في الوقت الذي يحسب فيه للـ ​الاتحاد العربي لكرة القدم​ متابعة اقامة البطولة العربية للأندية للعام الثاني على التوالي رغم كل الضغوطات في مواعيد الأندية العربية بسبب مشاركاتها المحلية والقارية، وعلى الرغم من تخطي الهزة الإدارية المتمثلة باستقالة رئيسه تركي آل الشيخ، إلا ان النسخة الحالية من البطولة التي تحمل اسم كأس محمد السادس للأندية الأبطال تبدو متراجعة بخطوة عن السابقة التي حملت اسم كأس زايد.

يمكن اعتبار البطولة الماضية هي الأفضل منذ سنوات خاصة لناحية مستوى الفرق المشاركة وقيمة الجوائز المالية التي فاقت بطولتي دوري أبطال آسيا وأفريقيا، اضف الى ذلك وصولها الى بر الأمان دون اي مشاكل او انسحابات كما هي العادة في البطولات العربية السابقة وبحضور جماهيري غير مسبوق في معظم مباريات البطولة.

من الواضح ان البطولة الحالية لن تحيد عن هذا المسار في ظل تنظيم اداري وفني باهر وعلى أعلى مستوى، لكن مستوى الفرق المشاركة تراجع بعض الشيء عن نسخة كأس زايد وان كانت بعض الفرق ما تزال حاضرة في النسخة الحالية، لكن غياب بعض الفرق الكبيرة ربما يؤثر على الادوار المقبلة من البطولة، بعدما عمد الاتحاد العربي لكرة القدم لمنح فرق أخرى فرصة المشاركة وهي بادرة جيدة وتعطي المجال لأندية لا تشارك في اي بطولة قارية بسبب ترتيبها في الدوري المحلي، لكن العامل الجماهيري لا يزال مؤمناً لدى غالبية الفرق المتواجدة في كأس محمد السادس.

فعلى سبيل المثال تغيب الأندية السعودية الكبيرة عن المشاركة في النسخة الحالية كالهلال الذي بلغ المباراة النهائية في النسخة الماضية، و​النصر​ و​الأهلي​، في حين حافظ الاتحاد على مشاركته للعام الثاني على التوالي وانضم اليه ​الشباب​، كما غاب كل من الأهلي و​الزمالك​ وبقي كل من الاسماعيلي والاتحاد السكندري، كما تفتقد النسخة الحالية للـ ​العين الإماراتي​ و​القادسية الكويتي​ و​الفيصلي الأردني​ و​وفاق سطيف الجزائري​.

ربما تكون المشاركة التونسية هي الأفضل بتواجد النجم الساحلي حامل اللقب والترجي بطل أفريقيا، كما ان حضور الوداد والرجاء المغربيان سيعطي البطولة قوة دفع مطلوبة علها تعوض غيابات الكثير من الفرق التي اضفت على النسخة الماضية رونقاً خاصاً.

ومع ذلك لا يمكن اعتبار النسخة الحالية من البطولة العربية ضعيفة من الآن خاصة مع اقامة بعض المباريات في دور الـ32، لذلك يتعين علينا الانتظار قبل اصدار الحكم النهائي على كأس محمد السادس، مع العلم ان النقل التلفزيوني والتنظيم الجيد لم يتأثرا على الإطلاق، الا ان التحدي الأكبر الذي يقع على عاتق الاتحاد العربي هو الحفاظ على استمرارية البطولة بكل تفاصيلها خلال الأعوام المقبلة، ومحاولة نقل هذا التأثير الإيجابي الى بطولة المنتخبات المتوقفة عن العمل منذ سبع سنوات.