كان ملفتا في هذه النسخة من كوبا أميركا والمقامة حاليا في البرازيل مشاركة حامل لقب كأس آسيا منتخب قطر ووصيفه منتخب ​اليابان​ وذلك لأول مرة في تاريخ هذه المسابقة. وعلى الرغم من خروج كلا المنتخبين من الدور الأول للبطولة لكن هذا لا يعكس المستوى الجيد الذي قدمه كلا المنتخبين في الدور الأول حيث استحقا الإحترام والثناء عليهما.

دعونا الآن نتجول بين سطور المشاركتين القطرية واليابانية في الملاعب البرازيلية.

منتخب قطر

حصد نقطة واحدة من تعادل وحيد أمام ال​باراغواي​ ثم خسارة من كلا منتخبي ​كولومبيا​ والأرجنتين. المنتخب القطري سجل في ثلاث مباريات هدفين وتلقت شباكه خمس مرات. ويمكن القول بأن المنتخب القطري دفع ثمن قلة خبرته والأهم الإحترام الزائد للمنتخبات خاصة في المواجهة أمام منتخب كولومبيا التي خسرها 1-0 في آخر دقائق المباراة. وتحت قيادة المدرب فيليكس سانشيز، حاول المنتخب القطري عدم الركون للدفاع بل اعتماد طريقة لعب عصرية قوامها الضغط في وسط الملعب والسرعة في التحول من الدفاع إلى الهجوم مع مهاجم من طراز رفيع هو المعز علي.

ومع استضافة قطر لكأس العالم عام 2022، كان الهدف من هذه البطولة هو أن يتعود اللاعبون أكثر على خوض مباريات مع فرق عالمية خاصة أن الفريق يعتبر شابا ويتم تحضيره من أجل الظهور بأفضل طريقة ممكنة لكأس العالم لكن وبكل صراحة يجب القول بأنه كان بالإمكان أكثر مما كان فأمام الباراغواي، دفع الفريق ثمن أخطاء دفاعيه ساذجة وتأخر بهدفين لكنه أظهر شخصية قوية وعاد وتعادل 2-2 وأضاع عدة فرص بعدها ولو فاز المنتخب في أول مباراة له لكان مشواره في البطولة قد تغير كليا كما أن تلقي هدف مبكر في مباراة الأرجنتين غير من سيناريو المباراة كليا ليصبح من الصعب العودة في النتيجة رغم أنه كان ندا قويا لرفاق ميسي ولم يظهر أبدا بصورة المستسلم.

لكن في الخلاصة فإن الهدف الأساس من هذه المشاركة هي كسب الخبرة وهذا ما تحقق بالفعل لمنتخب قطر الذي أمامه مسار كبير للتطور وهو قادر بكل تأكيد على القيام بذلك.

منتخب اليابان

حقق المنتخب الياباني المركز الثالث في المجموعة التي ضمته إلى جانب منتخبات الأوروغواي، ​تشيلي​ والإكوادور إذ حصد نقطتين من تعادلين وخسارة ليودع الدور الأول ويفشل في خطف أفضل مركز ثالث بفارق الأهداف فقط عن البارغواي.

ودخل المنتخب الياباني البطولة بعناصر شابة من منتخب تحت 23 سنة وذلك من أجل تحضيرها كما يجب لبطولة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة اليابانية طوكيو العام المقبل.

ورغم الخسارة القاسية في أول ظهور بالبطولة أمام تشيلي 0-4، لكن أداء المنتخب الياباني تحسن كثيرا في المواجهة الثانية أمام أوروجواي. واستطاعت اليابان، الخروج بتعادل 2-2 أمام أوروغواي، لتدخل الجولة الأخيرة بحظوظ جيدة للتأهل حيث كان يكفيها الفوز على الإكوادور بأي نتيجة، لكنها أخفقت بذلك وتعادلت 1-1.

وظهر المنتخب الياباني بشكل جيد هجوميا وكان قادرا على خلق العديد من الفرص لكنه عانى في منطقة وسط الملعب وتحديدا في مسألة الرجوع الدفاعي عند خسارة الكرة ما تسبب باهتزاز الشباب سبع مرات في ثلاث مباريات وهو أمر يحتاج أن يحسنه الفريق بلا شك.

​​​​​​​

كما دفع المنتخب الياباني ثمن قلة خبرة لاعبيه وهذا أمر طبيعي نظرا لمعدل السن الصغير للفريق لكن التخطيط الجيد كما عودنا اليابانيون دائما فهم ملوك التخطيط البعيد المدى حيث أنهم قد كسبوا الخبرات من هذه البطولة وسيكون منتخبهم الشاب متأملا بحصد ذهبية الأولمبياد لكن الأهم هو بناء منتخب شاب يطمح للمنافسة بقوة خلال الأعوام القادمة.