يستضيف ملعب باكو الأولمبي في عاصمة أذربيجان نهائي اليوروبا ليغ لموسم 2018-2019 بين ​تشيلسي​ وأرسنال الإنكليزيين في مباراة تعد بالكثير وينتظرها عشاق الساحرة المستديرة نظرا لأنها تجمع بين فريقين عريقين لهما تاريخ عريض في كرة القدم الأوروبية والعالمية.

ويطمح كلا الفريقين إلى إحراز اللقب الأوروبي والذي بان من بداية البطولة مدى جديتهما في التعامل مع هذه البطولة.

ويرغب كل فريق اختتام موسمه بأفضل طريقة ممكنة حيث لم يرتق أداء الفريق محليا إلى المستوى المطلوب مع حلول تشيلسي في المركز الثالث بالبريمييرليغ بينما فشل أرسنال في الوصول إلى دوري أبطال أوروبا حيث اكتفى بالمركز الخامس ما يعني أن التتويج باللقب الأوروبي أمر مطلوب وهذا هو النهائي الأول الذي يجمع بين الفريقين أوروبيا حيث لم يسبق لهما أن التقيا في أي نهائي خارج البطولات الإنكليزية الرسمية.

ومع عدة أسئلة تطرح حول مستقبل مدرب تشيلسي ماوريسيو ساري والمرشح انتقاله إلى الدوري الإيطالي لقيادة حامل اللقب يوفنتوس، يأمل ساري في ختام هذا الموسم بشكل مميز حيث شهد العديد من الإضطرابات الغير معلنة بينه وبين جماهير وإدارة البلوز حيث سيكون إن رحل قد حقق لقبا يحميه من ألسنة النقاد فيما يأمل أوناي إيمري في تعويض خيبة الفشل في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا لكرة القدم وهي البطولة المفضلة دوما لأي فريق أوروبي ما يضع المزيد من الضعوط على مدربي الفريقين قبل بداية اللقاء ويجعلهما يدخلان اللقاء كل بهواجس مختلفة إنما بهدف واحد هو الفوز باللقب.

اللقاء الأخير لتشيك وهازارد ؟؟

أعلن حارس مرمى أرسنال بيتر تشيك اعتزاله كرة القدم بنهاية الموسم الحالي حيث من المتوقع أن يعود إلى تشيلسي فريقه السابق بصفة المدير الرياضي وهو ما يضع أوناي إيمري في حيرة من أمره إما بالدفع به كأساسي وتكريمه بخوضه النهائي الأخير له مع الفريق أو الدفع بالحارس الألماني بيرند لينو الذي يعد الحارس الأساسي للفريق هذا الموسم، أمر لم يحسمه إيمري بعد وأعلن أنه يملك الوقت الكافي قبيل المباراة من أجل أخذ هذا القرار.

ومن المتوقع على الأغلب أن تكون هذه المباراة النهائية هي الأخيرة لقائد تشيلسي ونجمه الأول إيدين هازارد الذي اقترب كثيرا من مغادرة الفريق والإنضمام إلى ريال مدريد الإسباني حيث يطمح اللاعب البلجيكي إلى إنهاء مسيرة طويلة مع البلوز بأفضل طريقة ممكنة وهي حصد اللقب الأوروبي.

التكتيك المتوقع لكلا الفريقين

يقدم تشيلسي مع مدربه ماوريسيو ساري كرة قدم هجومية، حيث يلعب بأسلوب قريب للتيكي تاكا فيعتمد بداية على الرسم التكتيكي 4-3-3 مع الإعتماد على مبدأ الضغط العالي وبقاء الفريق بشكل دائم يضغط على حاملي الكرة في خط الوسط،وهو ما يمكنه من الحصول على نسبة استحواذ جيدة في معظم الأحيان .

وهو ما يعطيه حماية دفاعية في كثير من الأحيان لكن الفريق مشكلته الأساسية هي في عدم القدرة على صناعة الفرص، وترجمة استحواذه على الكرة بفعالية واضحة ما سيجعله يعتمد أكثر على مهارات قائده هازارد وجناحه ويليان في التحرك من طرفي الملعب مع زيادة الأظهرة لعكس الكرات العرضية، وهو أمر يعلمه تماما مدرب أرسنال أوناي إيمري الذي يفضل اللعب بثلاثة مدافعين في الخط الخلفي، ومن المتوقع أن يعتمد على الرسم التكتيكي 3-4-1-2 حيث يأمل بإيجاد خط دفاع رباعي ثاني أمام ثلاثي الدفاع مع ضرورة تجنب الهفوات الفردية والتركيز في الرقابة والتحرك الدائم دون كرة ثم التحول بشكل سريع وخاطف من الدفاع إلى الهجوم مع سرعة مهاجمي الفريق وهنا سيبرز الدور الهام لصانع ألعاب الفريق مسعود أوزيل في ربط خطوط الفريق ببعضها البعض هجوميا وتشكيل مثلث فعال مع ثنائي الإرتكاز في خط وسط الملعب مع إعطاء حرية أكبر لجناحي الفريق في التقدم للأمام ما يعني أننا سنشهد صراعا تكتيكيا قويا بين فريقين يلعبان كرة قدم بأسلوب مختلف تماما عن بعضهما البعض.

نظرة ختامية

عادة في مباريات نهائي الكؤوس، يكون الحذر موجودا فتلقي هدف قد يجعل تعويضه أمرا صعبا وهو ما سيؤثر بلا شك على جمالية اللقاء من الناحية الفنية لكن مشاهدة مباراة ممتعة وقوية تكتيكيا أمرا مضمونا مع أسلوب سريع كون الفريقين لا يعرفان أبدا الأسلوب الدفاعي وهذا ما سيصب في مصلحة المشاهدين برؤية نهائي اليوروبا ليغ، وهي البطولة الثانية في أوروبا بعد دوري أبطال أوروبا، لكن وصول فريقين بحجم تشيلسي وأرسنال لن يجعلا أبدا نهائي هذه البطولة، نهائي من الصف الثاني بل نهائي مثير ذو مستوى عالي ولا ننصح قرائنا الأعزاء بتفويته أبدا.