تأهلا منتخبا ​العراق​ و​البحرين​ إلى نهائي ​كأس غرب آسيا​ والمقامة حاليا في الملاعب العراقية بعدما تصدر كل واحد منهما مجموعته. وشارك في هذه البطولة تسع منتخبات هي إضافة إلى المنتخبين المذكورين، ​لبنان​، ​سوريا​، ​فلسطين​، ​اليمن​، السعودية، الأردن و​الكويت​.

وبالطبع لم تشارك السعودية بالصف الأساسي مثلها مثل منتخبات أخرى كما غاب اللاعبون المحترفون في الخارج عن هذه البطولة بسبب عدم السماح لهم من قبل أنديتهم بالمشاركة في مع منتخبات بلادهم في بطولة غير رسمية. دعونا الآن نتجول بين مجموعتي هذه البطولة ونستعرض سوية أداء المنتخبات العربية فيها.

المجموعة الأولى:

ضمت منتخبات العراق، فلسطين، اليمن، لبنان وسوريا. وعلى أرضه وبين جماهيره، نجح المنتخب العراقي في أن يكون على قدر آمال جماهيره التي ساندته بقوة وتصدر المجموعة برصيد 10 نقاط، بعدما قدم أداءا جيدا للغاية تحت قيادة المدرب كاتانيتش والذي حاول إظهار شخصية تكتيكية جيدة خاصة أن عدم التأهل للنهائي كان سيزيد الكثير من الضغوط عليه لكن الإمتحان الحقيقي سيكون في المباراة النهائية أمام البحرين وأي تعثر قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر مع المدرب السلوفيني.

أما منتخب فلسطين والذي حل وصيفا في هذه المجموعة، تابع أداءه الجيد مؤخرا حيث فرض نفسه من جديد رقما صعبا على الساحة العربية. حاصدا 7 نقاط من 4 مباريات وهو لولا الخسارة أمام العراق في آخر الأوقات لكن المنتخب الفلسطيني قادرا هو على خوض المباراة النهائية،مع خط هجوم قوي لكن ما عاب المنتخب هو التذبذب في المستوى الدفاعي حيث تلقى 5 أهداف في 4 مباريات.

المركز الثالث كان لمنتخب اليمن ب4 نقاط، والذي اعتقد الجميع بأنه سيكون الرقم الأضعف في البطولة، لكنه ظهر بشكل منظم للغاية وهو بفوزه على لبنان 2-1 أثبت ذلك مع تنظيم دفاعي عالي ومستوى بدني مميز.

لكن قلة الخبرة خانته في المواجهتين أمام العراق وفلسطين لكن في المجمل فإن اليمن رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد نجح في نفض غبار الأزمات عنه، تحت قيادة المدير الفني جان كوتشيان، والذي عرف كيف يستخرج الأفضل من لاعبيه خلال هذه البطولة ومع مزيد من العمل خلال الفترة القادمة، سيكون منتخب اليمن قادرا على الظهور بشكل جيد إذا ما استمر الأداء في نسق تصاعدي.

المركز الأخير في هذه المجموعة كان للمنتخب السوري الذي ظهر بشكل باهت للغاية وحصد فقط نقطتين من أصل 12 ممكنة وهو ما وضع مصير الجهاز الفني للمنتخب بقيادة فجر إبراهيم في مهب الريح حيث بدت نقاط الضعف واضحة في أداء المنتخب السوري سواء في الشق الدفاعي حيث كان الفريق الأضعف خلال البطولة وتلقت شباكه 7 أهداف في 4 مباريات كما أن الأداء الجماعي للمنتخب لم يكن على قدر الآمال مع خطوط مفككة وضعف تكتيكي واضح في بناء اللعب والصعود بالكرة من الخلف ليكون المنتخب السوري المنتخب الأضعف ويجب القيام بورشة عمل شاملة من أجل إعادة المنتخب السوري إلى الخارطة من جديد خاصة مع استقالة الإتحاد السوري للعبة جراء نتيجة المنتخب المتواضعة في هذه البطولة.

المجموعة الثانية:

ضمت منتخبات البحرين، الكويت، الأردن والسعودية. مفاجأة المجموعة هذه كان منتخب البحرين والذي تصدر الترتيب بسبع نقاط ليعود ويفرض نفسه بقوة على الساحة الإقليمية بعد سنوات عجاف حيث نجح المدير الفني للمنتخب هيليو سوزا الذي عرف كيف يعيد بناء المنتخب البحريني مع انضباط تكتيكي عالي المستوى جعله يتصدر المجموعة برصيد 7 نقاط مع أداء دفاعي أكثر من رائع حيث حافظ على نظافة شباكه في المباريات الثلاث وهذا كان مفتاح التأهل إذ بدا بأن سوزا يرغب في تقديم كرة قدم دفاعية تكتيكية وإن على حساب الشق الهجومي.

منتخب الأردن والذي حل ثانيا خيب الآمال بدوره مع مدربه بوركلمانز والذي أصبح مصيره غير معروف في ظل استمرار الإخفاقات مع أداء عقيم وغياب أي شكل هجومي واضح للفريق الذي اكتفى بحصد 4 نقاط حيث يبدو بأن قدرات المدرب محدودة وهو ليس الرجل المناسب لقيادة المنتخب الأردني إلى القمة من جديد.

المركز الثالث كان لمنتخب الكويت الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل لكن خسارته في المباراة الأخيرة أمام البحرين 1-0 جعلته يكتفي بالمركز الثالث في بطولة كان بإمكان الكويت تقديم أفضل من هذا فيها وهو أمر يتحمله بالدرجة الأولى المدير الفني للمنتخب الأزرق روميو جوزاك والذي حظي بفترة استعداد جيدة لكن كثرة التغيير في التشكيلة وعدم وضوح النهج الفني للفريق جعله يفشل في تحقيق الهدف من هذه البطولة وهو خوض النهائي لكن الأزرق خرج ببعض المكاسب من هذه البطولة ولعل أهمها كان عودة الروح للمنتخب الكويتي وتجربة بعض اللاعبين الشباب القادرين في المستقبل القريب على بدء مشوار استعادة المنتخب الكويتي لمستواه السابق.

المركز الأخير كان لمنتخب السعودية والذي اكتفى بتعادل يتيم أمام البحرين وخسر أمام الأردن والكويت لكن السعوديين شاركوا في هذه البطولة بعناصر شابة وحاولوا إعطاءها الخبرة اللازمة مع عدم التركيز على النتائج وهي خطوة كانت جيدة من أجل تحضير بضعة لاعبين لديهم الخامات المطلوبة من أجل الإنضمام للمنتخب الأول في قادم الإستحقاقات وهو أمر يحسب للسعوديين الذين خرجوا على الأقل بشيئ جيد من هذه البطولة رغم احتلال المركز الأخير في المجموعة الثانية.