حقق ليفربول لقب ​دوري أبطال أوروبا​ لكرة القدم بعدما هزم ​توتنهام هوتسبيرز​ 2-0 في المباراة النهائية التي استضافها ملعب الواندا ميتروبوليتانو في العاصمة الإسبانية مدريد. المدير الفني لليفربول ​يورغن كلوب​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي ​محمد صلاح​، سادو ماني وفيرمينيو في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لتوتنهام هوتسبيرز ماوريسيو بوتشيتينيو بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع هاري كين كرأس حربة صريح.

الشوط الأول:

المباراة بدأت بسيناريو مثير ومفاجئ حيث حصل ليفربول على ركلة جزاء من أول هجمة ترجمها محمد صلاح بنجاح ليجد توتنهام نفسه متأخرا 1-0 بعد دقيقتين من البداية. الفريق اللندني لم يتأثر بالتأخر المبكر، فاستحوذ على الكرة وأمسك بزمام الأمور في وسط الملعب مع السعي لبناء الهجمات المنظمة من الخلف مقابل انتشار جيد من ليفربول في منطقة وسط الملعب وتقارب من ثلاثي خط الوسط مع الرباعي الدفاعي وسط تركيز من توتنهام على الجهة اليسرى مع سون النشط للغاية وتبادل المراكز بينه وبين ديلي آلي وهاري كين ليتحول ليفربول إلى الضغط العالي في مناطق توتنهام من أجل تبطيئ هجمة توتنهام قدر الإمكان لكن توتنهام كان يعرف كيف يتخلص من هذا الضغط ويحاول لعب الكرات الطولية في عمق دفاعات ليفربول غير أن الفريق الأحمر كان ملتزما دفاعيا بشكل جيد ومنع أي هجمات خطرة لتوتنهام ما جعل الشوط الأول من دون أية فرص حقيقية لتوتنهام رغم نسبة الإستحواذ الجيدة للفريق إنما من دون أية حلول كما لم تكن هجمات ليفربول المرتدة خطرة مع اكتفاء الفريق باللعب الدفاعي لينتهي الشوط الأول بتقدم ليفربول 1-0.

الشوط الثاني:

توتنهام سعى لتسريع إيقاع لعبه الهجومي في الشوط الثاني مع تنويع في طريقة بناء الهجمات سواء من العمق أو في الأطراف مع تقدم تام لأظهرة الفريق تريبيير وروز ما جعل ليفربول يحصل على بعض المساحات لبناء الهجمات المرتدة ودائما عبر محمد صلاح وسادو ماني. توتنهام حاول إيجاد الكثافة في العمق مع هاري كين وسط تعليمات لآلي وسون بالدخول أكثر في العمق وترك الأطراف للأظهرة مع عكس الكرات العرضية لداخل منطقة جزاء ليفربول ما دفع كلوب بالتدخل وإجراء تبديلين بعد مرور ربع ساعة من الشوط الثاني بدخول ميلنر مكان فينالدوم وأوريجي مكان فيرمينيو لإعطاء انضباط في خط الوسط وتنشيط الهجمات المرتدة بينما قام بوكيتينيو بإخراج لاعب ارتكازه وينكس وإدخال مورا ليتحول للعب ب4-1-3-2 مع تركيز على اختراق عمق ليفربول بالثلاثي كين، سون ومورا لكن ليفربول بقي منتشرا كما يجب دفاعيا مع تنظيم جيد وتالق لحارس مرماه بيكر ليزداد ضغط توتنهام مع كرات ساقطة للأظهرة ثم الإختراق وعكس الكرات العرضية مع دخول داير مكان سيسوكو المصاب ثم لورينتي مكان آلي ليتحول إلى 4-3-3 في آخر عشر دقائق من المباراة لكن الفريق اللندني افتقد للمسة الأخيرة أمام مرمى ليفربول رغم الحصار التام الذي فرضه على لاعبي الريدز المتراجعين تماما للخلف مع كرات عرضية خطرة ونجاح في اختراق دفاعات ليفر لكن أوريجي قبل النهاية بدقائق قليلة نجح في تسجيل هدف ثاني مباغت حسم به الأمور بشكل رسمي لينجح ليفربول في التتويج باللقب الأوروبي بعد طول غياب.

ملاحظات عامة:

كان سيناريو الحصول على ركلة جزاء أمرا مثاليا لليفربول الذي تقدم 1-0 وركن للدفاع ورغم الإشادة بأدائه الدفاعي المميز كما العادة لكن ليفربول لم يقدم أي شيئ هجومي طوال الدقائق التسعين بل مجرد كرات طولية إلى صلاح وماني لم تشكل خطورة كبيرة ولم تمنع توتنهام من الإندفاع للأمام خاصة في الشوط الثاني من المباراة والذي لجأ فيه ليفربول إلى التكتل الدفاعي فقط لا غير.

كان بإمكان توتنهام العودة في اللقاء رغم السيناريو القاتل في البداية حيث أظهر شخصية قوية ونجح في استيعاب ما حصل ولم ينهار ما عكس شخصية الفريق القوية مع كرة قدم مميزة خاصة في الشوط الثاني والقدرة على اختراق دفاعات ليفربول لكن عيب توتنهام كان الإرتباك أمام مرمى ليفربول وغياب اللمسة الحاسمة في استغلال الفرص الكثيرة التي سنحت له حيث بدا لاعبو توتنهام مبتدئين للغاية وقليلي الخبرة في طريقة التسديد على مرمى ليفربول والتي افتقدت للعدوانية والشراسة إن صح التعبير.

يجب الإشادة بحارس ليفربول أليسون بيكر والذي كان رجل المباراة دون أي منازع مع تقييم وصل ل9.1 من عشرة حيث وقف سدا منيعا أمام هجمات توتنهام الخطرة خاصة في الشوط الثانيفقام بثماني تصديات مميزةكانت كفيلة بالحفاظ على شباكه ولعب الدور الأبرز والحاسم للفوز باللقب الأوروبي.