أسدل الستار على موسم كروي مصري شيق وطويل بتتويج ​الأهلي​ بلقب الدوري بعد منافسة قوية مع الغريم التقليدي ​الزمالك​. هذا الدوري شهد الكثير من الأحداث المثيرة والتقلبات إضافة لمشاكل تقنية لناحية جدول المسابقة، دون اغفال المنافسة الشرسة على المراكز المؤهلة للاستحقاقات الأفريقية وصراع الهبوط. وسنلقي الضوء في ما يلي على ابرز هذه الاحداث.

صراع الاهلي والزمالك

نجح الأهلي مجددا في تحقيق اللقب بعدما حصد 80 نقطة من أصل 102 ممكنة، متقدما بفارق 8 نقاط على غريمه التقليدي الزمالك. وعلى الرغم من أنه كان طوال القسم الأول متأخرا بفارق كبير عن منافسه الذي كان متصدرا ويطمح الى التخلص من ​بيراميدز​، عاد الأهلي من بعيد وأظهر من جديد شخصية البطل التي عادة ما يتميز بها مع خط دفاع قوي للغاية لم يتلق إلا 20 هدفا في 34 مباراة، وهذا كان أساس حصده للقب إذ رغم خط هجومه العادي. وقد نجح الاهلي في استغلال اخطاء الزمالك المتكررة وتغير جهازه الفني مع رحيل المدرب غروس (أمر كان مستغربا كون الفريق فاز بلقب الكونفيديرالية ومتصدرا للدوري).

بيراميدز نافس ولكن...

بعدما ضخ الكثير من الأموال واستقدم العديد من اللاعبين النجوم سواء المحليين أو الأجانب، بدا بيراميدز قادراً على المنافسة على اللقب. لكن الرياح جرت بعكس ما اشتهت سفنه رغم بدايته القوية ونجاحه في التفوق على قطبي ​الكرة المصرية​ الأهلي والزمالك من خلال المواجهات المباشرة، لكنه افتقد للخبرة كما بتغير القيادة الفنية للفريق أكثر من مرة ما انعكس على أداء الفريق خاصة من الناحية الدفاعية التي بدت مهزوزة وساهمت في استنزاف النقاط من خلال تحقيق 13 تعادلاً.

صراع المركز الرابع

في المقابل، شهدت معركة المركز الرابع الكثير من الكر والفر مع تألق 3 فرق حاولت خطف بطاقة مؤهلة إلى كأس الكونفيديرالية أو البطولة العربية، لكن المصري حسم الصراع وحصد 52 نقطة متفوقا بفارق 4 نقاط على ​المقاولون العرب​ و6 نقاط على ​مصر المقاصة​. سر تفوق المصري كان في عدم خسارته سوى 6 مرات، وكان أكثر فريق حصدا للتعادلات ب16 مرة ما جعله مؤهلاً للبقاء ضمن افرق الخمس الاولى، جون طموح المنافسة على اللقب هذا الموسم. في المقابل، ستكون الانظار متجهة اليه والفرق الاخرى التي قدمت اداء لافتاً في البطولة على غرارالمقاولون ومصر المقاصة.

ضيوف الدرجة الثانية

فعليا، لم يكن هناك ما يسمى المنطقة الدافئة في ​الدوري المصري​ حيث كانت الامور مشتعلة في المراكز بدءاً من السابع وحتى السادس عشر، وكان الفارق مع نهاية الدوري 8 نقاط فقط وهو رقم غير كبير ويمكن تذليله في 3 جولات، ما عكس المنافسة الشرسة التي دارت بين 10 فرق على تجنب تذوق كأس الهبوط المر خاصة بعدما كان فريقي ​الداخلية​ والنجوم قد ودعا مبكرا. هذه المنافسة المحتدمة أعطت رونقا خاصا للدوري، لكن ​بتروجيت​ دفع الثمن غاليا في النهاية وهبط بعدما تخلف بفارق 3 نقاط عن أربعة فرق تساوت برصيد 38 نقطة. ويمكن القول أن بتروجيت دفع ثمن ضعف خطه الهجومي حيث لم يسعفه تسجيل 30 هدفا في البقاء لموسم آخر خاصة أن خط دفاعه لم يكن أيضا بالمستوى المطلوب. وبالعودة إلى فريقي الداخلية والنجوم، فقد كانا بمثابة ضيفين على الدرجة الاولى ولم يقدما ما يؤهلهما للبقاء فيها.