على الرغم من ان الساحة الكروية منشغلة هذه الأيام بالعديد من المسابقات الكروية ومنها كوبا أميركا وكأس العالم للسيدات وكأس أمم افريقيا التي تنطلق اليوم في القاهرة، إلا ان خبر إمكانية عودة اللاعب ​نيمار​ إلى ناديه السابق برشلونة بعد عامين قضاهما في ​باريس سان جيرمان​، استحوذ على كل الإهتمام، خاصة بعد أن أعلن البرازيلي صراحة رفضه البقاء في النادي الباريسي.

ربما ليست هي المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن عودة نيمار الى النادي الكاتالوني، لكن ما هو مختلف هذه المرة، كان خروج جميع الأطراف عن صمتها حيال تلك الصفقة مما يعني نتيجة واحدة ألا وهي انتهاء "شهر العسل" بين اللاعب وباريس سان جيرمان بعد عامين من صفقة مثيرة للجدل أفضت لانتقال اللاعب من برشلونة مقابل 222 مليون يورو.

من الواضح ان نيمار هو الوحيد الذي يعبث بتاريخه، فاللاعب البرازيلي الذي خرج من برشلونة قبل عامين بحجة عدم الرغبة بالبقاء تحت "ظل" ليونيل ميسي، ها هو اليوم يرسل رسائل في كل الاتجاهات من أجل إعادة عقارب الساعة عامين إلى الوراء والعودة إلى ظل النجم الأرجنتيني وكأن شيئاً لم يكن، لا بل ان اللاعب البرازيلي بدأ يتصرف وكأن الصفقة قد تمت بعدما بدأ الحديث عن مكان السكن وأمور أخرى.

ورغم الطعنة التي وجهها نيمار إلى كل برشلوني في العالم بمختلف انتماءاته، الا ان نبأ رغبته بالعودة حمل الترحيب من جانب لاعبي الفريق الكاتالوني وفي مقدمتهم النجم ليونيل ميسي، في حين دفع "تمرده" رئيس نادي باريس سان جيرمان ​ناصر الخليفي​ لوضع سعر خيالي يقارب الـ300 مليون يورو من أجل التنازل عنه إلى ناديه القديم.

ومما لا شك فيه ان عودة نيمار الى برشلونة لن تكون بالأمر السهل على الإطلاق لأنه وبغض النظر عن الرقم الفلكي الذي وضعه رئيس باريس سان جيرمان، الا ان قدوم البرازيلي الى البارشا سيغير الكثير من الأمور الفنية والاستراتيجيات التي كانت موضوعة من اجل بدء الاستعداد للموسم الجديد، وسيدفع ببرشلونة للاستغناء عن لاعبين من أجل تمويل الصفقة وهذا يعني إيجاد البدلاء لهما.

قبل عامين من الآن ربما كان مفعول خروج نيمار من برشلونة أشد وطأة، إلا ان النادي الكاتالوني استطاع تجاوز الأمر وبقي بطلاً للدوري الإسباني ، في حين ان قدومه الى باريس سان جيرمان لم يحقق الهدف المنشود وهو الفوز بدوري أبطال أوروبا في الوقت الذي كان فيه النادي الباريسي يحقق الألقاب المحلية بدون وجود اللاعب البرازيلي، لذلك فإن تأثير نيمار سواء سلباً على برشلونة او إيجاباً على باريس سان جيرمان لم يتحقق على الإطلاق.

​​​​​​​

هما عامان ضائعان من عمر نيمار إنشغل فيهما بافتعال التوترات مع كافاني ثم الرد على مستواه المخيب وادعاء التمثيل في مونديال 2018 وكذلك الاصابات المتكررة وليس آخراً تقليده السنوي بحضور عيد ميلاد شقيقته، لذلك يستحسن بالنجم البرازيلي ان يكون مدركاً هذه المرة لما يريده حتى لا يصبح من صفحات التاريخ.