول ان نوعية الاستقبال الذي سيحظى به نيمار في مباراة ستراسبورغ سيحدد من دون أدنى شك مسار العلاقة بين الطرفين في موسم يتوقع ان يشهد المزيد من التجاذبات بين البرازيلي وادارة الفريق الباريسي.