مع اقتراب ساعة الصفر لانطلاق مباريات الدوري في اوروبا، يبدو المشهد متفاوتاً بالنسبة للعديد من الأندية الأوروبية التي بدأت استعدادتها قبل فترة من الزمن وربما ضبابياً بالنسبة لفرق أخرى خاصة بعدما افرزت نتائج المباريات الودية الكثير من المعطيات عن الحالة التي قد يشهدها الموسم في أنحاء القارة العجوز.

واذا كان من الصعب الحكم من الآن على ما يمكن ان تشهده تلك الدوريات من منافسة، إلا ان من البديهي القول ان الاستعدادات التي اجرتها الأندية الأوروبية أظهرت هوية الفرق واللاعبون المستعدين لانطلاقة قوية على الصعيد المحلي، وفي المقابل كشفت الكثير من مكامن الخلل لدى بعض المدربين ومنهم مدرب ريال مدريد زين الدين زيدان.

لكن اللافت في كل هذا الأمر، كان بروز الكثير من الإشارات عن إمكانية كسر إحتكار بعض الفرق للألقاب في بلادها من جانب منافسين أظهروا استعداداً جيداً لموسم طويل يتوقع ان يشهد الكثير من الإثارة والندية خاصة مع الحركة الواسعة التي شهدتها فترة الإنتقالات الصيفية الحالية.

في هذا الصدد لا يمكن استبعاد حصول تغيير في هوية الفائزين بلقب الدوري في كل من ​انكلترا​ أو المانيا بعدما حافظ مانشستر سيتي على لقب الدوري الإنكليزي للمرة الثانية على التوالي، في حين ما يزال ​بايرن ميونيخ​ ممسكاً بكل خيوط اللعبة في البوندسليغا في السنوات السبع الأخيرة.

تلك المؤشرات يمكن تلمسها من خلال استعدادات ما قبل الموسم، وتحديداً بالنسبة لبوروسيا ​دورتموند​ الألماني الذي خاض فترة إعداد مميزة توجها بفوزه بكأس السوبر الألماني على حساب بايرن ميونيخ بهدفين دون رد ليؤكد الأصفر والأسود جاهزيته لخوض غمار العودة الى منصة التتويج للمرة الأولى منذ موسم 2011-2012 حين فاز للمرة الأخيرة بلقب الدوري، مع العلم انه كان قاب قوسين أو ادنى من فعل هذا الأمر في الموسم الماضي لو لم يتعثر في الأمتار الأخيرة ويترك اللقب في حوزة الفريق البافاري.

في المقابل تلوح في الافق معركة "كسر عظم" في انكلترا، اذا ان احتفاظ مانشستر سيتي بلقب البريمييرليغ دونه صعوبات وان كان المرشح الأول لهذا الأمر، لكن ليفربول وصيف البطل بدا هو الآخر جاهزاً لتحقيق حلم اللقب الأول منذ ما يقارب الثلاثة عقود، واظهر الريدز هذا الأمر في مباراة الدرع الخيرية التي خسرها أمام السيتي بركلات الترجيح.

في الجانب عينه لا يمكن استبعاد توتنهام هوتسبير من معركة المنافسة وهو الذي قدم اداءً جيداً في المباريات الودية التي خاضها مؤخراً، مما يعني اننا قد نكون على اعتاب كسر للهيمنة سواء في انكلترا او المانيا بانتظار ما ستؤول اليه انطلاقة الدوريات الأخرى وتحديداً في اسبانيا وايطاليا.