انتهى الدور الأول من كأس أمم أفريقيا 2019 والمقامة حاليا في مصر حيث تأهل 16 منتخبا إلى دور الستة عشر وودعت ثماني منتخبات البطولة من دورها الأول. وشهد هذه الدور مشاركة خمس منتخبات عربية تأهل منها أربع منتخبات أي بمعدل نجاح وصل إلى 80 بالمئة. دعونا الآن نتجول بين سطور المشاركة العربية في دور المجموعات وكيف كان أداء كل منتخب في مجموعته.

المجموعة الأولى:

ضمت منتخبات مصر، ​أوغندا​، ؤ وزيمبابوي حيث نجح المنتخب المصري المضيف في التأهل بصدارة المجموعة مع 3 انتصارات متتالية أي العلامة الكاملة.

وسجل المنتخب المصري خمسة أهداف فيما لم تهتز شباكه إطلاقا خلال مباريات الدور الأول وهو أمر يحسب للفريق المصري.

ولا يختلف اثنان بأن المصريين لم يظهروا بعد بالصورة المطلوبة حيث رغم الإنتصارات الثلاث لكن الفريق لم يقدم كرة قدم ممتعة ولم يظهر حتى الصلابة الدفاعية التي تعكسها نظافة شباكه في المباريات الثلاث بل يعود الفضل في ذلك لتألق حارس المرمى الشناوي ووقوف الحظ بجانب المنتخب المصري في عديد من المناسبات.

هذا لا ينف بأن المدرب أجيري ما زال أمامه فرصة لتحسين أداء الفريق بعد تجاوز ضغط البداية واللعب أمام الجماهير في ظل أداء جيد من الهجوم المصري بقيادة نجم الفريق محمد صلاح، حيث لدى المصريين كل الإمكانات للذهاب بعيدا في هذه البطولة والأهم هو الثقة التي كسبها والشخصية القوية التي فرضها أمام المنتخبات الثلاث التي واجهها والأهم بأنه ابتداء من دور الستة عشر، ستكون الأمور أكثر صعوبة وبالتالي المصريين بأسلوبهم الحالي المتحفظ، يحتاجون لإظهار المزيد إذا ما أرادوا الذهاب بعيدا في هذه البطولة.

​​​​​​​

المجموعة الثالثة:

ضمت منتخبات الجزائر، السنغال، كينيا وتنزانيا.

المنتخب الجزائري لم يخيب الظن إطلاقا في هذه البطولة حيث قدم بداية نارية محققا صدارة المجموعة برصيد 9 نقاط من 3 انتصارات والأهم أنه سجل 6 أهداف ولم تتلق شباكه أية هدف ما يعكس العمل الجيد لغاية الذي قام به المنتخب الجزائري. أكثر ما ميز الجزائريين في هذا الدور هو 3 أمور، أولها التفاهم الواضح بين نجوم الفريق خاصة المحترفين في أوروبا حيث بدا بأن الجميع يفضل العمل الجماعي على الفردي، وهنا يجب مدح عمل المدير الفني للفريق جمال بلماضي أما ثانيها فهي السرعة في اللعب والقدرة الدائمة على فرض أسلوبه في خط وسط الملعب، وثالث الأمور وآخرها هو الإنضباط الدفاعي العالي للفريق والذي نجح في الحفاظ على نظافة الشباك لثلاث مباريات متتالية مع تنظيم مميز وتقارب دائم بين اللاعبين في أرضية الملعب.

لكن الأهم الآن بالنسبة للجزائريين هو الإستمرار بنفس النسق الفني خاصة أنه أصبح الآن بعد الأداء الرفيع المستوى في هذه البطولة أبرز المرشحين للقب بعد هزيمته لمنتخب السنغال القوي وخطف صدارة المجموعة منه.

​​​​​​​

المجموعة الرابعة:

ضمت منتخبات المغرب، ساحل العاج، جنوب أفريقيا وناميبيا. المغرب لم تخيب الظن إطلاقا في الدور الاول وأثبتت بأنها لم تأت إطلاقا للنزهة في الأراضي المصرية، فحقق المركز الأول بتسع نقاط وبالعلامة الكاملة مسجلا 3 أهداف ومحافظا على نظافة شباكه فيها لتكون كل انتصاراته في المباريات الثلاث بنفس النتيجة 1-0.

ورغم أن المنتخب المغربي بالنظر إلى الأسماء التي يمتلكها، لم يقدم الاداء الهجومي المنتظر منه لكنه أظهر شيئا هاما للغاية ويمكن البناء عليه في الأدوار المتقدمة ألا وهي شخصية البطل.

فإذا ما نظرنا إلى المباريات الثلاثة التي خاضها الفريق، لم يكن المغربيون إلا هم المبادرين من الناحية الهجومية مع السيطرة في خط وسط الملعب، وقدرة تامة على تحييد مناطقه الدفاعية بتقارب واضح بين الخطوط الثلاثة وتحديدا خطي الدفاع والوسط .

وهو امر بلا شك يمكن البناء عليه خاصة أن الفريق قادر وبكل تأكيد على التحسن في الشق الهجومي، وإذا ما بقي الفريق بنفس الإنضباط التكتيكي فإن المغرب بلا شك قادرة على لعب دور كبير في هذه البطولة وحلم اللقب لن يكون بعيد المنال.

المجموعة الخامسة:

ضمت منتخبات مالي، تونس، أنغولا و​موريتانيا​. تصدرت مالي هذه المجموعة برصيد 7 نقاط بينما حل المنتخب التونسي برصيد 3 نقاط من 3 تعادلات مقابل نقطتين لأنغولا وموريتانيا التي حلت رابعة وفشلت في التأهل للدور الثاني.

المنتخب العربي الأول في هذه المجموعة تونس، لم يقدم الكثير في الدور الأول وهو رغم تأهله لكنه خيب آمال محبيه إذ لم يحقق أي فوز، واكتفى بثلاث تعادلات وسجل فقط هدفين وتلقى مثلهما حيث عانى الفريق من فرض أسلوبه ولم يجد السبل الهجومية اللازمة من أجل الوصول لشباك المنافس.

وبالطبع بظل هذا المستوى المتواضع فإن المنتخب التونسي هو أضعف الفرق العربية المتأهلة إلى الدور الثاني ولا يمكن وضع الكثير من الآمال عليه.

أما منتخب موريتانيا فهو قدم ما يستطيع في هذه المجموعة وكان منافسا صعبا لكن كما يقول المثل " العين بصيرة واليد قصيرة " فبالإمكانات الفنية المتواضع لديه، نجح في فرض نفسه وحقق تعادلين، ليكون بعيدا عن التأهل بفارق نقطة يتيمة فقط. وهو لو حسن نوعا ما من أداءه الدفاعي خاصة أمام مالي، ونجح في خطف تعادل لكان قادرا ربما على التأهل سواء في المركز الثاني أو كافضل ثالث لكن هذا لم يحصل وودع الموريتانيون المسابقة من بابها الضيق إنما بشكل مشرف.