تطل النسخة الحالية من ​بطولة غرب آسيا​ في العراق لتلقي بظلالها على الواقع الذي تعيشه المنتخبات العربية في القارة الصفراء وفي ظل غياب الإنجازات الحقيقية لكثير من المنتخبات التي كانت تملك باعاً طويلاً في المشاركات القارية والعالمية، الا ان مرحلة التغييرات التي شهدتها في السنوات الماضية، أعادتها خطوات كبيرة إلى الوراء وكشفت الواقع المرير لأحوال الكرة العربية.

وباستثناء فوز ​منتخب قطر​ ببطولة آسيا 2019 في الإمارات، فإن الواقع الكروي العربي يحتاج إلى كثير من إعادة ترتيب الأوراق، ليس فقط من ناحية الأمور الفنية على أرض الملعب ، إنما لجهة تنظيم المسابقات واختيار التوقيت المناسب، ولعل اقامة بطولة غرب آسيا في هذا الموعد لهو دليل على ما كان يمكن تفاديه قبل الشروع بتحديد زمن دفع الكثير من المنتخبات المشاركة في البطولة الى الذهاب بصفوفها الرديفة وهو ما سيفقد البطولة بعضاً من قيمتها.

وبدأت بطولة غرب آسيا في وقت لم تنطلق فيه الدوريات في كل بلدان المنتخبات المشاركة، كما ان غالبية الفرق رفضت السماح للاعبيها الدوليين بالمشاركة في بطولة ظن البعض انها غير رسمية قبل ان يصدر اعتراف من الاتحاد الدولي لكرة القدم يعلن فيه ادراجها ضمن ايام الفيفا قبل ايام على انطلاقتها.

أضف إلى ذلك ان توقيت إقامة البطولة يتزامن مع دور الستة عشر لبطولة ​دوري أبطال آسيا​ حيث يشارك في هذا الدور أربعة فرق سعودية هي الهلال والأهلي والنصر والإتحاد وهو الأمر الذي دفع بمسؤولي ​المنتخب السعودي​ لاستدعاء لاعبين من الصف الثاني وتجميعهم قبل خمسة ايام فقط على المباراة الأولى للأخضر أمام الكويت يوم الأحد المقبل.

فنياً ومع اقامة مباراتين فقط ضمن المجموعة الأولى، بدا ان المنتخبات الاربعة متأثرة كثيراً بنقص الإعداد، ف​المنتخب اللبناني​ الذي يمر بفترة انتقالية مع مدرب جديد خسر مباراته الأولى أمام المنتخب العراق المضيف بهدف في حين تغلبت فلسطين على اليمن بالنتيجة عينها، واذا كان من الصعب من الآن الحكم على مستوى البطولة بشكل عام، الا ان النسخة الحالية تفتقد لعدد كبير من النجوم العرب ومنهم السوريين ​عمر السومة​ و​عمر خربين​ وايضا نجوم المنتخب السعودي ​سالم الدوسري​ و​سلمان الفرج​ و​عبدالله عطيف​ وغيرهم.

يبقى القول ان المنافسة على لقب غرب آسيا سيكون مفتوحاً على كل الإحتمالات ولجميع المنتخبات المشاركة، لكن في المحصلة ستكون النسخة الحالية واحدة من أضعف النسخ مع الأمل بأن يتمكن المنتخب اللبناني من العودة بنتائج جيدة أو انجاز طال انتظاره في كرة القدم اللبنانية.