انتهى الموسم الكروي في فرنسا بتتويج ​باريس سان جيرمان​ بطلا لليغ 1 موسم 2018-2019 من دون أي صعوبة تذكر.

لكن هذا لم يمنع من وجود الإثارة والأحداث العديدة في هذا الموسم الكروي الفرنسي الذي حفل بالكثير من الأمور التي لا بد من التوقف عندها لا سيما في صراع المراكز الأوروبية وتجنب شبح الهبوط إلى الدرجة الثانية والتي سنتعرف عليها وعلى الشكل النهائي لجدول الترتيب في هذا التقرير.

لا جديد يذكر ولا قديم يعاد، باريس سان جيرمان بطلا لفرنسا

لم يجد باريس سان جيرمان، أية صعوبة تذكر، في حصد اللقب لمرة جديدة حيث بدا منذ بداية الموسم أنه يلعب الدوري وكأنه في كوكب آخر بسبب فارق الإمكانات الواضحة بينه وبين الفرق وتخمة النجوم التي يمتلكها ما جعله كما العادة صاحب خط الهجوم الأقوى، ليس في فرنسا وحسب، بل في أوروبا مع معدل تهديفي وصل إلى 2.76 هدف في المباراة الواحدة بجانب خط دفاع جيد للغاية كان الثاني من ناحية الصلابة بين فرق الدوري وهو ما جعل الفريق ينهي الموسم ب29 انتصارا وحصد 91 نقطة لينهي الدوري بفارق 16 نقطة عن أقرب ملاحقيه ليل.

ليل وصيفا و​أولمبيك ليون​ ثالثا، ومعركة قوية شهدتها مراكز اليوروبا ليغ

قدم ليل مع المدرب كريستوف غالتييه أداءا جيدا للغاية، حيث احتل المركز الثاني في البطولة برصيد 75 نقطة مع توازن كبير بين الدفاع والهجوم مع شخصية متوازنة كانت قادرة دائما على فرض أسلوبها وتجاوز الخصوم الواحد تلو الآخر.

والأهم هو عدم هبوط مستوى الفريق والإستمرار بنفس المستوى ليستحق في النهاية مركز الوصافة ويضمن مركزا في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

المركز الثالث، كان من نصيب أولمبيك ليون والذي كان ثالثا برصيد 72 نقطة وهو أيضا قدم برفقة المدرب برونو جينيسيو أداءا أكثر من مميز خاصة من الناحية الهجومية، مع أسلوب هجومي فعال وشخصية طبعت أداء الفريق مع اللعب المفتوح والإندفاع الدائم للأمام وهو ما كلفه تلقي الكثير من الأهداف أي 47 هدفا على مدار الموسم.

وهذه كانت نقطة ضعف واضحة للفريق منعته من حصد نقاط أكبر إذ لم ينجح جينيسيو على مدار الموسم في تحسين الاداء الدفاعي أبدا لكن الفريق لم يكن مهددا بفقدان المركز الثالث إذ أن صاحب المركز الرابع سانت إيتيان أنهى الموسم في المركز الرابع برصيد 66 نقطة، ولم تكن لديه القدرة على التقدم أكثر في سلم الترتيب لكنه حقق الأهم بالبقاء أمام أولمبيك مارسيليا الذي كان خامسا برصيد 61 نقطة، وهو عانى بشكل واضح من مشاكل دفاعية كبيرة فكان خط دفاعه سابع أضعف خط دفاع في الدوري ما كلفه خسارة نقاط كثيرة، دمرت بشكل كامل حلمه في المنافسة على المركز الثالث ولعب مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

كما يجب الإشادة بشكل كبير بالثلاثي ​مونبيلييه​، نيس وريم الذين قدموا موسما مميزا وفقا لإمكاناتهم خاصة مونبيلييه صاحب الأداء الهجومي القوي والذي أنهى الموسم في المركز السادس برصيد 59 نقطة وهو لولا قلة الخبرة في آخر الخطوات، لكان قادرا على تحقيق مركز أفضل من ذلك.

المنطقة الدافئة في فرنسا شهدت وجود 6 فرق هذا الموسم

شهدت هذه المنطقة تواجد ستة فرق قدمت مرحلة ذهاب جيدة للغاية ما جعلها تدخل مرحلة الإياب دون أي ضغوطات خاصة فرق أنجيه، نانت وستراسبورغ التي بدت في موقف مريح بعيدا عن حسابات الهبوط وفي ظل عدم القدرة على أخذ خطوة إضافية نحو المنافسة على البطاقات الأوروبية لكن ستراسبورغ وبعدما أحرز لقب الكوب دي ليغ، نجح في حصد بطاقة أوروبية وتأهل إلى اليوروبا ليغ في مكافأة على الأداء المميز الذي قدمه الفريق هذا الموسم نظرا للإمكانات الفنية التي يمتلكها الفريق والتي يمكن وصفها بالأقل من عادية على الصعيد الفردي لكنه عوضها بعمل جماعي وتكتيكي رائعين.

أما فرق رين، نيم وبوردو فهي كانت تمني النفس بتحقيق الأفضل وخطف بطاقة أوروبية لكنها افتقدت للثبات في المستوى خلال فترة الموسم الطويلة غير أن رين كان أكبر المستفيدين إذ كان فوزه بلقب كأس فرنسا على حساب باريس سان جيرمان كافيا له من أجل التأهل وبشكل مباشر إلى اليوروبا ليغ رغم إنهائه الموسم في المركز العاشر برصيد 52 نقطة.

صراع شرس على تجنب الهبوط وكان وغانغان دفعا الثمن غاليا في النهاية

كانت معركة الهبوط حامية طوال فترات الموسم ولم تحسم الصورة نهائيا فيما خص هوية الفرق الهابطة إلا للجولات الأخيرة إذ شهدت تواجد ستة فرق هي أميان، تولوز، موناكو، ديجون، كان وغانغان لينتهي الموسم بهبوط كان وغانغان فيما خاض ديجون ملحقا فاصلا بمواجهة ثالث الليغ 2 لنس، لكنه نجح في حسم الأمور بعد ذلك وضمان البقاء في الليغ 1.

بعد احتلاله المركز الثامن عشر لكنه نجح في تجاوزه والبقاء لموسم جديد ضمن أندية الليغ 1.

غانغان اكتفى بحصد 27 نقطة وكان أضعف خط دفاع وهجوم في البطولة ما جعل هبوطه أمرا مستحقا أما كان فهو كافح حتى الرمق الأخير لكنه تخلف عن ديجون بفارق نقطة يتيمة، لكنها كانت كافية من أجل إرساله إلى الليغ 2.

وعانى موناكو الأمرين هذا الموسم مع سلسلة نتائج مخية للآمال ولولا حنكة مدربه الجديد القديم جارديم في آخر المراحل، لكان الفريق الآن يتحضر لخوض الليغ 2 إذ نجا من الهبوط بفارق ثلاث نقاط فقط.