حقق ​نهضة بركان​ المغربي فوزا هاما على ​الزمالك المصري​ 1-0 في ذهاب الدور النهائي من ​كأس الكونفيديرالية الأفريقي​ والذي استضافه الملعب البلدي في مدينة بركان المغربية.

المدير الفني لنهضة بركان منير الجعواني لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-4-2 مع لابا كودجو وحمدي لاشير في خط الهجوم بينما لعب مدرب الزمالك كريستيان غروس بنفس الرسم 4-2-3-1 مع عمر السعيد في خط الهجوم.

الشوط الأول:

نهضة بركان بدأ المباراة بنسق هجومي عالي حيث حاول الضغط بشكل كبير باتجاه منطقة الزمالك مع تقدم رباعي خط الوسط للعمق ومساندة الأظهرة وتطبيق مبدأ الضغط الدفاعي العالي على حامل الكرة عند الزمالك الذي عاد كليا للخلف من أجل امتصاص فورة النهضة المتوقعة هجوميا.

الدقائق العشرين الأولى كانت صعبة على الزمالك مع معاناة تامة في الصعود بالكرة للأمام وتجاوز ضغط لاعبي الفريق المغربي الذين صنعوا الفرصة تلو الأخرى على مرمى الزمالك الذي سعى شيئا فشيئا لفك الحصار المغربية عبر الهجمات المرتدة السريعة والتي قادها من جهة اليسار ​محمود كهربا​ ليهدأ إيقاع المباراة من جديد مع استمرار الفريق المغربي الطرف الأفضل إنما من دون القدرة على الوصول بشكل سهل لمنطقة جزاء الزمالك الذي نظم صفوفه الخلفية بشكل جيد لكن نهضة بركان عاود اندفاعته الهجومي في آخر عشر دقائق من الشوط الأول مع عودة الفريق للتقدم أكثر والضغط في ملعب الزمالك ليحصل مجددا الفريق المغربي على بعض الفرص خاصة مع وجود ضعف واضح في عمق دفاعات الزمالك وتحديدا في التعامل مع الكرات العرضية والثابتة لكن الأمور لم تشهد أي تغيير على صعيد النتيجة لينتهي الشوط الأول بتعادل سلبي بين الفريقين.

الشوط الثاني:

بداية الشوط الثاني كانت متكافئة مع إيقاع هادئ وتبادل للسيطرة في خط وسط الملعب إنما من دون فرص حقيقية على المرمى ليضطر مدرب النهضة منير الجعواني إلى إجراء تبديله الأول بدخول محمد عزيز مكان الظهير الأيسر المصاب سهيل يشو.

أسلوب الزمالك بدا واضحا في الإنتشار الجيد في وسط الملعب وإغلاق المنطقة الدفاعية ثم الإعتماد على الكرات المرتدة مع عمل جيد من قبل الثلاثي كهربا، أوباما وزيزو في خط الوسط. ومع سير هادئ للمباراة، قام غروس بتبديله الأول فأخرج زيزو وأدخل إبراهيم حسن لضمان استمرار نشاط خط الوسط لكن نهضة بركان عاود ضغطه القوي في آخر 20 دقيقة حيث تقدمت خطوط الفريق للأمام مع مساندة من قبل الأظهرة وعكس الكثير من الكرات العرضية لداخل منطقة جزاء الزمالك لكن حارس الفريق عمر صلاح تألق في إبعاد الكرات مع اعتماد الزمالك فقط على الهجمات المرتدة عبر كهربا الذي ترك مكانه لمحمد إبراهيم قبل عشر دقائق من النهاية.

الدقائق العشر الأخيرة كانت سجالا بين الفريقين مع دفع الجعواني بسلمان الحاج وبلال باري مكان سمير عدير وحمدي لاشير لتصبح المباراة هجمة بهجمة مع ظهور بعض المساحات عند كلا الفريقين ليستغل كودجو سوء انتشار مدافعي الزمالك وتسجيل هدف قاتل عند الدقيقة 90 أنهى به المواجهة الأولى من النهائي لمصلحة نهضة بركان 1-0.

ملاحظات عامة:

على الرغم من أنه ليس بالحارس الأساسي للفريق، لكن يجب الإشادة بالعمل الكبير الذي قام به حارس مرمى الزمالك عمر صلاح على مدار التسعين دقيقة، فبغض النظر عن الهدف الذي دخل مرماه في الوقت القاتل، وهو لا يتحمل مسؤوليته، قدم عمر صلاح مباراة كبيرة مع عدد من التصديات خاصة في الشوط الثاني منعت نهضة بركان من تسجيل أكثر من هدف ما ساعد في الحفاظ على حظوظ الزمالك كاملة قبل الذهاب إلى ملعب برج العرب للعب مباراة الإياب الحاسمة.

كان محمود كهربا الجناح الأيسر للزمالك هو مفتاح اللعب الهجومي لفريقه مع سرعته في الإنطلاق بالهجمات المرتدة بجانب مهاراته الفردية وهو رغم إضاعته لفرصة سهلة في منتصف الشوط الثاني لكن خروجه عند الدقيقة 78 قتلت حيوية الزمالك الهجومية إذ أصبح يلعب من دون سلاحه الهجومي الفتاك وهذا كان بطريقة أو بأخرى سببا من التراجع في آخر عشر دقائق وتلقي هدف في الأوقات القاتلة.

يحسب للزمالك الطريقة التي لعب بها المباراة حيث استوعب فترة نهضة بركان أول 20 دقيقة ثم حصر اللعب في كثير من الأوقات بوسط الملعب واعتمد على سلاح الهجمات المرتدة لكن غياب التركيز عن لاعبيه حرمهم من تسجيل هدف كان وزنه سيكون ذهبا في مباراة الإياب لكن ما يعاب على لاعبي الزمالك هو سوء الإنتشار في الهجمة التي أحرز منها الفريق المغربي هدفه حيث لم يكن من المبرر والنتيجة 0-0 أن يندفع لاعبو الزمالك للأمام ويمنحوا المساحة للاعبي الخصم التي حرموهم منها طول التسعين دقيقة، هفوة قد تكلف الفريق لقب البطولة في نهاية المطاف.