من الواضح ان الثلاثية التاريخية المحلية التي حققها مانشستر سيتي بقيادة مدربه بيب ​غوارديولا​ هذا الموسم، لن تمر مرور الكرام ليس في انكلترا فحسب، إنما في أوروبا كلها بعدما أثبت الإسباني انه أحد أفضل المدربين في العالم إن لم يكن أفضلهم عطفاً على ما وصل اليه الفريق الإنكليزي منذ توليه تدريبه وما حققه قبل ذلك مع برشلونة وبايرن ميونيخ.

وبغض النظر عن استمرار فشل غوارديولا في تحقيق لقب دوري أبطال أوروبا، إلا أن التأثير الكبير الذي أرساه منذ أو وطأت قدميه الاراضي الإنكليزية بات بمثابة السحر حيث لم يعد بالإمكان تجاهل ما احدثه وجود المدرب الاسباني مع السيتي منذ ثلاثة مواسم على الرغم من كل التشكيك الذي صاحب بدايته في البريمييرليغ واختلاف اسلوب اللعب هناك عن الخطط التي يتبعها.

خمسة ألقاب إنكليزية في ثلاثة مواسم منها بطولة الدوري مرتين متتاليتين هو أمر أعاد الكثير من الانتباه الى ما يفعله غوارديولا في فريق لا يضم على سبيل المثال ليونيل ميسي أو كريستيانو رونالدو أو نيمار ولا كليان مبابي، إلا ان لاعبين مثل كيفن دي بروين وليروي سانيه واغويرو وجيسوس ورحيم سترلينغ ورياض محرز قدموا رسالة مدوية ليس في انكلترا فقط انما لكل العالم لما يمكن ان يصل اليه الفريق الانكليزي في السنوات المقبلة.

هذا التأثير امتد من الأرجاء الإنكليزية إلى الإيطالية مع انتشار الكثير من الأنباء التي أكدت ان غوارديولا سيكون مدرباً ليوفنتوس خلفاً لأليغري ابتداء من حزيران المقبل ولمدة أربعة مواسم مقبلة. وبغض النظر عن تأكيدات المدرب الاسباني على استمراره مع السيتي لموسمين اضافيين ورغم كل الشائعات والأخبار الصحفية المغايرة، الا ان الأمر الثابت يبقى قدرة غوارديولا على إحداث بلبلة حول العالم حتى وهو يجلس في مكانه ودون ان يتفوه بكلمة واحدة.

واذا كان غوارديولا يخطط للبقاء مع السيتي موسمين اضافين او أكثر، فإن ما حققه في كل من اسبانيا وألمانيا وانكلترا مرشح للتمدد الى دوريات أخرى ومنها الدوري الإيطالي سواء الآن او فيما بعد، ومما لاشك فيه ان اي فريق يتولى غوارديولا تدريبه مستقبلاً سيصبح الأفضل في العالم، ومع ذلك فإن عدم تحقيقه لدوري أبطال أوروبا سيبقى العائق الوحيد او المنفذ الذي سيسمح للكثيرين بالدخول منه من أجل التقليل من قدرة بيب على اجتراح المعجزات.

لكن الثابت الوحيد ان هذا التأثير الكبير لغوارديولا مع الفرق التي يدربها لن يعرف حدوداً في المستقبل بغض النظر عن فوزه بهذا اللقب او ذاك.