كان يمكن لمباراة لبنان وكوريا الشمالية أن تكون خير بداية لمشوار طويل في ​التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال 2022​ و​كأس آسيا 2023​، إلا ان منتخب الأرز خيّب الآمال كالعادة وعاد خاسراً بهدفين دون رد أمام منتخب لم يسبق له الفوز على المنتخب اللبناني في أي من اللقاءات الست التي جرت بين المنتخبين.

طرحت خسارة الامس الكثير من علامات الاستفهام حول قدرة المنتخب اللبناني على المضي قدماً في تلك التصفيات وفي ظل مجموعة تضم كوريا الجنوبية والشمالية وسريلانكا وتركمانستان، في الوقت الذي يذكر فيه الجميع ان المباراتين الأخيرتين للمنتخب اللبناني ونظيره الكوري الشمالي انتهتا بانتصارين ساحقين، الأول بخمسة أهداف في التصفيات المؤهلة لنهائيات أمم آسيا 2019 في الإمارات، والثاني في البطولة عينها وبأربعة أهداف مقابل واحد وهي المباراة التي حرمت منتخبنا من بلوغ الدور الثاني.

قد يكون من الصعب الحكم على اداء رجال المدرب ​ليفيو تشيوبوتاريو​ في ظل عدم نقل المباراة من مكان الحدث، ومن البديهي القول ان الروماني باتت لديه فكرة عن اللاعبين المختارين بعد المشاركة في بطولة غرب آسيا في العراق، ومع ذلك فإن من الصعب تحميله المسؤولية كونه لم يشاهد الكثير من اللاعبين مع انديتهم في ظل التعاقد المتأخر معه خلفاً للمونتنيغري ميودراغ رادولوفيتش.

وربما يخرج علينا من يُعيد كل أسباب الإخفاقات السابقة المتعلقة بسوء الإعداد وتواضع الإمكانيات المادية والمشاكل الاقتصادية والإجتماعية في البلد ليسقطها على أي فشل جديد لا سمح الله في التصفيات الآسيوية الحالية، او ان يلقي البعض باللائمة على اتحاد الكرة او المدرب الروماني الذي لا يملك اي تجربة سابقة في تدريب المنتخبات.

ربما تكون كل هذه الاسباب واقعية وصحيحة، لكن آن الأوان للخروج من تلك المبررات الى آفاق أوسع والتعامل مع كل الاستحقاقات بعقلية احترافية قبل البحث عن اي أمور فنية أخرى، ولا شك ان النتيجة التي حققها منتخب فلسطين بفوزه على أوزبكستان القوية بهدفين دون رد لهو أبلغ رد على ان المنافسة على ارض الملعب ليست فقط قضية مدرب جيد وامكانيات عالية ومعسكرات خارجية، انما عزيمة وإرادة من جانب اللاعبين لتحقيق ما هو صعب المنال على الورق.

لذلك كيف يمكن وصف خسارة المنتخب اللبناني أمام منتخب لم يسبق له الفوز في المواجهات المباشرة، وهي المباراة التي كنا نعتقد ان تحقيق نقاطها لن يكون صعباً فإذا بنا نعقد الأمور قبل المباراة الثانية الشهر القادم امام منتخب تركمانستان الفائز على سريلانكا بهدفين وفي ظل عدم خوض المنتخب الكوري الجنوبي اي مباراة حتى الآن في التصفيات.

باختصار لا بد من الاعتراف اننا لم نتقدم خطوة نحو الارتقاء الى ما هو أفضل، لذلك يتعين علينا من الآن تحديد الأولويات ونسيان التأهل الى الدور الثالث من تصفيات مونديال 2022 والتفكير فعلياً ببلوغ نهائيات أمم آسيا بعد أربع سنوات والإعداد لهذا الاستحقاق بجدية فائقة، والا سنبقى نبكي على اللبن المسكوب مع كل فشل وإخفاق.