لم يعد هناك مجال للشك ان الدوري الإنكليزي لكرة القدم بات الأقوى بين نظرائه في أوروبا بعد أثبت مرة أخرى ان المنافسة على اللقب في البريمييرليغ في واد وبقية الدوريات الكبرى في وادٍ آخر، ففي الوقت الذي عُرف فيه البطل في كل من اسبانيا وايطاليا وفرنسا وأرجحية في المانيا، بقيت الأمور مبهمة في الملاعب الإنكليزية حتى صافرة النهاية من الجولة الأخيرة.

ليس هذا فقط، لأن سباق اللقب بين مانشستر سيتي البطل وليفربول المنافس القوي لم يمتد حتى الجولة الأخيرة فحسب، انما حتى مع انطلاق 37 دقيقة من عمر الجولة الثامنة الثلاثين كان اللقب من نصيب الريدز بسبب تعادل السيتي مع ​برايتون​ قبل ان ينقض رجال المدرب بيب غوارديولا على خصومهم ابتداء من الدقيقة 38 ويتوجوا باللقب للعام الثاني على التوالي.

من الواضح ان الصراع في الدوري الإنكليزي والذي بقي مفتوحاً على كل الإحتمالات، أخذ كل الوهج من التتويج المبكر لكل من برشلونة ويوفنتوس وباريس سان جيرمان في اسبانيا وايطاليا وفرنسا على التوالي، فبقيت أنظار العالم كلها شاخصة لمعرفة ما اذا كان السيتي سيحتفظ باللقب ام يتحول إلى الإنفيلد الذي لم يذق طعم التتويج بالبريمييرليغ منذ العام 1990.

لكن هذا السباق على اللقب، لم يكن وحده من أظهر أفضلية البريمييرليغ في أوروبا، لأن التفوق الذي عرفه في السنوات الأخيرة ترك ثماره في البطولتين القارتين بعد تأهل ليفربول وتوتنهام الى نهائي دوري أبطال أوروبا، وارسنال وتشيلسي الى نهائي يوروباليغ في سابقة هي الأولى في التاريخ الذي يشهد تأهل اربع فرق انكليزية إلى نهائي البطولتين وفي بداية لمرحلة انهاء سطوة الفرق الإسبانية وخاصة في الشامبيونزليغ.

ومع ذلك فإن المنافسة على الدوري الإنكليزي أظهرت نوعاً من الإجحاف ربما تكون سبباً في منحه تلك الأفضلية، فعلى الرغم من أحقية مانشستر سيتي في الفوز بلقب الدوري، إلا انه كان من المحزن ان نشاهد فريقاً (ليفربول) يجمع 97 نقطة ويسجل أهدافاً أكثر من برشلونة ويوفنتوس وبايرن ميونيخ ويتلقى أهدافاً أقل من تلك الفرق ومن البطل، ويملك لاعبين في صدارة الهدافين (​محمد صلاح​ وساديو ماني) وأفضل حارس (​أليسون بايكر​) وأفضل لاعب في الدوري (​فان دايك​) ولا يتوّج بطلاً للمسابقة.

ربما هي قساوة تلك اللعبة الجميلة لكنها في الوقت نفسه تؤشر إلى ما وصل اليه الدوري الإنكليزي، ويكفي ان الصراع على المراكز الاربعة المؤهلة لدوري أبطال اوروبا لم يحسم هو الآخر الا في النهاية، لذلك فإن انتهاء هذا الموسم المثير لن يكون إلا بداية لما هو قادم في السنوات المقبلة وما يمكن ان ينعكس ذلك على الخارطة الكروية في القارة العجوز.

​​​​​​​