قاد الحكم الدولي السلوفيني دامير سكومينا المباراة النهائية ل​دوري أبطال أوروبا​ لكرة القدم بين ليفربول و​توتنهام​ والتي انتهت لمصلحة الأول بعد فوزه 2-0. وكان هذا النهائي هو الثالث للحكم السلوفيني البالغ من العمر 43 عاما بعدما كان قد قاد عام 2017 نهائي الدوري الأوروبي بين مانشستر يونايتد و​أياكس أمستردام​ وقبلها عام 2012 نهائي كأس السوبر الأوروبي بين ​تشيلسي​ و​أتلتيكو مدريد​.

كما تعد هذه المباراة النهائية هي الأولى في تاريخ المباريات النهائية بدوري أبطال أوروبا والتي شهدت وجود تقنية الفيديو حيث كانت موجودة من أجل مساعدة سكومينا في اتخاذ القرارات الهامة والمصيرية في اللقاء.

ثقة وشخصية هادئة

كعادته، ظهر الحكم السلوفيني بشكل هادئ وبتركيز عالي وهو أهم شيئ يميزه إذ رغم قيادة مباراة نهائية أمام ملايين العالم، لم يبد سكومينا مرتبكا واستغل خبرته الكبيرة كحكم في تهدئة إيقاع اللعب وعدم الإنجرار نحو العصبية ومنح البطاقات الملونة دون أي معنى بجانب لياقة بدنية جيدة للغاية وقراءة للعب سمحت له بأن يتواجد في معظم الحالات بمكان مناسب مع زاوية رؤية واضحة تسمح له اتخاذ القرارات الصحيحة.

مباراة هادئة خالية من التشنجات

بدا بأن الفريقين يريدان لعب كرة القدم وليس أي شيئ آخر وهو ما انعكس بقلة المخالفات المحتسبة حيث يمكن القول بأن هذا هو رقم من النادر رؤيته في مباراة نهائية على مستوى عالي إذ لم يحتسب سكومينا إلا 11 مخالفة بينها ركلة جزاء سنتطرق إليها بالطبع لاحقا لكن هذا يدل على إيقاع اللعب السريع وعدم رغبة أي فريق في استخدام المخالفات من أجل كسر إيقاع لعب الفريق المنافس بمعدل مخالفة كل 8 دقائق بجانب عدم إظهار سكومينا لأية بطاقة ملونة لا صفراء ولا حمراء طوال الدقائق التسعين وهو أمر يحسب بالطبع للحكم السلوفيني الذي نجح في عكس شخصيته الهادئة على مجريات اللقاء وتعامل بحكمة وهدوء لافتين مع أي مخالفة فيها بعض الخشونة عبر تهدئة اللاعبين واستيعابهم بالإنذار الشفهي.

نجاح في معظم القرارات المصيرية وجرأة في احتساب ركلة جزاء مبكرة

نجح دامير سكومينا في الإعلان عن ركلة جزاء بشكل سريع بعد لمسة يد على سيسوكو بعد حوالي 24 ثانية من بداية اللقاء مع موقف مثالي وتركيز عالي حيث دخل في جو اللقاء بشكل سريع وكان جاهزا من الثانية الأولى لاتخاذ أي قرار وهو ما يحسب له بالطبع مع الإشارة إلى صحة هذه الركلة حيث كانت يد سيسوكو غير طبيعية والمسافة بعيدة نوعا ما حيث دفع سيسوكو ثمن ذراعه الممدودة ليتم معاقبته بركلة جزاء صحيحة.

تمت عرقلة داني روز على حدود منطقة الجزاء ومنح سكومينا توتنهام مخالفة خارج المنطقة حيث طالب لاعبو الفريق اللندني باحتساب المخالفة داخل المنطقة أي ركلة جزاء لكن الإعادة أثبتت صحة قرار سكومينا حيث كانت المخالفة بالفعل خارج خط المنطقة.

طالب هاري كين بركلة جزاء بعد التحام بدني مع أحد مدافعي ليفربول قبيل نهاية المباراة لكن سكومينا أمر بمواصلة اللعب وكان قراره صحيحا حيث الإحتكاك البدني الذي حصل بين اللاعبين موجود لكنه احتكاك عادي ولا يرقى أبدا لركلة جزاء ولم ينفع مبالغة كين في السقوط من أجل خداع الحكم الذي كان أيضا ولمرة جديدة بتمركز مثالي وقريب من الحالة ما أعطاه مجالا لاتخاذ القرار الصحيح.

لم يكن سكومينا موفقا باحتساب لمسة يد على سون لاعب توتنهام في آخر دقائق المباراة منعه من خلالها في بناء هجمة خطرة حيث أثبتت الإعادة ارتطام الكرة بصدر سون والأفضل كان إكمال اللعب وفي حال جاء هدف من هذه اللعبة يمكن مراجعتها عبر تقنية الفيديو والتأكد من صحة الهدف بعد ذلك.

تقنية الفيديو كانت ضيف شرف في النهائي

على الرغم من تطبيقها لأول مرة في النهائيات لكن تقنية الفيديو حلت ضيف شرف حيث لم تتغير لتعديل قرارات الحكم الهامة ولا مرة بل أكدت له على قراره في مرتين، الأول عند احتساب ركلة الجزاء ثم عند احتساب مخالفة لتوتنهام خارج منطقة الجزاء وهذا يعكس قيمة سكومينا الفنية العالية إذ يمكن القول بأنه اتخذ القرارات الكبيرة بشجاعة وبشكل صحيح ما لم يعط أبدا تقنية الفيديو فرصة التدخل وهو أمر يحسب لسكومينا بكل تأكيد. وهنا لا بد من المقارنة بين نهائي دوري الأبطال الأوروبي وما حصل منذ يومين بتقنية الفيديو أفريقيا ما يعكس الفرق الشاسع بين الكرتين الأفريقية والأوروبية ليس من النواحي الفنية فقط، بل من النواحي التنظيمية.