طويت صفحة ​الدوري الإماراتي​ لموسم 2018-2019 حيث شهدت الملاعب الإماراتية منافسات قوية على أكثر من جبهة استمرت حتى الأمتار الأخيرة من الموسم ما انعكس على مستوى الدوري بشكل عام وعلى الحضور الجماهيري الذي زاد بازدياد المنافسة وهو ما ترك أثرا إيجابيا على الكرة الإماراتية بشكل عام وجذب أنظار الكثيرين من محبي الكرة العربية. دعونا الآن في هذا التقرير نتعرف على أبرز ما حملته جولات الدوري الإماراتي لهذا الموسم.

الشارقة​ بطلا للدوري عن جدارة واستحقاق

حسم الشارقة لقب الدوري عن جدارة واستحقاق بعدما قدم موسما مثاليا وتصدر الدوري منذ بدايته وحتى نهايته. ولم يكن الفريق مع بداية الدوري مرشحا للمنافسة لكنه أظهر قوة كبيرة مع لمسة واضحة لمدربه عبد العزيز العنبري الذي عرف كيف يبني فريقا قويا مع صلابة دفاعية كبيرة فكان صاحب خط الدفاع الأقوى في البطولة وتزامن هذا مع خط هجوم جيد للغاية ليعطي الفريق توازنا كبيرا وانضباطا تكتيكيا عاليا ليحقق اللقب بفارق ست نقاط عن أقرب منافسيه ​شباب الأهلي دبي​ والذي لم يكن أبدا منافسا شرسا في معظم الأوقات بل كان الشارقة مرتاحا للغاية في صراع اللقب لكن شباب الأهلي نجح بخطف مركز الوصافة وهو أمر جيد للفريق الذي ضمن بذلك المشاركة في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل.

منافسة محتدمة على المراكز الأسيوية

المنافسة القوية دارت على المركزين الثالث والرابع بين ثلاثة فرق هي ​العين​، ​الوحدة​ و​الجزيرة​. الجزيرة كان أكبر الخاسرين في هذا الصراع حيث بدا قريبا من المركز الثالث وحتى الثاني خلال فترات طويلة من الموسم مع أداء هجومي كان الأفضل طوال الموسم هجوميا لكنه دفع غاليا ثمن التراجع في آخر المراحل وتراجع للمركز الخامس مع 45 نقطة لم تكن كافية للتأهل لدوري أبطال آسيا إذ تأخر بفارق نقطة واحدة عن العين الثالث والوحدة الرابع برصيد 46 نقطة لكليهما.

العين ورغم التراجع الكبير الذي حصل هذا الموسم ورحيل المدرب الكرواتي ​زوران ماميتش​ وحلول الإسباني ​خوان كارلوس غاريدو​ مكانه لكن الفريق خرج بأقل الأضرار من الموسم فتأهل لدوري الأبطال متجاوزا كبوة عدم المنافسة على اللقب حيث عانى الفريق بشكل كبير في الشق الهجومي مع معدل تهديفي ضعيف نسبة لإمكانات الفريق الهجومية وكان أضعف خط هجوم بين أول ست فرق في الدوري.

مفاجأة الموسم المميزة كانت فريق الوحدة الذي عرف مع المدرب الهولندي ​تين هين كات​ كيف يتطور مع الفريق ليصل لقمة مستواه في نهاية الموسم ويحصد المركز الرابع عن جدارة بعدما أظهر أداءا مميزا مع كرة قدم هجومية رفيعة المستوى فكان خط الهجوم الأقوى بعد الجزيرة مع سلاسة في الوصول لمرمى الخصم وهذا كان كفيلا بتجاوز الجزيرة في آخر مرحلة من الدوري واحتلال المركز الرابع الهام آسيويا.

فرق الوسط لعب القسم الثاني من دون ضغوطات

شهدت منطقة الوسط وجود خمس فرق قدمت بعضها على مدار الموسم كرة قدم جيدة وفقا للإمكانات المتاحة بينما كان البعض الآخر مخيبا للآمال في الطريقة التي ظهر بها هذا الموسم. ويمكن تقسيم هذه الفرق الخمسة إلى قسمين: أصحاب المراكز ستة، سبعة وعشرة أي بني ياس، عجمان والظفرة التي نسبة إلى ميزانياتها قبل بداية الموسم والمشاكل التي عانت منها، يمكن القول إنها قدمت موسما مقبولا خاصة بين ياس الذي احتل المركز الخامس مع أداء جيد للغاية فاق التوقعات وهو كان بعيدا عن المعركة الأسيوية بخمس نقاط فقط مع نهاية الدوري مع توازن كبير بين الأداء الدفاعي والأداء الهجومي. مفاجأة الموسم السلبية كانت فريقي النصر والوصل، فالنصر خيب الآمال في هذا الموسم واكتفى بحصد 36 نقطة من أصل 78 ممكنة مع أداء باهت وافتقاد الفريق للأنياب الهجومي خلال معظم مبارياته. أما الوصل فهو كان في المركز التاسع مع 34 نقطة وأداء دفاعي كارثي جعله ثالث أسوأ خط دفاع في الدوري بعكس الموسم الماضي الذي نجح فيه في احتلال مركز أسيوي لكن الفريق تراجع هذا الموسم بشكل كبير.

الفجيرة​ نجا من مقصلة الهبوط بآخر جولة والإمارات ودبا الفجيرة ودعا الدوري

نأتي الآن إلى معركة الهبوط والتي شهدت فعليا وجود أربعة فرق بها هي إتحاد كلباء، الإمارات، الفجيرة ودبا الفجيرة. إتحاد كلباء نجح في تدارك الوضع في الثلث الأخير من الموسم وحسم مسألة بقائه قبل النهاية بجولات قليلة مع حصد نقاط هامة ليبقى الصراع الشرس بين ثلاثة فرق هي الفجيرة، الإمارات ودبا الفجيرة حيث كان الصراع على أشده ولم يحسم إلا في الجولة الأخيرة من عمر الدوري.

الفجيرة نجح في تحقيق انتصارات هامة نهاية الدوري كانت كفيلة للوصول إلى النقطة 21 مقابل تجمد رصيد الإمارات عند 18 نقطة ودبا الفجيرة عند 17 نقطة.

وحاول دبا الفجيرة قد الإستطاعة النجاة من شبح الهبوط لكن ضعف خط دفاعه كانت المشكلة الكبرى له بجانب عدم القدرة على حسم الأمور في المواجهات المباشرة بينه وبين منافسيه أما الإمارات فهو دفع غاليا ثمن الإصابات التي أصابت الفريق بجانب الشخصية الضعيفة وعدم امتلاك الفريق لقائد حقيقي قادر على قيادة الفريق من داخل الملعب وهذا ما ظهر بشكل واضح في آخر 3 جولات من عمر الدوري حيث كانت هذه الجولات بمثابة الشعرة التي قسمت ظهر البعير بالنسبة للفريق.