تستضيف المدينة الرياضية مساء اليوم وبتمام الساعة العاشرة والنصف بتوقيت بيروت نهائي ​كأس لبنان​ لكرة القدم بين ​الأنصار​ و​العهد​ في قمة كروية ستكون بلا شك وجبة دسمة لمحبي كرة القدم نظرا لأن الفريقين وبكل بساطة قدما أفضل كرة قدم هذا الموسم وما فوز العهد بلقب الدوري، وحلول الأنصار وصيفا ما جعل وصولهما لهذه المباراة النهائية أمرا مستحقا.

ويطمح الأنصار إلى تحقيق لقبه الخامس عشر في كأس لبنان بينما يريد العهد حصد لقبه السادس وإكمال الثنائية المحلية قبل التفرغ لمواجهة الوحدات في ​كأس الإتحاد الأسيوي​.

ويمكن وصف اللقاء بأنه مواجهة بين القوة الهجومية للأنصار مقابل الإنضباط الدفاعي للعهد فالأنصار كان الأفضل هجوميا في الدوري هذا الموسم أما العهد فكان الفريق الأقوى دفاعيا حيث لم تهتز شباكه إلا مرات معدودات خلال 22 مباراة هذا الموسم.

ويعلم المدرب الأردني عبدالله أبو زمع بأن السيطرة على خط وسط الملعب وفرض إيقاع الفريق هجوميا هي نقطة الأساس في هذه المواجهة إنما من دون أي اندفاع زائد خاصة أن مباريات الكؤوس لا تحتمل التعويض وبالتالي ضرورة عدم ترك مساحات في الخلف وإعطاء تعليمات لأظهرة الفريق بعدم التقدم بشكل ثنائي بل أحدهما فقط وانضمام الثاني لتشكيل خط دفاع ثلاثي.

مفاتيح الأنصار الهجومية تكمن في الثلاثي التونسي حسام اللواتي، الحاج مالك هداف الدوري وصانع ألعابه المخضرم عباس عطوي أونيكا إضافة إلى القدرة على التنويع في صناعة اللعب فإما الإعتماد على طرفي الملعب مع كرات متقنة تبحث عن رأس الحاج مالك أو بالكرات الطولية خلف مدافعي الخصم أو بالكرات القصيرة في وسط الملعب مع تبادل المراكز بين لاعبي خطي الوسط والهجوم وهو أمر يجيده الأنصار بشكل مميز مع دور أكثر من رائع للاعب إرتكاز الفريق عدنان حيدر في حماية رباعي خط الدفاع ووصل خطوط الفريق ببعضها البعض.

أما العهد مع مدربه اللبناني باسم مرمر فهو يدرك قوة الأنصار الهجومية لكنه يتسلح أيضا بأسلوبه الجماعي القائم على الإنضباط الدفاعي العالي والإلتزام التكتيكي في وسط الملعب ثم الإعتماد على نقل الكرات بشكل سريع إلى الأمام مع وجود لاعبين موهوبين للغاية في الخط الأمامي.

قوة العهد تكمن في خط دفاعه بجانب دور هام للغاية من قبل لاعب الإرتكاز عيسى يعقوبو والذي يعتبر همزة الوصل في خط وسط الفريق بجانب امتلاك الفريق كما ذكرنا للاعبين مهاريين وسريعين للغاية قادرين على إيجاد الحلول الفردية واستغلال المساحات بأفضل طريقة ممكنة مع أسماء كأحمد زريق، محمد قدوح، محمد حيدر وربيع عطايا دون نسيان أظهرة مميزة للعهد تجيد دائما المساندة الهجومية عندما تتطلب الأمور ذلك ما يعكس التوازن الذي يتمتع به العهد والشخصية القوية حيث يمكن للفريق أن يفوز حتى إن لم يكن في أفضل حالاته الفنية وهذا أمر سيكون هاما للغاية خاصة في مباريات الكؤوس التي يهم بها الفوز قبل الأداء.

أمام ما ذكر، يتوقع أن تكون المباراة متوازنة للغاية بين الفريق مع عدم وجود أفضلية لأي فريق على الآخر، وبما أنها مباراة نهائي فيتوقع أن تحسم على تفاصيل صغيرة والحذر سيكون موجودا فيها بشكل كبير والفريق الذي سيبدأ المباراة بشكل جيد سيكون له ربما أفضلية نسبية خاصة من الناحية المعنوية وكسر رهبة النهائي بشكل مبكر دون نسيان أن تسجيل هدف مبكر من قبل أي فريق قد يمنحه الأفضلية وسيضعنا أمام مباراة هجومية مفتوحة وهذا سيصب بلا شك بمصلحة الجمهور الكروي اللبناني الذي يأمل أن يشاهد مباراة ممتعة من جميع النواحي، فنيا، تكتكيكيا وجماهيريا.