ربما يخيّل للبعض ان ​تشيلسي​ سيكون خارج المنافسة على الألقاب هذا الموسم خاصة في ظل تولي فرانك ​لامبارد​ مهام تدريب البلوز وتلقي الفريق خسارة ثقيلة في افتتاح الدوري الإنكليزي لكرة القدم على يد مانشستر يونايتد، ثم خسارته ​كأس السوبر الأوروبية​ أمام ليفربول بركلات الترجيح يوم الاربعاء لماضي.

واذا كانت النتائج الرسمية التي حققها الفريق حتى الآن تعكس هذا الإنطباع، إلا أن ما قدمه تشيلسي في مباراته الأولى أمام الشياطين الحمر ومن ثم أمام الريدز على وجه التحديد، أظهر واقعاً مغايراً يمكن البناء عليه ورسم المزيد من التوقعات لما يمكن ان يحققه البلوز هذا الموسم خاصة مع التشكيلة الشابة التي قدمها لامبارد وطريقة الاداء سواء في وسط الملعب أو لجهة الواجبات الدفاعية الموكلة لكل لاعب على أرض الملعب.

صحيح ان الخسارة أمام ليفربول في نهائي كأس السوبر الأوروبية كانت مخيبة للآمال عطفاً على مجريات المباراة ولكون تشيلسي كان الطرف الأفضل فيها، الا أن الامور في ستامفورد بريدج ستكون أفضل من دون أدنى شك، اذا ما تمكن لامبارد من الحفاظ على هذا الاداء وتطويره خاصة في الشق الهجومي، ومع ذلك فإن ما أظهره الفريق بقيادة مدرب شاب لم يمض على وجوده على دكة الاحتياط سوى ستة اسابيع، يعتبر عملاً جباراً دون جدال.

وعلى الرغم من ان تشيلسي يقضي فترة عقوبة حرمته من التعاقدات، الا ان اللاعبين الشباب الذين قدمهم لامبارد وتحديداً مهاجمه الشاب أبراهام (21 عاما) العائد إلى ملعب ستامفورد بريدج" بعد أن أمضى الأعوام الثلاثة الماضية معارا الى بريستول سيتي وسوانسي سيتي واستون فيلا، والاميركي كريستيان بوليسيتش (20 عاما)، الذي لعب اساسيا للمرة الاولى أمام منذ قدومه من بوروسيا دورتموند الالماني، اضافة لتألق الفرنسي نغولو كانتي ولاعبين آخرين، يؤكد بما لايدع للشك مجالاً ان موسم البلوز لن يكون عادياً على الإطلاق.

في المقابل أظهر ليفربول انه سيحافظ على ادائه المميز تحت قيادة يورغن كلوب وهو ضم اللقب الاوروبي الثاني على التوالي على الرغم من بعض الثغرات الدفاعية التي بدت واضحة في مباراة البلوز، لكن الريدز أعاد للاذهان فترة سيطرته على الألقاب الأوروبية فارضاً نفسه كأكثر فريق انكليزي تتويجاً على الساحة الأوروبية وهو أمر يعزز من ثقة جماهير الانفيلد بالعودة الى تحقيق الألقاب المحلية بعد غياب طويل جداً مع العلم انه كان قاب قوسين أو ادنى من فعل ذلك في الموسم الماضي قبل ان ينقض مانشستر سيتي ويحتفظ بلقبه للعام الثاني على التوالي.

بالمحصلة قد تكون مباراة السوبر الاوروبية وجهت رسالة واضحة الى مانشستر سيتي بقيادة المدرب بيب ​غوارديولا​ ان الاحتفاظ باللقب دونه صعوبات كثيرة وكبيرة تتلخص بقدرة الكثير من المنافسين على "إزعاج" الفريق وربما التفوق عليه في موسم يتوقع ان يكون الاكثر اثارة في الملاعب الانكليزية.