انتهى دور المجموعات من ​دوري أبطال آسيا​ لكرة القدم حيث شهد هذا الدور مشاركة 32 فريقا قسمت على 8 مجموعات في كل مجموعة 4 فرق لعبت فيما بينها دوري بنظام الذهاب والإياب ليتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى دور الستة عشر.

وقسمت المجموعات إلى منطقتين جغرافيتين، المنطقة الأولى ضمت فرق غرب ووسط آسيا وكانت من المجموعة الأولى حتى الرابعة فيما كانت المجموعات من الخامسة حتى الثامنة تضم فرق شرق وأقصى آسيا.

دعونا الآن نتعرف كيف سارت الأمور في المجموعات من الأولى حتى الرابعة والتي شهدت مشاركة 11 فريقا عربيا من أصل 16 توزعت على دول قطر، ​السعودية​، الإمارات و​العراق​ ليتأهل 7 فرق من أصل 11 فريقا عربيا إلى الدور الثاني وهو أمر أكثر من ممتاز حيث لم تفلت من الفرق العربية إلا بطاقة تأهل واحدة في أداء أكثر من مميز للفرق العربية في هذا الدور الأول من البطولة.

المجموعة الأولى:

ضمت فرق ​ذوب أهان​ الإيراني، النصر السعودي، الزوراء العراقي والوصل الإماراتي. تأهل من هذه المجموعة الفريق الإيراني بجانب الفريق السعودي على الرغم من بقاء آخر مواجهة لهما والتي تم تأجيلها لدواعي أمنية غير أنها فقط ستكون هامة لحسم الصدارة ليس إلا. وعلى الرغم من البداية السيئة للنصر وتلقيه خسارتين متتاليتين، لكن الفريق السعودي حقق 3 انتصارات متتالية مع أداء مميز سمح له باحتلال المركز الثاني والوصول للنقطة التاسعة مستغلا تعثر فريقي الزوراء والوصل اللذين لم يقدما الاداء المأمول منهما.

الفريق العراقي في أول مشاركاته بدوري أبطال آسيا قدم أداءا جيدا للغاية وحصد 8 نقاط وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل للدور الثاني لكنه دفع ثمن قلة خبرته فيما كان أداء الوصل مخيبا للآمال واحتل المركز الأخير برصيد 3 نقاط إذ بعدما بدأ المسابقة بفوز وبدا أنه مرشح للعب دور بطولي لكنه تراجع بشكل مخيف مع خمس خسارات متتالية ومشاكل دفاعية بالجملة كانت كفيلة من أجل تذيل المجموعة في النهاية.

المجموعة الثانية:

ضمت الوحدة الإماراتي، الإتحاد السعودي، لوكوموتيف الأوزبكي والريان القطري. الوحدة الإماراتي تصدر المجموعة بجدارة بعدما قدم أداءا مميزا للغاية وأظهر وجها هجوميا قويا مع معدل تهديفي وصل إلى 2.33 هدف في المباراة الواحدة ليتفوق على الإتحاد بفارق نقطتين لكن الإتحاد ضمن مركز الوصافة بتحقيقه لثلاث انتصارات مع شخصية قوية رغم التخبط المحلي في الدوري السعودي الذي عاشه هذا الموسم فيما لم يكن الفريق الأوزبكي لوكوموتيف قادرا على مجاراة النسق العالي لفريقي الوحدة والإتحاد مكتفيا بحصد 7 نقاط مع أداء دفاعي لم يكن جيدا وحرمه من المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل فيما خيب الفريق القطري الريان التوقعات مع أداء هزيل واكتفى بحصد 3 نقاط من انتصار وحيد و5 هزائم مع فوارق فنية واضحة بينه وبين منافسيه بجانب خط دفاع كان الأسوأ في الدور الأول مع اهتزاز شباكه 17 مرة بمعدل 2.83 هدف في المباراة الواحدة وبالطبع لم يكن من الممكن للفريق القطري بهكذا أداء دفاعي أن يصل لأي مكان في البطولة.

المجموعة الثالثة:

ضمت الهلال السعودي، الدحيل القطري، الإستقلال الإيراني والعين الإماراتي. الهلال السعودي ورغم التذبذب الذي عانى منه على الصعيد المحلي وكثرة التغيير في جهازه الفني لكنه نجح في تصدر هذه المجموعة بعدما حصد 13 نقطة مظهرا أداءا فيه الكثير من التوازن بين الدفاع والهجوم مع مبدأ قام على الحذر واحترام المنافس ما سمح له بخطف صدارة المجموعة أمام الدحيل الذي كان وصيفا وأظهر شخصية قوية للغاية ساعدته على حسم المعركة الشرسة التي قامت مع الإستقلال فكان الدحيل برصيد 9 نقاط مقابل 8 نقاط للإستقلال لكن التفوق الهجومي للدحيل ساعده حسم الأمور لمصلحته بعدما خرج من مواجهة الهلال في الجولة الأخيرة بتعادل كان كفيلا من أجل حسم التأهل بفارق نقطة يتيمة.

مفاجأة المجموعة الغير سارة إطلاقا كان العين الذي حصد فقط نقطتين وخسر 4 مرات مع أداء سلبي للغاية ومخيبا للآمال بشكل كبير مع عقم هجومي ومشاكل دفاعية بالجملة لم تعكس أبدا هوية الفريق الذي كان دائما الرقم الصعب في هذه المسابقة.

المجموعة الرابعة:

ضمت السد القطري، الأهلي السعودي، باختاكور الأوزبكي وبيرسبوليس الإيراني. شهدت هذه المجموعة صراعا حتى الرمق الأخير وكانت بكل بساطة المجموعة الحديدية حيث تصدرها السد ب10 نقاط أمام الأهلي الوصيف ب9 نقاط وهما تأهلا للدور الثاني مقابل 8 نقاط لباختاكور و7 نقاط لبيرسبوليس. ومع تقارب المنافسة، لم تحسم الأمور إلا للجولة الأخيرة مع ضمان السد تأهله لكن البطاقة الثانية بقيت حائرة بين الأهلي وباختاكور مع مواجهة نارية بينهما حسمها الأهلي لمصلحته بطريقة دراماتيكة بهدف الفوز في الوقت البدل عن ضائع والذي وضعه في المركز الثاني وبالتالي أعطاه بطاقة التأهل وهو أمر مستحق للفريق السعودي الذي ظهر أكثر إصرارا على حصد بطاقة التأهل مع لعب هجومي واضح فيما خيب الفريق الإيراني الآمال وكان باستطاعته المنافسة لكنه عانى من ضعف أداءه الهجومي رغم أنه كان جيدا للغاية دفاعيا ولم يتلق إلا 5 أهداف في ستة مباريات ما جعله من أفضل الخطوط الدفاعية في المسابقة لكن عقمه الهجومي قضى على كافة آماله في التأهل.