حققت الولايات المتحدة الأميركية لقب كأس العالم للسيدات بعد فوزها 2-0 على ​هولندا​ في المباراة النهائية التي استضافها بارك أولمبيك ليونيه في مدينة ليون الفرنسية.

المديرة الفنية لمنتخب الولايات المتحدة جيل إيليس لعبت المباراة بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع أليكس مورغان، ميغان رابينو وتوبين هيث في خط الهجوم بينما لعبت المديرة الفنية لمنتخب هولندا سارينا فيغمان بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع لينيس بيرنستين كرأس حربة صريح.

الشوط الأول:

الولايات المتحدة بدأت منذ البداية في السعي نحو فرض أسلوبها الهجومي في المباراة مع تركيز على التحرك في طرفي الملعب وتحديدا من الجهة اليسرى مع رابينو ومساندة من الظهيرة كريستال دين.

فيما سعت هولندا إلى الإنتشار الجيد في وسط الملعب واستيعاب هجمات الولايات المتحدة ثم محاولة بناء الهجمات المرتدة لكنها كانت خجولة للغاية في ذلك.

الولايات المتحدة مع تطبيق أسلوب الضغط الدفاعي العالي منع هولندا من التحرك براحة في وسط الملعب، وجعل نقلاتها للكرة بعيدة عن مناطق الولايات المتحدة الدفاعية، والتي استمرت بنسقها الهجومي العالي وعكس الكرات العرضية من طرفي الملعب لرأس الحربة النشطة أليكس مورغان، ليتحمل دفاع هولندا عبء المباراة وسط تألق واضح من حارسة مرمى هولندا فينيندال والتي صدت العديد من الكرات الخطرة.

لكن هولندا صمدت دفاعيا أمام المد الهجومي للولايات المتحدة لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي بين المنتخبين إنما بأفضلية واضحة للولايات المتحدة.

الشوط الثاني:

بين الشوطين، اضطرت مدربة الولايات المتحدة إلى القيام بتبديل اضطراري بخروج اللاعبة المصابة هارا ودخول ريغير مكانها في الجهة اليمنى، لكن الشوط الثاني بدأته الولايات المتحدة مثلما انهت الأول، هجمات من طرفي الملعب ومحاولة تركيز على اللعب في العمق الدفاعي لهولندا التي استمرت عاجزة عن بناء اللعب، والوصول إلى مرمى الولايات المتحدة التي نجحت بعد اللجوء إلى تقنية الفيديو من الحصول على ركلة جزاء عند الدقيقة 61، ترجمتها قائدة الفريق رابينو للهدف الأول.

بعد التقدم 1-0، حاولت هولندا إظهار ردة فعل سريعة لكن وسط الفريق لم يكن قادرا على فرض أسلوبه لتستمر الولايات المتحدة بنسقها الهجومي العالي ونجاح اللاعبة روز لافيل في تسجيل الهدف الثاني عند الدقيقة 69 والتقدم 2-0.

بعدها، حاولت مدرب هولندا القيام بشيئ ما من أجل تغيير شكل الفريق وتحسينه هجوميا مع دخول رورد ودي ساندين مكان ديكر ومارتينز والتحول إلى الرسم التكتيكي 3-4-3.

وعلى الرغم من التحسن من ناحية الإستحواذ وفي خط الوسط، لكن هولندا لم تنجح في اختراق التنظيم الدفاعي العالي للولايات المتحدة التي بقيت أيضا متحكمة بإيقاع اللعب ونجحت مع تبديلات موفقة من المدربة إيليس في تسيير المباراة وفق ما تريد والبقاء في الصورة الهجومية لتمر الدقائق دون أي شيئ يذكر وتنتهي المباراة بفوز الولايات المتحدة 2-0 وتتويجها باللقب العالمي الغالي.

ملاحظات عامة:

كانت المباراة ممتعة بشكل واضح ولم يظهر الفرق بأنها مباراة سيدات بل تميزت بإيقاع سريع وفرص هجومية عديدة خاصة من ناحية الولايات المتحدة وهذا ما صب في مصلحة المشاهدين الذي رأوا فعلا مباراة تليق بنهائي كأس عالم للسيدات وتعكس المستوى الجيد لهذه النسخة والتي كانت مختلفة تماما عن النسخ السابقة خاصة من جهة الأداء الفني للمنتخبات فرديا وجماعيا.

استحقت الولايات المتحدة التتويج حيث قدمت مباراة هجومية على مستوى عالي فكانت الأكثر استحواذا على الكرة والأكثر صناعة للعبة الهجومي وأضاعت العديد من الفرص الحقيقية للتسجيل والأهم بأنه كانت دائما مبادرة من الناحية الهجومية مع حسن انتشار في أرضية الملعب وصلابة دفاعية قوية للغاية خلقت نوعا من التوازن التام في أداء الفريق.

ما عاب هولندا خلال الدقائق التسعين من اللقاء هو غياب الشكل الهجومي الفعال حيث اكتفت باللعب الدفاعي وبدا منذ البداية بأنها خسرت معركة الوسط أو لم ترد حتى خوضها مع انكفاء للخلف وسعي دائم لتهدئة اللعب لكن التأخر 1-0 ثم تلقي هدف سريع ثاني جعل الأمور صعبة للغاية حتى أن تبديلات المدربة الهولندية وتغيير خطة اللعب لم تغير شيئا من الواقع بالنسبة للمنتخب الهولندي.