قبل أشهر من الآن كانت كل التوقعات تشير إلى ان برشلونة سينتزع الدوري والكأس في اسبانيا ودوري أبطال أوروبا، كانت تلك التوقعات مقرونة مع وعد من أفضل لاعب في العالم ليونيل ميسي بأن الفريق الكاتالوني سيتربع على عرش اللقب القاري، لكن اليوم انتهى كل شيء وفاز البارشا بالليغا فقط وخرج من أبطال أوروبا بفضيحة مدوية امام ليفربول وخسر نهائي كأس اسبانيا أمام فالنسيا يوم السبت الماضي.

لا يزال ارنستو ​فالفيردي​ يمعن في هز كيان أفضل فريق في العالم لفترات طويلة متسلحاً بموقف رئيس النادي جوسيب بارتوميو الذي دافع عن المدير الفني بعد الخسارة أمام الريدز، ثم جدد الثقة به قبل يومين من نهائي الكأس وفعلها مجددًا عقب الهزيمة، كما ان النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أنحى باللائمة عن المدرب عقب كارثة الانفيلد، ومع ذلك فإن أحداً لم يعد يستطيع تحمل الانهيار في الكامب نو منذ ثلاثة أسابيع.

واذا كان ميسي حاول إطفاء النار داخل غرفة الملابس بعد الخروج من دوري الأبطال، الا انه لم يعد مقبولاً السكوت عما يحصل خاصة وان الفريق الكاتالوني الذي حقق السداسية ابان قيادة المدرب بيب غوارديولا، بات يواجه خطر التقهقر اذا لم يقم المعنيون بسرعة معالجة الوضع وفتح ملف الموسم الجديد من الآن.

عانى برشلونة كثيراً تحت قيادة فالفيردي على الرغم من فوز الفريق بلقبي الليغا وكأس اسبانيا، لكن أحداً لا يمكن ان ينكر ان الفضل الأول في ألقاب البارشا في الموسمين الماضيين يعود بالدرجة الأولى إلى ليونيل ميسي وتحديداً هذا الموسم الذي لعب فيه الأرجنتيني الدور الأبرز في حسم لقب الدوري الإسباني لمصلحته خاصة مع الأهداف الحاسمة التي سجلها للفريق الكاتالوني في جميع المسابقات وبلغت الخمسين هدفاً، والتي غالباً ما قلبت النتائج أمام الخصوم من هزائم متوقعة الى انتصارات ثمينة.

ارتكب فالفيردي أخطاء فادحة بحق الفريق الكاتالوني أولاً ثم بحق تلك الجماهير المتعطشة لمزيد من البطولات، ويكفي ان تغييراته حفظها كل المنافسين عن ظهر قلب، فهو يُخرج آرثور ويُبقي على راكيتيتش ثم يشرك فيدال بدلاً من كوتينيو وحين يشرك سيميدو يقوم بتغيير مركز سيرجي روبيرتو إلى وسط الملعب، والأكثر من ذلك انه يجلس مكتوف اليدين أمام الأخطاء الدفاعية للاعبي برشلونة.

يستحق برشلونة مدرباً يملك فكراً تكتيكياً في الوقت الذي تبدو فيه الكرة الاسبانية في خطر حقيقي مع تقدم لا يقبل الشك للكرة الإنكليزية، كما يستحق الفريق الكاتالوني مدرباً يعيد اليه هويته المفقودة بعدما طغت الفردية على الجماعية حتى وصل به الأمر مؤخراً لخسارة الاستحواذ الذي لطالما كان السمة الابرز لميسي ورفاقه، فإذا بالارجنتيني يصبح الحل فقط لانتصارات برشلونة بعدما كان ليو المفتاح الرئيسي لهذا الحل.