كشف وليام ​بوردون​ محامي ​ميشال بلاتيني​ بعد خروجه من السجن أنه تم الإفراج عن موكله دون أن توجه إليه أي تهم، مضيفا أنه كان "هناك الكثير من الضوضاء حول لا شيء"، موضحا أن "المحققين أرادوا لأسباب تقنية، تقنية حصرا، أن تسمع آراء الناس (بلاتيني) حتى لا يكتفوا بالتشاور مع بعضهم البعض"، مذكرا أنه تم الاستماع الى موكله في جلسة علنية كشاهد "قبل 18 شهرا".

وخلص بوردون الى القول "نحن، الاثنان على حد سواء، هادئان وواثقان بالنسبة للمستقبل".

وكان موقع "ميديابارت" الفرنسي أول من كشف عن التوقيف الاحتياطي لبلاتيني، ثم أكد مصدر مقرب من التحقيق لوكالة فرانس برس ما نشره الموقع بشأن الاستماع لنجم يوفنتوس الإيطالي السابق، مضيفا انه تم الاستماع أيضا بصفة شاهد حر الى كلود غيان، الأمين العام لقصر الاليزيه في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، من قبل محققي مكتب مكافحة الفساد التابع للشرطة القضائية في نانتير.

كما تم توقيف المستشارة السابقة لساركوزي لشؤون الرياضة صوفي ديون، التي حضرت مع بلاتيني وغيان عشاء جدليا عام 2010 في قصر الاليزيه بحسب صحيفة "لوموند"، وتم إخلاء سبيل وغيان أيضا.

ووفقا لمحامي غيان، فيليب بوشيه الغوزي، فإن المحققين طرحوا عددا من الأسئلة على موكله "لمعرفة ما رآه، وما كان يعرفه عن المنظمة (فيفا)، وليس فقط عن منح كأس العالم 2018 لروسيا و2022 لقطر، لكن أيضا عن تنظيم كأس أوروبا 2016 في فرنسا".

وكشف الغوزي أن غيان أجاب بأنه لا يعلم "على حد معرفته بوجود عناصر يمكن وصفها بأنها تثير شبهات فساد".

وكانت النيابة العامة المالية فتحت في 2016 تحقيقا أوليا حول "فساد خاص" و"تآمر جنائي" و"استغلال نفوذ واخفاء استغلال نفوذ" حول منح روسيا وقطر حق استضافة مونديالي 2018 و2022، وتم الاستماع الى بلاتيني كشاهد في كانون الاول 2017.

وأوقف بلاتيني عن ممارسة أي نشاط كروي لثمانية أعوام في منتصف كانون الأول 2015، قلصتها محكمة التحكيم الرياضي إلى أربع سنوات في العام التالي، لقبوله دفعة مشبوهة عام 2011 بقيمة 1,8 مليون يورو عن عمل استشاري قام به للرئيس السابق للاتحاد الدولي السويسري جوزيف ​بلاتر​ عام 2002، لم يكن مرتبطا بعقد مكتوب.

كما أوقف بلاتر الذي أجبر على ترك منصبه في حزيران/يونيو 2015 بعد تبوئه في 1998، اثر تحقيق قضائي أميركي حول فساد هز كيان المنظمة الدولية لثمانية أعوام خفضت بعدها الى ستة.

- "اجتماع سري" -

وكان بلاتر قد كرر في آذار الماضي تأكيده أن منح قطر تنظيم مونديال 2022 تم بعد تدخل من جانب ساركوزي لدى بلاتيني.

وألقى بلاتر باللوم على بلاتيني لعرقلة اتفاق يمنح الولايات المتحدة حق استضافة مونديال 2022، ونقل في مقابلة مع "فاينانشال تايمز" في 2015 عن بلاتيني قوله عشية التصويت "لم أعد معك في الصورة لأن رئيس الدولة أبلغني بأخذ وضع فرنسا في عين الاعتبار".

وفي اليوم عينه، الثاني من كانون الأول 2010، تم اسناد تنظيم مونديال 2018 الى روسيا فيما خرجت إنكلترا من دورة التصويت الأولى وسط دهشة الجميع، بينما فازت قطر في الدورة الأخيرة على الولايات المتحدة (14-8) لتنظيم مونديال 2022.

وخضع ملفا مونديالي 2018 و2022 لتحقيق داخلي في فيفا نجم عنه ما يعرف بـ"تقرير (المحقق الاميركي) غارسيا" الذي خلص الى عدم وجود أدلة حول أي سلوك خاطئ للحملتين، مع اشارته لعدم تلبيتهما بعض المعايير.

وما يهم القضاء الفرنسي بشكل خاص هو "اجتماع سري" عقد في 23 تشرين الثاني 2010 بين ساركوزي والشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد قطر آنذاك وبلاتيني وسيباستيان بازان، ممثل "كولوني كابيتال" المالكة حينها لباريس سان جرمان الذي كان يمر بأزمة مالية صعبة.

وادعت مجلة "فرانس فوتبول" في تحقيق نشرته عام 2013 تحت عنوان "قطر غايت" أن ساركوزي اقنع بلاتيني بالتصويت لمصلحة قطر لأسباب "جيوسياسية".

وفي 2014 نفى بلاتيني ما يقال عن اجتماعه بساركوزي على طاولة العشاء للاتفاق على دعم ملف قطر، لكنه أكد أن تمنيات الرئيس الفرنسي حينها كانت واضحة في العشاء "تلقيت اتصالا من رئيس الجمهورية الفرنسية التي هي بلدي كما يعلم الجميع"، مؤكدا أنه "فوجئ" بوجود الشخ تميم ورئيس الوزراء القطري.

وواصل "تناولنا العشاء معا لكن كما أشرت سابقا لم يعلمني أحد بأن القطريين سيتواجدون هناك وأشدد على ان الرئيس ساركوزي لم يطلب مني التصويت لقطر لكي تستضيف مونديال 2022، إن كان قبل، خلال، أو بعد ذلك الاجتماع".

لكن بلاتيني أقر بأنه كان يعلم ما يريده ساركوزي من ذلك الاجتماع، مضيفا "أدركت من تلقاء نفسي بأن ساركوزي كان مهتما بأن تحصل قطر على استضافة كأس العالم. لكنه لم يتقدم بأي طلب مني".