أحرز ​فالنسيا​ لقب ​كأس إسبانيا​ لكرة القدم بعدما هزم برشلونة 2-1 في المباراة النهائية التي احتضنها بينيتو فيلامارين في مدينة إشبيلية. المدير الفني لفالنسيا ​مارسيلينو​ لعب المباراة بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع رودريغو وكيفين غاميرو في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني لبرشلونة إرنستو ​فالفيردي​ بالرسم التكتيكي 4-1-4-1 مع ليونيل ميسي في خط الهجوم.

الشوط الأول:

كما كان متوقعا، بدأ البرسا اللقاء ممسكا بالكرة مع تراجع من فالنسيا للخلف واعتماده على الدفاع من خط منتصف الملعب ثم الإعتماد على الهجمات المرتدة السريعة بأقل عدد من النقلات التي بدت خطورتها منذ البداية مع إبعاد بيكيه لكرة عن خط المرمى أوحت وبشكل واضح بأن فالنسيا لديه أنياب هجومية قوية. البرسا عاد لتبادل الكرات القصيرة في وسط الملعب والسعي لبناء اللعب بشكل منظم من الخلف كن فالنسيا كان ملتزما في الخلف كما يجب مع تنظيم دفاعي جيد للغاية ما جعل البرسا يتناقل الكرات فقط في وسط ملعبه دون أية قدرة على الوصول لداخل منطقة جزاء فالنسيا الذي حاول إبعاد الضغط عن منطقته عن قطعه للكرة والسعي لإجبار البرسا على العودة الدفاعية ولو لدقائق معدودة. ومع غياب الفعالية الهجومية للبرسا أمام انضباط فالنسيا الدفاعي، نجح الأخير وبهجمات مرتدة منظمة من تسجيل هدف عبر غاميرو عند الدقيقة 21. البرسا حاول الرد سريعا لكن مشكلة الفريق كانت في بطئه الشديد بصناعة اللعب وعدم القدرة على كسر تكتل فالنسيا الدفاعي الذي استمر بهجماته المرتدة مع بطء واضح في عودة البرسا دفاعيا لينجح رودريغو في إضافة هدف ثاني لفالنسيا عند الدقيقة 33 ليتخلف البرسا 2-0 ويحاول مجددا لكن استحواذه على الكرة كان سلبيا للغاية مع عدم القدرة على استلام الكرات في العمق وغياب التواجد العددي في العمق ما جعل الشوط الأول ينتهي بتقدم فالنسيا 2-0.

الشوط الثاني:

بين الشوطين، حاول فالفيردي التدخل وإصلاح الأمور مع إدخال فيدال ومالكوم مكان سيميدو وآرثر ليعود روبيرتو كظهير أيمن حيث حاول الضغط العالي والتقدم أكثر للأمام وهو ما سمح له بالبقاء مستحوذا على الكرة لكن اختراق الجدار الدفاعي لفالنسيا لم يكن بالأمر السهل خاصة أن الأخير استمر ببناء الهجمات العكسية والتي كانت تجعل إيقاع البرسا الهجومي متقطعا. أظهرة البرسا تقدمت أكثر للأمام مع خروج ميسي للوسط والسعي للاختراق من العمق لكن دفاع فالنسيا كان منظما للغاية مع خط دفاعي رباعي ثم آخر أمامه ليقوم مدرب فالنسيا بتبديله الأول مع خروج باريخو المصاب ودخول كوندوجبيا ثم دخل بيشيني مكان غاميرو. ضغط البرسا أثمر هدفا عبر ميسي عند الدقيقة 73 جعل النتيجة 2-1. فالنسيا لم يتأثر بتلقي الهدف بل استمر في انضباطه الدفاعي العالي حيث لم يرتكب الفريق أي هفوة مقابل تحرك البرسا أكثر وعكس الكثير من العرضيات ودخول بيكيه للعمق من أجل متابعتها ليدخل ألينا مكان راكيتيتش لتنشيط خط الوسط الهجومي لكن اندفاع البرسا للأمام أعطى فالنسيا المساحات الكثيرة في خط دفاع البرسا مع الكثير من الفرص السهلة عبر المرتدات غير أن فالنسيا أهدرها لكنه بالمقابل عرف كيف يدافع ويقتل إيقاع البرسا الهجومي الذي حاول بقدر المستطاع لكن الفريق بدا من دون أنياب هجومي غير ميسي لتنتهي المباراة بفوز فالنسيا وتحقيقه لقب الكأس.

ملاحظات عامة:

زادت هذه الخسارة من الضغوط على مدرب برشلونة إرنستو فالفيردي والذي يتحمل بشكل كبير الخسارة اليوم إذ بدأ المباراة بتشكيل خاطئ عكس غياب التحضير الجيد للقاء وعدم التعامل مع أسلوب فالنسيا المتوقع ورغم التغييرات التي قام بها بين الشوطين لكن كما يقال لا يصلح العطار ما أفسده الدهر حيث لم تكتمل محاولات العودة من قبل الفريق الكاتالوني ليخسر لقب الكأس في صدمة جديدة عقب صدمة الخروج الأوروبي من ليفربول قبل أسابيع قليلة.

كما في كل مرة، اختفى كوتينيو في الأوقات التي يحتاجها إليه الفريق حيث بدا من دون طعم ولا لون خلال هذه المواجهة والحق يقال بانه لولا مجهودات ميسي الإستثنائية في حمل الفريق على أكتافه لبدا الفريق بحالة يرثى لها وهذا ما سمح لفالنسيا بالدفاع كما يجب حيث كان محاصرة ميسي وتعطيله كافيا للغاية من أجل جعل البرسا دون أي أنياب هجومية.

يجب كيل المديح لمدرب فالنسيا مارسيلينيو الذي نظم صفوف فريقه كما يجب مع ترابط تكتيكي واضح وحسن انتشار في خط وسط الملعب بجانب سرعة في القيام بالهجمة المرتدة ونقل الكرات بسلاسة وسرعة من أجل تهديد مرمى البرسا، استراتيجية أثبتت نجاحها واهدت فالنسيا عن جدارة واستحقاق لقب كأس إسبانيا.