تأهلت البيرو إلى المباراة النهائية من كأس ​كوبا أميركا​ لكرة القدم بعدما هزمت ال​تشيلي​ 3-0 في المباراة التي احتضنها ملعب أرينو دي غريميو في مدينة بورتو أليغري البرازيلية.

المدير الفني لمنتخب البيرو ​ريكاردو غاريكا​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع باولو غيريرو كرأس حربة صريح بينما لعب المدير الفني لمنتخب التشيلي رينالدو ريفيرا بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي فارغاس، سانشيز وفينزويلدا في خط الهجوم.

الشوط الأول:

المباراة بدأت بإيقاع سريع ونسق هجومي عالي حيث بدا عدم رغبة أي فريق في اللعب الدفاعي وهو ما ظهر من خلال الإندفاع للأمام ومحاولة السيطرة على خط وسط الملعب ليتبادل الفريقان الهجمات مع تركيز دائم على التحول السريع من منتصف الملعب نحو الثلث الأخير.

البيرو اعتمدت على مساندة كاريلو وفلوريس من طرفي الملعب ودخول كويفا بجانب غيريرو في العمق الهجومي أما التشيلي فهي حاولت التقدم عبر ثلاثي خط الوسط وتشكيل سداسي هجومي في منطقة عمليات البيرو لكن الأفضلية من ناحية الإستحواذ بدأت تميل لمصلحة البيرو التي حاولت التركيز على اللعب في طرفي الملعب أكثر ونجحت في تسجيل الهدف الأول عند الدقيقة 21 عبر فلوريس.

التشيلي حاولت إظهار ردة فعل سريعة ومهاجمة مناطق البيرة لكن الأخيرة كانت منظمة دفاعيا مع قدرة جيدة على لعب الهجمات العكسية والتي نجحت في تسجيل هدف ثاني منها عند الدقيقة 38 عبر يوتين الذي استغل خطأ فادح من حارس التشيلي أرياس. بعدها ضغط التشيليون أكثر وتقدم اللاعبون بشكل واضح للأمام من أجل تقليص الفارق لكن الإنضباط البيروفي في الشق الدفاعي استمر لينتهي الشوط الأول بتقدم للبيرو 2-0.

الشوط الثاني:

بين الشوطين، تحرك مدرب التشيلي وأدخل ساغالو مكان فوينزاليدا لتنشيط الجهة اليمنى هجوميا وبدأ الضغط التشيلي نحو مناطق البيرو فيما دخل غونزاليز مكان فلوريس المصاب بصفوف البيرو.

هجمات التشيلي تركزت في طرفي الملعب وتقدم الأظهرة لعكس الكرات العرضية مع مساندة من ثلاثي الوسط لكن البيرو كانت منضبطة دفاعيا بشكل كبير وفعلت الهجمات المرتدة لاستغلال المساحات في دفاعات التشيلي.

وفي ظل سيطرة واضحة للتشيلي وحصار للاعبي البيرو، بدا الإرتباك في إنهاء لاعبي التشيلي للكرات أمام المرمى مع غياب التنظيم في بناء اللعب الهجومي ومجرد كرات عرضية مقروءة لدفاع البيرو الذي أدخل مدربه اللاعب بولو مكان كاريلو لإعطاء نزعة دفاعية أكثر للجهة اليمنى.

ومع مرور الوقت، حاول التشيليون الضغط أكثر واصطدموا بجدار دفاعي قوي وحارس مرمى تعامل كما يجب مع الكرات نحو مرماه لينجح البيروفيين في استغلال الهجمات المرتدة والمساحات في الخلف عند التشيلي كما يجب وتسجيل هدف ثالث عند الدقيقة 90 كانت بمثابة التأكيد على وصول البيرو للنهائي الحلم أمام البرازيل.

ملاحظات عامة:

1. ظهر منتخب البيرو بشكل مرن للغاية من الناحية التكتيكية فهو ضغط في البداية وحاول التقدم في النتيجة وهذا ما حصل فعلا ثم أدار مدرب الفريق غاريكا اللقاء كما يريد إذ نظم صفوفه دفاعيا وضغط في وسط الملعب كما كان دائما نشطا في الهجمات المرتدة وهو ما سمح له دائما بكسر الإيقاع الهجومي للتشيلي وعدم السماح لها بمحاصرته في المناطق الخلفية لفترات طويلة ما عكس قراءة مميزة لمدرب البيرو.

2. عانى منتخب التشيلي كثيرا في بناء اللعب الهجومي من الخلف حيث افتقد على الفعالية وعنصر المفاجأة إذ كان لعبه تقليديا، تقدم لطرفي الملعب وعكس الكرات العرضية أو التسديد من بعد وهو أمر كان منتخب البيرو متحضرا له كما يجب ولم يرتكب طوال تسعين دقيقة أي هفوة فيما خص التغطية الجماعية والتمركز في الثلث الأخير من الملعب وهو أمر يحسب له بالطبع وللمدرب غاريكا الذي أكد تفوقه في كل الأمور على نظيره مدرب التشيلي.

3. يعتبر مركز حراسة المرمى أهم مركز في لعبة كرة القدم وهو كان الفيصل في المواجهة ورجح كفة البيرو على التشيلي إذ تألق حارس البيرو بيدرو غاليسي وقام بسبع تصديات منها عدة أهداف محققة وركلة جزاء بينما في المقابل بدا حارس التشيلي ​غابرييل أرياس​ بمستوى مهزوز وتسبب بشكل مباشر في تلقي الهدف الثاني بعد خروج غريب من مرماه وهو ما كان بمثابة ضربة قوية لحظوظ التشيلي في العودة بالنتيجة.