يعاني الكثير من الناس من ​آلام المفاصل والعضلات​ والهيكل العظمي نتيجة العديد من الأمراض التي تصيب أجزاء الجسم ، ما يجبرهم على استخدام الأدوية المسكنة و​الأدوية المضادة للالتهاب​ بشكل يومي أو شبه يومي، وهذه الأدوية معروفة لدى كثير من المرضى وتأتي بعبوات مختلفة ومن شركات مختلفة من جميع أنحاء العالم وتنتمي إلى نفس العائلة المعروفة بالأدوية المضادة للالتهاب.

في الواقع أن الغالبية العظمى من الأدوية المضادة للالتهاب لها آثار جانبية تختلف شدتها من نوع إلى آخر على الجهاز الهضمي، ومن أهم هذه الآثار الجانبية هو التأثير السلبي على المعدة والمريء حيث إن الكثير من هذه الأدوية تؤدي إلى خلل في عمل عصارة المعدة وتؤدي إلى تقليل كثافة الإفرازات الحامية لجدار المعدة مما يؤدي إلى ظهور تقرحات وهيجان والتهابات في المعدة تجعل المريض يشعر بحرقان آلام مع الأكل. بل أنه في بعض الأحيان تكون هذه التقرحات شديدة ويصاحبها استفراغ بدم أو نزول دم قديم عن طريق البراز.

والواقع أن أحد أهم الأسباب المؤدية إلى تقرحات المعدة في جميع أنحاء العالم هو الاستخدام المزمن للأدوية المضادة للالتهابات. بالإضافة إلى مشاكل المعدة فإن هذه الأدوية قد تؤدي إلى انتفاخ في البطن أو إلى غازات أو إلى صعوبة في الهضم أو إلى إسهال أو إمساك. كما أن الشعور بالغثيان هو أمر شائع نتيجة استخدام هذه الأدوية. وكلما إزدادت كمية الأدوية التي يأخذها المريض وإزدادت المدة الزمنية التي يتناولها فإن فرص الإصابة بهذه الآثار الجانبية على الجهاز الهضمي تزداد. ولذلك فإننا دائما ً ننصح المرضى بأخذ هذه الأدوية بعد الوجبات أو خلال الوجبات وأن لا يتم تناولها على معدة فارغة وأن يقوم المريض بأخذ دواء حماية للمعدة إذا كانت معدته من النوع الحساس أو كان يعاني من مشاكل سابقة في المعدة والجهاز الهضمي.