أسدل الستار على الدوري الإنكليزي لكرة القدم لموسم 2018/2019 بتتويج مانشستر سيتي باللقب بعد صراع شرس مع ليفربول لم يحسم إلا في المرحلة الأخيرة وهو ما عكس المستوى المميز للدوري الإنكليزي هذا الموسم وتجلى بأبهى صوره بوصول 4 فرق إنكليزية إلى نهائي أهم بطولتين أوروبيتين، ​توتنهام​ وليفربول من جهة في نهائي دوري الأبطال و​أرسنال​ و​تشيلسي​ من جهة أخرى في نهائي اليوروبا ليغ وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على قيمة الدوري الإنكليزي فنيا وتفوقه على كافة الدوريات الأوروبية. دعونا في هذا التقرير نتعرف على كيفية سير الأمور في البرييميير ليغ لهذا الموسم.

صراع اللقب

بدت الأمور مع نهاية القسم الأول من الدوري متجهة لصراع ثلاثي على اللقب بين ليفربول، توتنهام هوتسبيرز ومانشستر سيتي مع أفضلية واضحة لليفربول الذي أنهى مرحلة الذهاب متصدرا بفارق ست نقاط عن توتنهام وسبع نقاط عن سيتي، لكن الأخير مع المدرب الفيلسوف بيب غوارديولا قلب المعادلة كليا وقدم مرحلة إياب أقل ما يقال عنها أنها رائعة محققا 18 انتصارا من أصل 19 ووصل إلى النقطة رقم 98 التي كانت كافية له من أجل التتويج باللقب متفوقا بفارق نقطة يتيمة على ليفربول الذي حصد 97 نقطة.

ليفربول أضاع في مرحلة الإياب العديد من النقاط الهامة فخسر أمام السيتي وتعادل في 4 مباريات أخرى ليستمر لقب الدوري عصيا على الفريق الأحمر أما توتنهام فتراجع بشكل مخيف في مرحلة الإياب فحقق فقط 8 انتصارات وخسر 9 مباريات من أصل 19 كانت كافية ليست لإبعاده فقط عن المنافسة عن اللقب بل بالإكتفاء بالمركز الرابع وربما يكون السبب المباشر في ذلك تركيزه على المشوار الأوروبي إذ وصل للمرة الأولى في تاريخه إلى نهائي دوري الأبطال.

المنافسة على المراكز الأوروبية

دارت معركة شرسة على المركزين الثالث والرابع بين الرباعي تشيلسي، توتنهام، أرسنال ومانشستر يونايتد. تشيلسي مع مدربه ساري لم يكن موسمه الأول عاطلا بل حصد المركز الثالث ب72 نقطة بعدما قدم كرة قدم مختلفة عن السابق تقوم على سياسة الإستحواذ والضغط العالي مع تغيير تام لهوية الفريق الذي اشتهر بأداءه الدفاعي البحت.

وكما ذكرنا كان توتنهام رابعا بعد التراجع إيابا فيما فشل أرسنال لموسم جديد في بلوغ دوري الأبطال واكتفى بالمركز الخامس مع مدربه أوناي إيمري فكان أداءه متذبذبا واكتفى بالوصول إلى 70 نقطة أي بفارق نقطة واحدة عن توتنهام الرابع.

أما مانشستر يونايتد فهو بدأ الموسم بشكل ضعيف حيث ظهر الفريق من دون طعم ولا لون تحت قيادة المدرب جوزيه مورينيو ليلجأ الفريق للإستغناء عن خدمات المدرب البرتغالي والإستعانة باللاعب السابق للنادي المدرب أولي سولسكاير الذي بدأ مهمته بشكل جيد وبث روحا معنوية جيدة في الفريق لكن الأداء تراجع بشكل كبير ليكتفي اليونايتد بالمركز السادس والمشاركة الموسم المقبل فقط في اليوروباليغ.

فيما خص مراكز اليوروباليغ، نجح ​وولفرهامبتون​ في حجز المركز السابع بعدما قدم برفقة مدربه البرتغالي نونو سانتوس كرة قدم مميزة هجومية مع أسلوب لعب مميز عكس لمسة سانتوس المميزة حيث وضع أسسا لفريق قادر على التطور كثيرا في الموسم المقبل.

فرق إيفرتون، ​ليستر سيتي​، واتفورد و​ويست هام​ حاولت قدر المستطاع اللحاق بالصراع الأوروبي وقدمت أداءا لا بأس به لكنه لم يكن كافيا من أجل حصد بطاقة في اليوروبا ليغ.

منطقة الوسط الدافئة

منطقة الوسط شهدت وجود 3 فرق هي كريستال بالاس، نيوكاسل يونايتد وبورنموث الذي منذ انتصاف الدوري بدا بأنها لن تعاني كثيرا وابتعدت بشكل مطمئن عن صراع الهبوط لكنه بالمقابل لم تتمكن من الصعود أكثر والمنافسة على بطاقات أوروبية ما جعلها تخوض الثلث الأخير من الموسم دون أية ضغوطات وهذا ما انعكس على أداءها وسمح لها بحصد بعض نقاط إضافية.

تجنب مراكز الهبوط

كانت الأمور واضحة فيما خص المركزين الأخيرين في الدوري حيث بدا من بداية الموسم بأن وضع فريقي هادرسفيلد تاون وفولهام غير مطمئن مع أداء سلبي خاصة من الناحية الدفاعية والعقم الهجومي الواضح إذ لم ينفع تغيير المدربين التي قامت بها إدارتي الفريقين من أجل تغيير أي شيئ في الواقع المرير وهو الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى الإنكليزي.

الصراع الشرس دار على المركز الثامن عشر وهو آخر مركز في معركة الهبوط وشهد منافسة شرسة بين 4 فرق.

ومع انتهاء مرحلة الذهاب، كانت أمور بيرنلي لا تشجع أبدا مع حصد 12 نقطة لكن الفريق ظهر بشكل مغاير إيابا وحقق ثمانية انتصارات ووصل إلى نقطته ال40 ما جعله ينجو من فخ الهبوط لتستمر المنافسة بين فرق ساوثهامبتون، ​برايتون​ و​كارديف سيتي​.

ساوثهامبتون قطف ثمار تغيير مدربه حيث بدت لمسة المدرب النمساوي رالف هانسهوتل على أداء الفريق الذي بقي في البريمييرليغ مثله مثل برايتون الذي حسم أمر بقاءه ما جعل الضحية الثالثة هي كارديف سيتي الذي تراجع إيابا واكتفى ب34 نقطة لم تكن قادرة على إبقائه في دوري الأضواء ليودع الدوري ويهبط بعدما عانى من مشاكل دفاعية كبيرة عكسها تلقي شباكه ل69 هدفا بجانب ضعف هجومي وهو ما جعل أمر الهبوط محتما للفريق.