يتناول الرباع التايلاندي ​سارات سومبراديت​ عشر حصص من بياض البيض للافطار، يتدرب لمدة أربع ساعات يوميا، ويُحرم من هاتفه الذكي مساء عندما يستعد بقوة للبطولات العالمية.

مع ذلك فان الرباع البالغ 25 عاما يعاني من مشكلة: تواجه تايلاند حظرا ذاتيا في ​رفع الاثقال​ بسبب المنشطات، ما يعني أن المضيف قد لا يشارك على أرضه الشهر المقبل في بطولة العالم في باتايا.

بعد ايقاف تسعة رباعين عقب فحوص للمنشطات، تواجه تايلاند ازمة في أنجح رياضاتها الأولمبية، قبل أقل من سنة على ​أولمبياد 2020​ في طوكيو.

قال سارات بتحدٍ بعد تمرينه الثاني من اليوم "أنا أقاتل من أجل هؤلاء الذين تم ايقافهم... لم يتبق سوى عددا قليلا منا (في الفريق)".

بفضل خمس ذهبيات أولمبية منذ عام 2004، تحققت كلها عن طريق السيدات، أصبحت رياضة رفع الاثقال قصة نجاح نادرة في الدولة الواقعة في جنوب-شرق آسيا، حيث يتحوّل الرياضيون من أشخاص عاديين في مناطق ريفية نائية إلى مشاهير.

تحوّل الحلم إلى نكسة في العام الماضي، عندما سقطت تايلاند ضمن حملة عالمية لمكافحة المنشطات في رفع الاثقال، والتي واجهت خطر الاقصاء من الالعاب الاولمبية.

جاءت فحوص تسعة تايلانديين، بينهم البطلتان الاولمبيتان الحاليتان ​سوكانيا سريسورات​ ​وسوبيتا تاناسان​، ايجابية بعد بطولة العالم الاخيرة في تشرين الثاني، حيث حلت تايلاند ثانية في الترتيب العام للميداليات.

دفع هذا الأمر تايلاند إلى فرض ايقاف طوعي على نفسها من المشاركة في البطولات، مستبعدة رباعيها من بطولة العالم المقبلة في باتايا والاولمبياد المقبل.

برغم ذلك، فان اتحاد رفع الاثقال التايلاندي للهواة يريد من الرباعين غير المتنشطين المشاركة في بطولة العالم والحصول على فرصة الظهور في الاولمبياد.

سيتخذ الاتحاد الدولي قرارا نهائيا الشهر المقبل، وذلك بعد نداءات مستمرة للتدخل اثر سلسلة طويلة من حوادث المنشطات.

تم ايقاف تسع دول، بما في ذلك الصين القوية، بعد اعادة اختبار عينات من اولمبيادي 2008 و2012 والتي كشفت عن تنشط العشرات من الرباعين.

في معسكر التدريب المزدحم في شيانغ ماي، حيث تغطي الكؤوس الجدران ويرفع الرباعون الاوزان فوق رؤوسهم وهم يرتدون ملابس من الليكرا، يصرّ سارات ان زملاءه في الفريق كانوا مستهدفين بشكل غير عادل.

قال "كنا في فريق واحد. ذهبنا الى الاولمبياد سويا. تناولنا الطعام وتدربنا بأسلوب واحد. لماذا لم تكن نتائج فحوصي ايجابية؟"، مشيرا الى مؤامرة ضد الفريق التايلاندي.

تابع "اذا نجحت في تقليص حجم الفريق التايلاندي ترتفع حظوظك".

لكنه أقر ان الرياضة التي تعاني من آفة المنشطات بحاجة إلى حملة تنظيف "يجب أن تأتي القوة منك ومن عزمك لخوض التمارين".

ينام فريق الرجال والسيدات في مساكن الرباعين بالقرب من صالة الالعاب الرياضية ويتناولون كل يوم ثلاث وجبات يومية تحتوي نسبة عالية من البروتين. ويقوم المدربون حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء بحجز هواتفهم الذكية لضمان نوم هادىء في الليل.

تقول تايلاند ان الرياضيين الموقوفين استخدموا مسكّنا للألم من قبل مدرب سابق فيه آثار من الستيرويد المنشط.

كما يشكك الرئيس الفخري للاتحاد التايلاندي إينتارات يودبانغتوي في استفراد البلاد، إذا ان العديد من الرياضيين قد خضعوا لاختبارات قبل ارسال عيناتهم لجولة اختبار ثانية أكثر صرامة.

قال في مكتبه في بانكوك "نعلمهم الكثير، لا تشربوا، لا تأكلوا، ولا تحقنوا انفسكم بأي شيء (غير قانوني). أين العدالة؟".

رأى أن معظم الرباعين ريفيون وتمنحهم الرياضة الأمل للخروج من الفقر، وان الفضيحة جعلتهم يشعرون بـ"اليأس".

تابع عن العقوبات المحتملة "سيقتلهم هذا الامر".

ولم يرد الاتحاد الدولي على اسئلة حول القضية، علما انه سلم العام الماضي ادارة الاختبارات لوكالة اختبار دولية مقرها في سويسرا.

أحبطت هذه الحادثة الرباعين التايلانديين الذين بدأوا بحصد الميداليات في اولمبياد سيدني 2000، عندما استهلت السيدات المنافسة في الالعاب.

أصبحت خاسارابورن سوتا أول سيدة تحرز ميدالية بعد تتويجها ببرونزية في سيدني، لترفع من شعبية الرياضة في بلاد تعطي أولوية لكرة القدم، الملاكمة، البادمينتون والغولف.

يحصل الرباعون التايلانديون على مكاسب من الرعاة والأموال الحكومية. قالت الرباعة جيرابورن نانتاوونغ البالغة 20 عاما انها تمكنت من مساعدة اسرتها على التخلص من الديون "أصبحنا أكثر راحة. اشتريت منزلا لأمي. معظم أعضاء الفريق لديهم مشكلات مالية".

على غرار سارات، قالت الرباعة القصيرة القامة ان هدفها الرئيس الآن "الحفاظ على كرامتنا من خلال تحقيق اداء جيد. مهما حصل فان هذه الرياضة ستبقى".