انتهت مشاركة المنتخب اللبناني في بطولة غرب آسيا والتي أقيمت في ​العراق​ بتحقيق المركز الرابع في المجموعة الأولى التي ضمته إلى جانب منتخبات العراق، ​فلسطين​، ​اليمن​ و​سوريا​. وحصد المنتخب اللبناني 4 نقاط من انتصار وتعادل وخسارتين لكنه ظهر بشكل مقبول وذلك في الإختبار الجدي الأول للمدير الفني الجديد ل​منتخب لبنان​ الروماني ليفيو ​تشيوبوتاريو​ مع مساعده اللبناني ​جمال طه​ حيث أثبت المدرب الروماني بأنه يمتلك الكثير من الأشياء الجيدة لتقديمها للمنتخب اللبناني الذي يتحضر لخوض التصفيات المزدوجة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023.

سنستعرض في هذا التقرير أبرز محطات المنتخب اللبناني في بطولة غرب آسيا وماذا يمكن استنتاجه من المباريات الأربعة التي خاضها والتي خسر فيها 1-0 من العراق و2-1 من اليمن بينما هزم سوريا 2-1 وتعادل 0-0 مع فلسطين.

فكر هجومي واضح للمدرب الروماني

على عكس المدرب السابق للمنتخب ميودراغ رادولوفيتش، بدا بأن المدرب الروماني ليفيو يسعى إلى تقديم كرة هجومية بحتة واعتماد مبدأ الإستحواذ والسيطرة على الكرة، بجانب تطبيق الضغط العالي.

وهذا ما كان ظاهرا في أداء المنتخب حيث تحول الرسم التكتيكي للمنتخب من 5-4-1 إلى 4-3-3 وأصبح لدى المنتخب شخصية هجومية واضحة، مع اعتماد على طرفي الملعب، وتنويع اللعب الهجومي دون إغفال التقدم الدائم للأظهرة من أجل القيام بالزيادة الهجومية والأهم هو الإصرار على الصعود بالكرة من الخلف وبناء اللعب المنظم مع غياب أي عشوائية في اللعب.

وهذا شيئ يمكن البناء عليه وأعطى علامة هامة لمدى رغبة المدرب الروماني في إضفاء شخصية قوية للمنتخب وعدم الإنكفاء فقط للخلف وغلق المنطقة الدفاعية ثم التركيز فقط على الهجمات المرتدة وهو أسلوب طبع أداء المنتخب اللبناني في الفترة السابقة.

مبدأ المداورة حضر بقوة

اعتمد المدرب الروماني سياسة المداورة بين اللاعبين خاصة أن المنتخب خاض 4 مباريات في أقل من 10 أيام وتجنبا للإرهاق البدني بالدرجة الأولى لكن من باب تجربة كل اللاعبين وإعطاء فرصة للجميع قبل حسم الخيارات الشهر المقبل من ناحية اسماء التشكيلة التي ستخوض التصفيات المزدوجة.

وسعى المدرب الروماني أيضا لرؤية بعض اللاعبين في أكثر من مركز وإلى اللعب بتشكيلات مختلفة اكتنفها نوعا ما الغموض وذلك من أجل عدم كشف الأوراق كلها وهذا أظهر بأن المدرب الروماني لم يذهب إلى العراق من أجل حصد النقاط والمنافسة بالدرجة الأولى بل لتحضير المنتخب وأخذ فكرة كاملة عن اللاعبين المحليين وهذا بحد ذاته نقطة مهمة عكست التفكير الجيد للمدرب الروماني الذي لا يبحث عن نتائج أو مديح من هنا وإبعاد الضغط عنه من هناك بقدر البحث عن فريق قادر على الذهاب بعيدا في التصفيات وهذا لا يتم إلا عبر المزيد من التجارب وإعطاء الفرص المتساوية لجميع اللاعبين وهو ما قام به بنسبة كبيرة المدرب الروماني.

المحترفون قادرون على تقديم الإضافة

خاض منتخب لبنان البطولة بدون لاعبيه المحترفين والذين بلا شك يشكلون ثقلا في تشكيلة المنتخب وقادرين على تحسين جودة أداء المنتخب خاصة أنه هناك عدة لاعبين في الخطوط الثلاثة كافة كروبير وجورج ملكي، هلال الحلوة، عمر شعبان، باسل جرادي وغيرهم وهم مع النجوم المحليين في المنتخب سيكون المنتخب أقوى وأقوى

شرط إيجاد التناغم والتجانس بين كافة اللاعبين وهذه ستكون من أهم الأمور أمام المدرب الروماني ليفو وفي حال نجح بذلك فإننا سنكون أمام نسخة مميزة من المنتخب اللبناني مع قوة في كافة الخطوط الثلاثة.

مشكلة التسجيل ما زالت مستمرة

على الرغم من كل الأمور التي ذكرت وهي تعد إيجابية لكن المنتخب اللبناني ما زال يعاني في نقطة هامة وهي التهديف والإستفادة من الفرص التي يصنعها لاعبو المنتخب لأنفسهم ورغم أن عودة المحترفين وتحديدا الثلاثي الهجومي باسل جرادة، عمر شعبان وهلال الحلوة لكن الفرص السهلة التي ضاعت في بطولة غرب آسيا أمر غير مقبول ويجب معالجته بسرعة من قبل المدرب الروماني لأنها قد تذهب مجهود الفريق الجماعي سدى.

فمثلا أمام العراق أضاع المنتخب اللبناني عدة فرص محققة لافتتاح التسجيل ليعود بعدها ويخسر 1-0 ثم أمام سوريا نفس الأمر لكنه تدارك الموقف وعاد ليفوز 2-1 أما مع فلسطين ففشل في ترجمة الفرص إلى أهداف وهو أمر كان قادرا على جعل المنتخب يتصدر المجموعة وينافس على النهائي لو استغل المنتخب فقط 60 بالمئة من الفرص السهلة أمام مرمى الخصوم.

العنصر البدني خان اللبنانيين في الأراضي العراقية

آخر نقطة يجب التوقف عندها وهي العنصر البدني الذي خان لاعبي المنتخب وهذا أمر كان متوقعا حيث كان ضغط المباريات كثيفا ورغم أسلوب المداورة الذي اعتمده المدرب الروماني لكن الفريق اللبناني تأثر كثيرا بهذا العامل وهو ما تجلى في آخر مباراة أمام اليمن حيث لم يكن المنتخب قادرا على الجري كما يجب والتحرك في أنحاء الملعب أضف إلى ذلك الأجواء الحارة في العراق والرطوبة العالية لكن بالطبع هذه الفترة هي فترة إعداد ولياقة لاعبي المنتخب ستزيد خلال الفترة القادمة مع بداية الدوري بشكل رسمي ووصول لاعبي الأندية لقمة لياقتهم البدنية.