نجح ​الأنصار​ في الوصول إلى إلى نهائي ​كأس لبنان لكرة القدم​ بعدما هزم ​الأخاء أهلي عاليه​ 2-1 في الأشواط الإضافية بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 1-1 وذلك في المباراة التي استضافها ملعب فؤاد شهاب في مدينة جونية. المدير الفني للأنصار الأردني عبدالله أبو زمع لعب اللقاء بالرسم التكتيكي 4-3-3 مع الثلاثي موني، حسين عواضة و​الحاج مالك​ في خط الهجوم بينما لعب المدير الفني للأخاء أهلي عاليه العراقي عبد الوهاب أبو الهيل بالرسم التكتيكي 3-5-2 مع الثنائي أحمد حجازي وكريم درويش في خط الهجوم.

الشوط الأول:

الأنصار بدأ المباراة بأفضل سيناريو ممكن حيث سجل الهدف الأول بشكل سريع عبر الحاج مالك والذي سجل هدف التقدم للفريق عند الدقيقة 2 ليتقدم الأنصار بشكل سريع 1-0. بعدها، لم ينجح الأنصار في فرض أسلوبه ولم يتأثر الأخاء بصدمة الهدف بل سعى لاستيعاب الهدف المبكر الذي ضرب بلا شك خطط المدرب أبو الهيل وسيطر على خط وسط الملعب مع وضوح طريقة لعب الأنصار وهي الرجوع للخلف، إغلاق المنافذ الدفاعية والسعي للعب الهجمات المرتدة ما سمح للأخاء باستلام زمام الأمور والإعتماد على تحرك الثنائي في خط الهجوم مع دعم من كارلوس ألبيرتو الذي لعب بمركز صناعة الألعاب مع تقدم دائم من الظهيرين حبيب شويخ وسعيد عواضة في طرفي الملعب. ومع تراجع الأنصار للأمام وغياب التهديد عبر المرتدات، كان الأخاء أهلي عاليه يضيع الفرص الواحدة تلو الأخرى مع تألق حارس مرمى الأنصار حسن مغنية لكن الاخاء وبتركيزه الدائم على ضرب عمق دفاعات الأنصار نجح في تعديل النتيجة عبر مهاجمه كريم درويش قبل نهاية الشوط الأول بدقائق لينتهي هذا الشوط بتعادل إيجابي 1-1 بين الفريقين.

الشوط الثاني:

الأنصار حاول تصحيح ما حصل في الشوط الأول وذلك عبر إعادة أخذ زمام المبادرة من جديد في وسط الملعب والإستحواذ على الكرة ما جعل الأخاء يتراجع إلى الخلف من أجل التركيز الدفاعي. مدرب الأنصار أجرى تبديله الأول بخروج أونيكا ودخول غازي حنينة لتنشيط خط الوسط أكثر عند الدقيقة 66. الأنصار ورغم استحواذه على الكرة لكن الفريق الأخضر لم ينجح بصناعة الفرص الخطرة مع التزام دفاعي تام من الأخاء وتنظيم دفاعي عالي وتقارب بين خطوط الفريق الثلاثة خاصة أن الأنصار لم يكن قادرا على لعب الكرات القصيرة المعروف فيها بل مجرد كرات عرضية من طرفي الملعب وبعض التسديدات التي لم تكن ناجحة في ظل التكتل الدفاعي الجيد للأخاء. أبو زمع مدرب الأنصار حاول تفعيل العمل الهجومي لفريقه أكثر مع دخول سوني سعد مكان حسين عواضة عند الدقيقة 80 لكن الأمور لم تشهد أي شيئ خطر باستثناء تسديدة شبريكو التي أصابت العارضة لينتهي الشوط الثاني من اللقاء بتعادل إيجابي 1-1 جر الأمور إلى شوطين إضافيين مدة كل واحد منهما 15 دقيقة.

الأشواط الإضافية:

الأنصار دخل الأشواط الإضافية برغبة واضحة من أجل تسجيل هدف يريحه من الذهاب لركلات الجزاء الترجيحية ليتقدم أكثر للأمام إنما مع تعليمات واضحة بعدم تقدم الأظهرة من أجل مواجهة هجمات الاخاء المرتدة والكرات الطولية لأحمد حجازي السريع خاصة أن الأخاء كان متمركزا بشكل جيد في الخلف ويعتمد على إغلاق المساحات وامتصاص هجمات الأنصار ليقوم أبو زمع بإخراج موني وإدخال علاء البابا لتنشيط الجهة اليسرى فيما خرج محمد عطوي مصابا من جهة الأخاء ودخل مكانه ساري شهيب لتنجح المحاولات الأنصارية الهجومية في تسجيل هدف عن طريقة الخطأ من محمد أبو عتيق أعطى الأنصار هدف التقدم 2-1 ليحاول الأخاء بعدها تعديل النتيجة إنما بمحاولات لم تكن خطرة وينتهي اللقاء بعدها بفوز الأنصار 2-1 والوصول للمباراة النهائية.

ملاحظات عامة:

نجح المدرب أبو زمع في تعديل أوتار فريقه خلال الشوط الثاني لكن الفريق لم ينجح في تقديم الكرة التي عود الجمهور عليها من ناحية التبادل القصير للكرات والإختراق من العمق حيث عانى في تفكيك دفاعات الأخاء المنظمة بشكل واضح حتى أن الهدف الثاني أتى عن طريق الخطأ ومن كرة ثابتة لكن يمكن القول بأن أبو زمع عرف نقاط ضعف فريقه في أول شوط وصححها خاصة من ناحية التراجع الواضح بعد افتتاح التسجيل خلال كامل الشوط الأول.

يجب الإشادة بفريق الأخاء وعمل مدربه عبد الوهاب أبو الهيل الذي خاض اللقاء بدون مقعد احتياط قوي وبغيابات مؤثرة لكنه صمد غير أن ذهاب الفريق لأشواط إضافية أثر على المستوى البدني للفريق خاصة من دون أي خيارات في التبديلات وتنشيط الفريق من جديد كما لم يتأثر بالهدف المبكر وأعاد تنظيم صفوفه ما يعكس شخصية الأخاء القوية والصلبة التي نجح في صنعها المدرب العراقي.

قدم لاعبا الأخاء محمد أبو عتيق وإيغور أداءا مميزا للغاية فالأول لعب في غير مركزه وكان قلب دفاع وقائدا للفريق حيث لم يتاثر بتقدم العمر وعلى مدى ال120 دقيقة كان قائدا حقيقيا وصمام أمان فريقه ورغم تسجيله لهدف فوز الأنصار بالخطأ في مرماه لكن ذلك لم يؤثر أبدا على ما قدمه أما لاعب الوسط إيغور فكان البارومتر لفريقه حيث صال وجال في خط وسط الملعب مع قتال على كل كرة ودور هام في حماية رباعي خط الدفاع مثبتا قدراته العالية فنيا وتكتيكيا مع لعب جماعي مميز.