حقق ​الترجي التونسي​ لقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم بعدما فاز على ​الوداد المغربي​ 1-0 في مباراة الإياب والتي شهدت أحداثا دراماتيكة مع رفض الفريق المغربي استكمالها بعد حوالي ساعة من اللعب لينسحب من المباراة مع اعتراضات كبيرة على التحكيم وتقنية الفيدو المعطلة وذلك في المواجهة التي استضافها الملعب الأولمبي بمدينة رادس التونسية.

المدير الفني للترجي ​معين الشعلاني​ لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-2-3-1 مع طه الخنيسي في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني للوداد فوزي البنزرتي بالرسم التكتيكي 4-1-4-1 مع أيمن الحسوني كرأس حربة صريح.

الشوط الأول:

المباراة بدأت بحذر كبير كما كان متوقعا حيث كانت نتيجة مباراة الذهاب تشير للتعادل 1-1 ما جعل الترجي يهاجم من دون أي اندفاع للأمام ومثله فعل الوداد رغم حاجته لتسجيل هدف.

انحصر اللعب في وسط الملعب مع محاولات خجولة من الطرفين لم تشكل الخطورة اللازمة على المرمى.

ومع استمرار الأداء الدفاعي الجيد للفريقين، سعى الترجي إلى تسريع إيقاع اللعب أكثر، مع فرض سيطرته على خط وسط الملعب وقدرته على افتكاك الكرة بشكل سريع من أقدام لاعبي الوداد الذين عانوا بوضوح في خط وسط الملعب ليكون الترجي هو الطرف الهجومي الأفضل مع أداء سريع للغاية من الثلاثي الهجومي خلف رأس الحربة والقدرة على إيجاد بعض المساحات في الدفاع المغربي وتحديدا من الجهة اليمنى عبر أنيس البدري.

الوداد حاول إظهار تماسك دفاعي في التعامل مع الهجمات المنظمة للترجي واعتمد على سياسة إضرب واهرب هجوميا مع سرعة في الوصول لمنطقة جزاء الترجي ثم العودة لإغلاق المنطقة الدفاعية كما يجب مع حصوله على بعض الكرات الخطرة. وفيما كانت المباراة متجهة لتعادل سلبي بين الفريقين في الشوط الأول، سدد لاعب الترجي يوسف البلايلي كرة متقنة من على خط منطقة الجزاء نجح من خلالها في تسجيل الهدف الأول عند الدقيقة 41 ليدخل الفريقان إلى غرف الملابس والترجي متقدم 1-0.

الربع الساعة من الشوط الثاني:

الوداد بدا بشكل أفضل في بداية الشوط الثاني حيث لم تكن النتيجة تصب في صالحه ليحاول الضغط أكثر في وسط الملعب والإستحواذ بشكل أكبر على الكرة مع تفعيل العمل عبر طرفي الملعب وعكس الكرات العرضية لداخل منطقة جزاء الترجي مع دخول ​وليد الكارتي​ ويحيى جبران للمساندة الهجومية مع تراجع واضح من لاعبي الترجي للخلف لينجح وليد الكرتي في تسجيل هدف التعادل عند الدقيقة 59 لكن الحكم المساعد ألغاه بداعي التسلل ما فجر غضب لاعبي الوداد الذين طالبوا بالرجوع لتقنة الفيديو التي اكتشف أنها لا تعمل ليحصل هرج ومرج في الملعب ويرفض الوداد استكمال اللقاء بعد حوالي ساعة من التوقف ما اضطر بالحكم الغامبي باكاري غاساما بإنهاء المباراة ويعلن تتويج الترجي التونسي بلقب دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم.

​​​​​​​

تقنية الفيديو:

بداية يجب التأكيد على أنه في قانون كرة القدم، فإن تعطل تقنية الفيديو أمر وارد لكن لم يذكر أي شيئ من جهة توقف المباراة أو تأجيلها في حال تعطل هذه التقنية وبالتالي لا يمكن إيجاد أي مسوغ قانوني أقله في كتاب قانون اللعبة لجهة رفض نادي الوداد اللعب واستكمال اللقاء إلا في حال عودة هذه التقنية.

يجب الإشارة إلى أن هدف وليد الكارتي كان صحيحا وقرار الحكم المساعد الأول بإلغائه بداعي التسلل لم يكن موفقا.

وبالطبع لو تم اللجوء لتقنية الفيديو لكان الهدف قد احتسب وبالتالي تصبح النتيجة 1-1 قبل نصف ساعة من نهاية اللقاء، ما يعني أن الأمور تتعادل بين الفريقين .وهذا هو السبب الأساس الذي جعل الوداد يتمسك بالعودة لمشاهدة الهدف لأنه كان صحيحا وسيقلب المواجهة رأسا على عقب. يذكر ان حالتي لمسة يد واحدة داخل منطقة الجزاء لكل فريق طالب فيها اللاعبون بالعودة لتقنية الفيديو لكن الحكم الغامبي لم يتلق أي مساعدة من حكم الفيديو نظرالوجود عطل في هذه التقنية.

في الختام، لا يمكن وصف ما حصل إلا بالحدث الغير مقبول في مسابقة بحجم دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم وهي سابقة أولى من نوعها منذ بدء تطبيق تقنية الفيديو قبل حوالي السنتين ولم تحدث بتاتا في السابق ليجد ​الإتحاد الأفريقي​ نفسه في موقع حرج أمام سيل من الإنتقادات التي طالته بسبب ما حدث في ملعب رادس والذي أساء بكل تأكيد لكرة القدم الأفريقية وصورتها أمام العالم.