كان المنظر مأساوياً بالنسبة لعشرات الملايين من المصريين ممن انتظروا البطولة على أحر من الجمر علّها تجلب لهم فرحاً افتقدوه، ونصراً انتظروه ولقباً يزيل غيوم همومهم اليومية ويرسم مستقبلاً مشرقاً للعبة باتت هي اللغة الوحيدة التي تعبّر عن وجعهم، فإذا بها تكون هي وجعهم الأول.

قد تكون خسارة مصر أمام جنوب أفريقيا في ثمن نهائي ​كأس أمم أفريقيا​ التي تستضيفها على أرضها وبين جماهيرها، واحدة من أبرز الخيبات التي عصفت بالكرة المصرية في العقود الأخيرة لا بل ربما تكون الأقسى عطفاً على ما رافقها من أحداث وتطورات وصل صداها إلى مختلف أصقاع الأرض.

لا يمكن اعتبار استقالة ​الاتحاد المصري لكرة القدم​ برئاسة ​هاني ابو ريدة​ وإقالة الجهاز الفني لمنتخب الفراعنة بقيادة المكسيكي ​خافيير أغيري​ ردة فعل موازيه للفعل الأبرز ألا وهو الإخفاق الإفريقي، لأن القرارات الإدارية التي أعقبت الخروج المصري انتظرها الملايين من أبناء أرض الكنانة قبل فترة طويلة على انطلاق البطولة، لكن الاذان بقيت صماء وتم تجاهل كل الأصوات التي حددت مكامن الخلل في اتحاد الكرة وعدم قدرة اغيري الذي خلف هيكتور كوبر عقب مونديال 2018، على اجتراح المعجزات في بطولة تحبها مصر ويحبها الجمهور المصري.

يدرك المصريون جيدا ان خروج منتخب الفراعنة من كأس أمم افريقيا سيبقى وصمة عار في تاريخ الكرة المصرية بعد قضية التحرش التي اتهم بها اللاعب ​عمرو وردة​ وقيام عدد من اللاعبين وفي مقدمتهم مهاجم ليفربول الانكليزي محمد صلاح بالدفاع عنه ورفض قرار استبعاده من البطولة، وهو ما ترك الكثير من الأثر السلبي لدى الجماهير المصرية لدرجة دفعت البعض لاطلاق مسمى "منتخب المتحرشين" على المنتخب الحالي كتعبير عن رفضهم لهذا الانحدار الأخلاقي.

ومع ذلك ستبقى الجماهير المصرية مثالاً للأخلاق وهي أظهرت تلك الحقيقة من خلال رفضها لكل ما حدث، الا ان الواقع على ارض الملعب بات يحتاج الى الكثير من الحلول الجذرية وابعاد المجاملات والصراعات الداخلية بين الأندية عن القميص الأحمر وهو ما بدا واضحاً في الاختيارات الحالية التي ذهب ضحيتها الكثير من اللاعبين المميزين كانوا الأجدر بالتواجد في هذا المحفل الكبير.

وبموازاة ذلك فإن خروج ​المنتخب المغربي​ من الدور عينه على يد بينين بركلات الترجيح، جاء أيضاً وليد صراعات وخلافات ضربت اروقة اسود الأطلس انتهت باستبعاد عبدالرزاق حمدالله هداف الدوري السعودي برصيد 34 هدفاً بعد حملة من السخرية تعرض لها على يد زملائه.

منتخبان عربيان ودعا دور الستة عشر في ظروف غير طبيعية على الرغم من انهما يملكان العناصر القادرة على الذهاب بعيداً، ويبقى الامل بالجزائر وتونس من أجل تحقيق هذا الأمر، فالاولى عبرت الى ربع النهائي بفوز مستحق على غينيا، في حين ان نسور قرطاج سيلعبون اليوم أمام غانا من اجل تحقيق الهدف عينه.