حقق ليفربول لقب ​كاس السوبر الأوروبي​ بعدما فاز على ​تشيلسي​ 5-4 بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2 في المباراة التي احتضنها ملعب فودافون بارك في مدينة ​اسطنبول​ التركية وتحت قيادة طاقم تحكيم نسائي لأول مرة ترأسته الحكمة الفرنسية ستيفاني فرابيرت.

المدير الفني لليفربول ​يورغن كلوب​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي ماني، صلاح وتشامبرلين في خط الهجوم كما لعب المدير الفني لتشيلسي ​فرانك لامبارد​ بالرسم التكتيكي نفسه 4-3-3 مع الثلاثي بوليسيتش، بيدرو وجيرو في خط الهجوم.

الشوط الأول:

ليفربول بدأ المباراة بنفس هجومي حيث سعى لفرض أسلوبه الهجومي منذ البداية وجعل تشيلسي يعود للخلف وهذا حصل نوعا ما لكن تشيلسي لم يكتف باللعب الدفاعي بل أغلق منطقته واعتمد على الهجمات المرتدة السريعة. ليفربول كما العادة تحرك عبر طرفي الملعب مع ​محمد صلاح​ وتشامبرلين بجانب دعم من الظهيرين غوميز وروبيرتسون وعكس الكرات العرضية فيما حاول تشيلسي التركيز على استغلال تقدم لاعبي ليفربول وضرب قلبي الدفاع بالكرات البينية مع سرعة مميزة في التحول من الدفاع إلى الهجوم.

ورغم استحواذ ليفربول أكثر على الكرة لكن تشيلسي كان منظم الصفوف دفاعيا ومعتمدا على اللعب الهجومي العكسيلينجح ومن هجمة مرتدة منظمة في تسجيل الهدف الأول عبر ​أوليفييه جيرو​ عند الدقيقة 36. تشيلسي استمر الطرف الأفضل وبقي نشطا في الشق الهجومي وسط ضياع نوعا ما من لاعبي ليفربول خاصة مع تحول تشيلسي للضغط العالي على حامل الكرة عند ليفربول وهو أمر يحسب للمدرب لامبادر في قراءة سريعة لمجريات المباراة ومتغيراتها لتمر دقائق الشوط الأول دون أي تغيير يذكر ويدخل ليفربول إلى غرف الملابس متأخرا 1-0.

الشوط الثاني:

بين الشوطين، دفع كلوب مدرب ليفربول بفيرمينيو مكان تشامبرلين ليتحول ماني للجهة اليسرى لينجح ليفربول في تعديل النتيجة بشكل سريع عبر ​سادو ماني​ عند الدقيقة 48. ليفربول بدا أفضل بكثير من الشوط الأول مع نشاط أكبر من لاعبي خط وسط الفريق وإجبار تشيلسي على الرجوع للخلف خاصة مع تطبيق ليفربول للدفاع العالي ليكون تشيلسي متمركزا في الخلف لإغلاق العمق الدفاعي ثم الإستمرار باللعب الهجومي المرتد.

الدقيقة 64 شهدت خروج لاعب وسط ليفربول ميلنر مصابا ليعوضه فينالدوم ليستمر ليفربول الطرف الأفضل مع فرص خطرة ونشاط مميز من الأطراف حيث كانت خطوط الفريق متقاربة للغاية ومحاصرة لتشيلسي في الخلف ما دفع فرانك لامبارد مدرب تشيلسي للتحرك والخروج من هذه الحالة الدفاعية فأدخل أبراهام ومونت مكان بوليسيتش وجيرو لإعطاء حيوية أكبر للخط الأمامي. التبديلات هذه بالفعل جعلت تشيلسي يتحرك أكثر على الصعيد الهجومي ليصبح إيقاع المباراة سريعا مع رغبة كل فريق في حسم الأمور قبل خوض الأشواط الإضافية لنكون أمام عشر دقائق أخيرة من الشوط الثاني مليئة بالإثارة والإندفاع نحو الأمام خاصة لتشيلسي الي تميز بالسلاسة في نقل الكرات القصيرة وتجاوز الضغط العالي لكن الأمور لم تحمل أي جديد ليلجأ الفريقان للأشواط الإضافية.

الأشواط الإضافية:

ليفربول بدأ بدون مقدمات وتحرك أكثر هجوميا مع نشاط ماني وصلاح الدائم عبر طرفي الملعب بدعم من الظهيرين ولاعبي خط الوسط واستمرار مبدأ الضغط على حامل الكرة عند تشيلسي لينجح عبر ماني في تسجيل هدف التقدم في الدقيقة 95 لكن تشيلسي انتفض من جديد وأظهر قدرته على إبداء ردة فعل سريعة وحصل على ركلة جزاء عدّل بها النتيجة عبر جورجينهو.

لامبارد دفع بباركلي مكان كوافازيتش لتنشيط خط الوسط بينما أخرج كلوب ماني وأدخل أوريجي بعدما نال التعب من ماني الغير جاهز بدنيا لخوض 120 دقيقة. المباراة عادت لتصبح سريعة لكن تشيلسي بدا الطرف الأفضل فيها مع ظهور المساحات بدفاع ليفربول الذي بدا عليه التعب ما جعل تشيلسي يأخذ المبادرة الهجومية من جديد ويحصل على بعض الفرص لكن الفريق الأزرق لم يعرف كيف يستغلها لتمر الدقائق دون أي جديد ويحتكم الفريقان لركلات الترجيح التي ابتسمت لليفربول.

ملاحظات عامة:

قبل الحديث عن أي شيئ تكتيكي، يجب التوقف عند المستوى المميز لحارس ليفربول أدريان والذي وجد نفسه أساسيا بعد إصابة أليسون الأسبوع الماضي لكنه يعد السبب الأول في فوز فريقه باللقب ليس لأنه صد الركلة الترجيحية الحاسمة فحسب بل لأنه قام بعدة تصديات مميزة منعت أهدافا محققة لتشيلسي كما لم يكن من الصائب أن يسدد المهاجم الشاب أبراهام ركلة الترجيح الحاسمة لتشيلسي والتي أضاعها في ظل وجود أكثر من لاعب خبرة كبيدرو، أزبليلكويتا وكانتي وهو ما كلف الفريق ضياع حلم التتويج بلقب السوبر.

قدم تشيلسي مباراة جيدة للغاية حيث بدت أفكار المدرب فرانك لامبارد واضحة المعالم وهو أمر يحسب له بكل تأكيد خاصة في طريقة توظيف لاعبيه والتحرك بوسط الملعب والمرونة في تغيير الشكل الدفاعي للفريق والإنطلاق في الهجمات المرتدة أحيانا أو الإعتماد على الكرات القصيرة أحيانا أخرى وهذا ما يعطي انطباعا بأن لدى المدرب الشاب القدرة على تقديم كرة قدم جيدة للغاية مع تشيلسي وعصرية وهجومية في آن معا.

لم يكن خيار استبعاد فيرمينيو عن التشكيلة الأساسية جيدا من قبل كلوب الذي سرعان ما زج به في الشوط الثاني ووضح بعدها الفارق الهجومي لليفربول لكن ما يعاب على الريدز هوالهبوط البدني الحاد في أداء الفريق خلال الشوط الإضافي الثاني من المباراة وهو ما كاد أن يكلف الفريق فقدان اللقب لولا تألق حارس ليفربول أدريان وصده لبعض الكرات الخطرة.