لم يكن اختيار المدافع الدولي الهولندي ​فيرجيل فان دايك​ نجم ​ليفربول الإنكليزي​ كأفضل لاعب في أوروبا أمراً مفاجئاً بالنسبة للكثيرين، خاصة بعد الموسم الرائع الذي قدمه مع الريدز، والذي توجه بالفوز ب​دوري أبطال أوروبا​ و​كأس السوبر الأوروبية​ وفوزه بلقب أفضل لاعب في ​الدوري الإنكليزي​ بعد قيادته فريقه للحلول في المركز الثاني خلف مانشستر سيتي إضافة الى قيادته منتخب هولندا ليكون وصيف بطل النسخة الأولى من دوري الأمم الاوروبية.

صحيح ان فان دايك لم يتوج باللقب الجديد وهو في الثامنة عشرة، كما انه ليس هدافاً لأي مسابقة، لكن فوزه بجائزة افضل لاعب في اوروبا كأول مدافع ينال هذه الجائزة منذ أن استحدثها الاتحاد القاري في موسم 2010-2011، وبحضور كل من النجمين ليونيل ميسي (برشلونة الإسباني) و​كريستيانو رونالدو​ (يوفنتوس الإيطالي)، ثبّت النظرة الجديدة لعوامل الاختيار والتي بدأت منذ اختيار الكرواتي ​لوكا مودريتش​ لاعب ​ريال مدريد​ في العام الماضي واستبعدت للمرة الأولى منذ فترة كلا من الأرجنتيني والبرتغالي.

يمكن اعتبار تتويج فان دايك بالجائزة الأوروبية بمثابة مرحلة حاسمة في مسيرة ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، فالأخير كان بمثابة ضيف شرف على الحفل، لأن ميسي نال لقب أفضل مهاجم في المسابقة القارية للموسم الماضي، فيما هو اكتفى بالحضور وهو أمر يحدث للمرة الأولى، لان مهاجم يوفنتوس الايطالي لم يكن يحضر احتفالات لا يتوّج هو في نهايتها.

جلس رونالدو وميسي جنبا الى جنب يتبادلان اطراف الحديث في الوقت الذي بدا فيه فان دايك مستغرقا بتفكير عميق واسئلة كثيرة لعل أهمها ماذا بعد الفوز بجائزة أفضل لاعب أوروبي، وهل يصعد مرة ثانية الى المنصة لاستلام جائزة أفضل لاعب في العالم؟

في الحقيقة بدا فان دايك الذي لم ينجح اي لاعب في العالم بمن فيهم ميسي بمراوغته على مدى 64 مباراة، مراوغاً بمشاعره حين تسلم الجائزة، فهو لم يستطع أن يخفي بعض الارتباك وربما القلق من المستقبل خاصة وان تلك الجائزة ستجعل الانظار مسلطة عليه أكثر هذا الموسم وما سيفعله مع ليفربول سواء في الدوري الإنكليزي او دوري أبطال أوروبا، لكن الهولندي بات يدرك جيداً ان الحلم بإمكانه ان يتحقق حتى بوجود ميسي ورونالدو.

يبقى القول ان الاتحاد الأوروبي نزع عن كاهله على مدى عامين متتاليين تحويل الجائزة الى جهتين محددتين، وبات بالإمكان أن نرى حارس مرمى يرفع تلك الجائزة في الاعوام المقبلة، وهو امر لم يكن متاحاً على مدى سنوات طويلة، كما انه سيرسم طريقا محددا لجائزة الاتحاد الدولي لكرة القدم والتي سلكت ايضا نفس المسار مع تتويج لوكا مودريتش بأفضل لاعب في العام الماضي.