حققت ​الجزائر​ لقب ​كأس أمم أفريقيا 2019​ بعدما هزمت ​السنغال​ 1-0 في المباراة التي أقيمت على ملعب القاهرة الدولي في العاصمة المصرية القاهرة. المدير الفني لمنتخب الجزائر جمال بلماضي لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-1-4-1 مع بغداد بو نجاح كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني لمنتخب السنغال آليو سيسي بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع مبايي نيانغ كرأس حربة صريح.

الشوط الأول:

الجزائر بدأت الشوط الأول من دون مقدمات ودخلت مباشرة في صلب الموضوع بعد تسجيل بغداد بو نجاح بمساعدة من الحظ للهدف الأول عند الدقيقة 2. وفي ظل محاولة السنغال استيعاب الصدمة المبكرة، سعت الجزائر إلى عدم الرجوع للخلف والبقاء مبادرة في خط الوسط مع ضياع واضح من قبل السنغال لتمر الربع الساعة الأولى بسيطرة جزائرية على مجريات اللعب لكن الأمور اختلفت بعدها حيث دخلت السنغال بأجواء اللقاء وسعت لتشغيل طرفي الملعب والسيطرة على خط وسط الملعب مقابل عودة منتخب الجزائر للخلف لتبدأ السنغال الضغط العالي وافتكاك الكرات بشكل سريع ثم لعب الكرات الطولية إنما من دون خطورة مع الإكتفاء بالكرات العرضية من طرفي الملعب لم تزعج الدفاع الجزائري المتكتل في الخلف.

وعلى الرغم من زيادة السنغال لإيقاعها الهجومي في آخر ربع ساعة من الشوط الأول وتقدم الظهيرين للمساندة الهجومية وعكس الكرات العرضية بشكل أكبر لكن الأمور لم تتغير مع انضباط دفاعي جزائري وقدرة على إفساد الهجمات السنغالية التي افتقدت للدقة ولعنصر المفاجأة ما جعل الشوط الأول من اللقاء ينتهي بتقدم الجزائر 1-0.

الشوط الثاني:

الجزائر بدأت الشوط الثاني كما أنهت الأول، متكتلة فقط في الخط الخلفي مع غياب أي قدرة على التدرج بالكرة وبناء اللعب أو الهجوم المرتد نتيجة الضغط السنغالي العالي والذي كان يسمح له بافتكاك الكرات ثم صناعة اللعب الهجومي الذي بدا خطرا على المرمى الجزائري مع تقدم الفريق أكثر للأمام والدفاع بالخط الدفاعي نحو منتصف الملعب لتضييق المساحات ومحاصرة المنتخب الجزائري في الخلف.

المدرب سيسي أجرى تبديله الأول بخروج لاعب الوسط الدفاعي نداي ودخول دياتا والتحول إلى طريقة 4-1-4-1 لتنشيط خط الوسط الهجومي لتبقى السنغال هي الطرف الأفضل وسط استسلام الجزائر ولعب الأدوار الدفاعية فقط مع غياب أي قدرة على صناعة هجمة مرتدة واحدة. وأمام الضغط السنغالي وإمساك الفريق بزمام الأمور إنما من دون القدرة على الوصول لمرمى الحارس الجزائري، قام سيسي بتبديل هجومي عند الدقيقة 75 فأخرج سافيي ودخل مكانه ديان ليتحول ماني للجهة اليمنى ويلعب الفريق برأسي حربة وبالرسم التكتيكي 4-2-4.

الدقائق العشر الأخيرة شهدت اندفاعا كبيرا من منتخب السنغال وضغط عالي مع تبديلات من مدرب الجزائر لكسر الإيقاع الهجومي لا أكثر في آخر سبع دقائق لكن ضغط السنغال ولعب الكرات العرضية تارة والبينية خلف المدافعين تارة أخرى لم يغير شيئا مع استبسال دفاعي للجزائر والتي عرفت كيف تدافع وتنهي الأمور لمصلحتها 1-0 وتحقق اللقب الأفريقي الغالي.

ملاحظات عامة:

1. كان سيناريو البداية أكثر من رائع للمنتخب الجزائري حيث تقدم 1-0 لكنه عاد بطريقة مبالغة فيها للدفاع حيث لم يبن أي هجمة مرتدة طوال الدقائق التسعين وتحول أسلوب اللعب من 4-1-4-1 إلى 4-5-1 وهذا ما جعله يتحمل عبء المباراة منذ البداية حتى النهاية وهو أسلوب لم نتعود عليه من المنتخب الجزائري لكن حسابات النهائي مختلفة كليا وبالتالي كان واضحا أن هدف مدرب الجزائر جمال بلماضي هو الفوز بالبطولة لأن التاريخ سيذكر نتيجة المباراة النهائية وليس الأداء.

2. رغم التسديد 12 مرة من منتخب السنغال باتجاه مرمى الجزائر، لكن الفريق بدا من دون أنياب هجومية مع غياب الفعالية من عمق الدفاع الجزائري أو الحلول لكسر التكتل الدفاعي الجزائري وهذا بالطبع يعود لانضباط الفريق الجزائري لكن أيضا لعدم وجود حلول من المدرب سيسي الذي رغم التحول ل4-2-4 لكن الفريق زاد من كراته العرضية وبقي غير قادر على استلام الكرات في العمق مع اعتماد مبالغ فيه على ماني نجم ليفربول والذي لم يكن قادرا على القيام بتهديد جدي هو وزملاءه.