ربما بات بإمكان مدرب يوفنتوس ماوريسيو ساري أن يُشعل "سيجارة" ويطلق العنان لدخانها معلناً التحدي قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد، خاصة بعدما قررت ادارة السيدة العجوز فتح ابواب تورينو للاعبين على مستوى عال كان آخرهم مدافع أياكس امستردام الهولندي ​ماتياس دي ليخت​ ابن التاسعة عشر عاماً بعد موسم خرافي قدمه مع فريقه في الموسم الماضي.

من الواضح ان الاستراتيجية تغيرت في النادي الإيطالي بين موسم وآخر، ففي الموسم الماضي ومع قدوم البرتغالي كريستيانو رونالدو من ريال مدريد كانت الخطة واضحة وتقضي باعتماد اليوفي على أفضل لاعب في العالم لتحقيق حلم الفوز بدوري أبطال أوروبا، إلا ان تلك الاستراتيجية أثبتت فشلها بعد خروج مذل على يد أياكس أمستردام.

لكن الأمور تغيرت على مايبدو مع قدوم ساري، وتحوّل الهدف إلى بناء منظومة متكاملة قادرة على ترجمة كل طاقتها بشكل جماعي بالتكامل مع وجود كريستيانو على أرض الملعب وسعياً لتحقيق اللقب القاري، ولهذا الأمر كان التعاقد مع ارون رامزي، ادريان رابيو ودي ليخت حتى الآن ووسط حديث عن تعاقدات من العيار الثقيل قد تشمل البرازيلي نيمار والكولومبي جايمس رودريغيز.

في الحقيقة تبدو التعاقدات في يوفنتوس واضحة المعالم هذه المرة ، إذ لم يعد الفوز بلقب الدوري الايطالي هو الطموح لمسؤولي السيدة العجوز في ظل هيمنة واضحة على البطولة في السنوات الثماني الأخيرة، لذلك فإن الاستراتيجية ستكون مختلفة هذا الموسم وتحمل الكثير من الآفاق نحو تقديم فريق قوي قادر على انتزاع دوري أبطال أوروبا من براثن الكبار.

ولعل الكلام عن فتح قنوات تفاوض لضم لاعب باريس سان جيرمان البرازيلي نيمار، تحمل في طياتها الكثير وتؤشر بما لا يدع للشك مجالاً للتغيير الجذري في طريقة التفكير داخل مجتمع كرة القدم في ايطاليا بشكل عام وادارة اليوفي بشكل خاص، وهذا من شأنه أن يُعيد للدوري الإيطالي بريقه المفقود والذي بدأ يخطو اولى خطوات العودة منذ التعاقد مع البرتغالي رونالدو الصيف الماضي.

​​​​​​​

أضف الى ذلك ان صفقة انضمام الهولندي دي ليخت للسيدة العجوز تنّم عن تخطيط رائع لما يمكن ان يكون عليه الفريق في السنوات القادمة، خاصة عندما نعرف ان النادي وجد بديلاً لمدافعيه المخضرمين ​كيليني​ و​بونوتشي​، وهذا البديل لم يبلغ العشرين من عمره بعد مما يعني ان اللاعب قادر على اللعب نحو 13 عاماً على الاقل اذا ما سارت الامور على ما يرام في النادي الإيطالي.

يبقى القول ان الانظار ستكون متجهة هذه المرة الى المدرب ساري والتشكيلة التي سيعتمدها لخوض غمار هذا التحدي عله يستطيع مع نهاية الموسم المقبل ان يُشعل "سيجارة" أخرى تكون خير تعبير عن نشوة الفوز بلقب دوري أبطال اوروبا.