لم يكن الفوز الإفتتاحي الذي حققه ​ريال مدريد​ على سلتا فيغو في بطولة الدوري الإسباني سوى "ابرة مخدر" لحقيقة ما يجري داخل الفريق الملكي والذي ظهرت بوادره خلال فترة الإعداد، ومن ثم مسلسل الإصابات الجديد الذي هز الميرينغي وذهب ضحيته ثلاثة من اللاعبين الخمسة الجدد الذين تم التعاقد معهم قبل انطلاق الموسم الجديد.

وجاءت مباراة ​بلد الوليد​ التي انتهت بالتعادل الإيجابي بمثابة النتيجة الحتمية لمسار الأوضاع في سانتياغو بيرنابيو وما يمكن ان يحدث خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل النهج الذي يسير عليه المدرب العائد زين الدين ​زيدان​ ومواصلة اعتماده على "الحرس القديم" لاسيما في الدفاع دون أن يقدم ما يمكن اعتباره الفرصة لعودة الفريق الى وضعه الطبيعي.

من الواضح ان نظرة زين الدين زيدان لم تتغير لجهة ثقته بالعناصر التي حققت معه العديد من الألقاب ابان فترته الاولى، فبقي ايدير ميليتاو جليس دكة الإحتياط مع استمرار الإعتماد على مارسيلو وراموس وفاران وكارفخال باستثناء المباراة الأولى التي شهدت مشاركة اودريوزولا في مركز الظهير الأيمن، لكن في ما تبقى فإن اعتماده على الثلاثي بدا مخططا له منذ فترة استعدادات الفريق وحتى قبل اصابة الوافد الجديد فيرلاند ميندي، مع العلم ان المدرب الفرنسي لم يضع كل ثقله في اتمام صفقات دفاعية من العيار الثقيل في الوقت الذي يدرك فيه الكثيرون الاخطاء الكارثية لهذا الخط والتي تسبب بخروج الميرينغي خالي الوفاض في الموسم الماضي.

وفي الوقت الذي أثار فيه زيدان الاستغراب باعتماد الحارس تيبو كورتوا كخيار أول رغم اخطائه الكثيرة بخلاف الحارس البديل كايلور نافاس، فإن خط الوسط المدريدي بقي كما هو، وهو اضطر لاشراك ايسكو في مباراة بلد الوليد بسبب غياب لوكا مودريتش الموقوف، في حين بدا واضحا عدم رغبته بمنح الوافد الجديد لوكا يوفيتش سوى دقائق معدودة في المباراتين الأخيرتين على الرغم من المستوى الجيد للاعب في الموسم الماضي.

ربما تكون مشاركة الكولومبي ​جايمس​ رودريغيز في مباراة بلد الوليد للمرة الأولى هي الحسنة الوحيدة لزيدان والذي يبدو انه اضطر لهذا الخيار بسبب الغيابات، وفيما تعددت الخيارات الهجومية بين غاريث بايل ولوكاس فاسكيز وفينيسيوس جونيور، فإن الفرنسي كريم ​بنزيما​ بقي الورقة الرابحة لزيزو وهو سجل هدفين في مباراتين.

من المؤكد ان زين الدين زيدان غير قادر على السير بالفريق المدريدي بتلك الصورة الى الخاتمة السعيدة، خاصة وان اللاعبين الحاليين أثبتوا عجزهم في الموسم الماضي، لذلك سيكون مضطرا لدخول فترة الانتقالات الشتوية لتصحيح الخلل، فلا شيء تغير في سانتياغو بيرنابيو ولا تطور فني يمكن تلمسه مع عودة زيدان لتدريب ريال مدريد، في حين ان المنافسين في الليغا ومنهم اتلتيكو مدريد وبرشلونة سيكونان جاهزين للانقضاض على الميرينغي قريبا، وعليه فإن الوضع سيبقى على حاله مالم تحدث معجزة!.