لا تسنح الفرصة لكثير من اللاعبين في وداع فرقهم وجماهيرهم بالطريقة التي أتيحت لنجم ​تشيلسي​ إيدين ​هازارد​ حين خاض مباراته الأخيرة مع البلوز بمواجهة أرسنال في نهائي اليوروباليغ وقبل ساعات على ما يبدو من انتقاله المحتمل إلى ​ريال مدريد​ في واحدة من أبرز الصفقات في فترة الانتقالات الصيفية.

سجل البلجيكي هدفين في مرمى الغانيرز وقدم تمريرة حاسمة لينقض رجال المدرب ماوريسيو ساري على خصومهم برباعية مقابل واحد في مباراة أرادها هازارد ان تكون بمثابة رسالة ذات وجهين، الأولى إلى جماهير البلوز ومن خلفهم إدارة الفريق اللندني ان خروجه من ستامفورد بريدج بعد سبعة مواسم سيكون مكلفاً للغاية، في حين ان الرسالة الثانية كانت موجهة دون أدنى شك إلى جماهير فريقه المقبل وما يمكن ان يقدمه مع الميرينغي في حال سارت كل التوقعات بانتقاله الى سانتياغو برنابيو.

ربما يرى البعض ان انتقال ايدن هازارد إلى ريال مدريد جاء متأخراً خاصة بعد التألق الذي أظهره في الملاعب الإنكليزية فهو سجل 110 أهداف ولديه 92 تمريرة حاسمة وستة ألقاب في 352 مباراة مع البلوز، وأن الأوان قد حان لمزيد من الإبداع في ملاعب أخرى وكرة مختلفة عن تلك في البريمييرليغ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه يجب ان يوجه الى مكان آخر وهو كيف سيكون حال تشيلسي بعد رحيل البلجيكي؟

من الواضح ان هازارد لعب دوراً إيجابياً طوال مسيرته مع البلوز مما يعني ان رحيله المتوقع سيشكل ضربة قاصمة للفريق اللندني سيما وانه أثبت مراراً وتكراراً انه القلب النابض ويكفي هذا الكم من التمريرات الحاسمة التي قدمها لزملائه والأهداف التي سجلها لنعرف مدى القيمة الحقيقة لهذا اللاعب والدور الذي لعبه طوال تلك السنوات.

ومما لاشك فيه ان تعويض لاعب بحجم هازارد سيشكل عبئاً على إدارة تشيلسي خاصة وان البلوز سيلعب الموسم المقبل في دوري أبطال أوروباو يريد استرجاع الدوري الانكليزي بعدما ذهب اللقب لمانشستر سيتي في السنتين الأخيرتين، أضف الى ذلك ان المنافسة لن تكون سهلة على الصعيد المحلي بوجود عدة فرق طامعة وطامحة كما هو الحال مع ليفربول و​توتنهام​ هوتسبير وغيرهما.

من المؤكد ان تشيلسي يعي فداحة خسارة لاعب بحجم هازارد، لكنه سيعي أكثر حجم التأثير والفراغ الذي سيتركه مع انطلاق الموسم الجديد وهو أمر مسلم به خاصة وان البلجيكي لم يكن يوماً لاعباً عادياً سواء مع فريقه او منتخب بلاده، لذلك فإن الأنظار ستكون متجهة بلا أدنى شك الى ما يمكن ان يفعله رومان ​ابراموفيتش​ والبديل المقترح للرئة الرئيسية التي كان يتنفس منها تشيلسي في المواسم الماضية.